المقاتلات الأجانب.. عائدات من تنظيم داعش الإرهابي

الأربعاء 17/يوليو/2019 - 02:12 م
طباعة  المقاتلات الأجانب.. حسام الحداد
 
لم يقتصر الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي على الشباب والفتيات في دول المشرق العربي والإسلامي فحسب، بل انضم إلى التنظيم عدد كبير من الشباب الغربي من أجل القتال في صفوفه وتقديم الدعم الإعلامي واللوجيستي له. وفي الحقيقة يمكننا القول إن ظاهرة "المقاتلين الأجانب" (وهم المقاتلون الذين غادروا بلدهم الأصلي للانضمام إلى الجماعات المسلحة في ساحات الحروب الدائرة في الخارج) ليست ظاهرة جديدة أو خاصة بتنظيم داعش الإرهابي فحسب. بل هي ظاهرة قديمة، إذ تدفقت موجات من المقاتلين الأجانب في أوقات متباينة نحو مناطق النزاع في الخارج، مثل "أفغانستان والبوسنة والعراق".
حول هذا الموضوع قدم لنا مرصد اللغة التركية التابع للأزهر الشريف دراسة تحليلية لشهادات العائدات من تنظيم داعش الإرهابي، أكد في بدايتها على أنه بعد أن أعلن "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم داعش الإرهابي قيام دولته المزعومة في سوريا والعراق، تدفق إليها ـ لأسبابٍ مختلفة ـ عددٌ كبير من المقاتلين الأجانب معظمهم من الشباب الذين اقتنعوا بدعاية التنظيم الضالة والمضللة.
كما أنشأ التنظيم العديد من اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل خداع الشباب واستقطابهم من جميع دول العالم، وأصدر عددًا من الكتيبات والمنشورات التي تُرشد وتشرح لراغبي الانضمام إلى التنظيم كيفية الوصول إلى معاقله الرئيسة سواء في مدينة "الرقة" أو في "الموصل"، وقام بنشر كل ذلك بلغات مختلفة على منصاته الإعلامية.
ونتيجة لذلك انضم آلاف الشباب من مختلف الدول إلى التنظيم، وقاتلوا ضمن صفوفه، كما انضمت مجموعات كبيرة من النساء والأطفال، اعتقادًا منهم أنهم سيعيشون دين الإسلام الذي حُرِموا منه في بلادهم على حد زعم الآلة الإعلامية للتنظيم.
ومن هنا بدأ مصطلح "المقاتلون الأجانب" يظهر على السطح من جديد، وبدأت تظهر معه إحصائيات بأعدادهم وجنسياتهم، ودار الجدل حول عودتهم مرة أخرى إلى بلادهم.
ومع فطنة بعض الشباب والفتيات لانحراف تنظيم داعش الإرهابي وضلال منهجه، انشق عدد منهم وعادوا إلى أوطانهم مرة أخرى، ومع عودتهم ظهر مصطلح "العائدون من داعش" وظهرت حوله العديد من الدراسات والأبحاث والتصورات والتصريحات الحكومية والاستخباراتية، والجدل حول قضية دمجهم واستيعابهم في مجتمعاتهم من جديد. كما بلغ الجدل مبلغًا كبيرًا حول العائدين من داعش بعد سقوط التنظيم في سوريا والعراق، وإعلان بعض الحكومات أنها لن تستقبل أعضاء داعش ولن تسمح لهم بالعودة مرة أخرى.
وفي هذه الدراسة سوف نقف على مصطلحي "المقاتلين الأجانب" و"العائدين من داعش"، وسوف نعرض شهادات حيّة لبعض الفتيات اللائي انضممن إلى التنظيم، ثم بدت لهن حقيقته بعد ذلك، فأردن الهروب منه، لكنهن لم يستطعن ذلك، وظللن في التنظيم حتى قامت "قوات سوريا الديمقراطية" بتحريرهن من قبضته، وقامت إحدى القنوات التلفزيونية بإجراء مقابلات معهن، تحدثن فيها عن معرفتهن بالتنظيم وأسباب انضمامهن إليه، وما هي الدروس التي استفدنها من تجربتهن مع هذا التنظيم الإرهابي. والهدف من هذا التقرير هو اكتشاف أسباب انتهاج الفتيات للفكر المتطرف، وتحديد أهم ملامحهن وسماتهن الشخصية حتى نستطيع في النهاية تحديد بعض السمات الشخصية للفتيات اللاتي يسهُل استقطابهن، وحتى يتسنّى لنا الإسهام قدر المستطاع في وضع روشته علاجية لفيروس العنف والتطرف.
أولًا مصطلح "المقاتلين الأجانب"
لم يقتصر الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي على الشباب والفتيات في دول المشرق العربي والإسلامي فحسب، بل انضم إلى التنظيم عدد كبير من الشباب الغربي من أجل القتال في صفوفه وتقديم الدعم الإعلامي واللوجيستي له. وفي الحقيقة يمكننا القول إن ظاهرة "المقاتلين الأجانب" (وهم المقاتلون الذين غادروا بلدهم الأصلي للانضمام إلى الجماعات المسلحة في ساحات الحروب الدائرة في الخارج) ليست ظاهرة جديدة أو خاصة بتنظيم داعش الإرهابي فحسب. بل هي ظاهرة قديمة، إذ تدفقت موجات من المقاتلين الأجانب في أوقات متباينة نحو مناطق النزاع في الخارج، مثل "أفغانستان والبوسنة والعراق".
لكن المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا عقب اندلاع الحرب الدائرة هناك جعل من "سوريا" أكثر دولة في العالم جذبًا للمقاتلين الأجانب خــلال الســنوات العشــر أو العشريــن الماضيــة وفقًا لدراسة قام بها معهد ISPI حول التطرف والإرهاب الدولي، بل إن أعداد المقاتلين الأوروبيين الذين ذهبوا إلى سوريا في السنوات الأخيرة فاق بكثيرٍ عـدد المقاتلين الأوربيين الذين انضموا للقتال في جميع أماكن الصراع الأخرى علــى مــدى الســنوات العشرين الماضية.
وتقدر بعض الاحصائيات الأخيرة تدفقات المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق بـ 60.000 مقاتل، أتوا من أكثر من 110 دولة. من بين هؤلاء، حوالي 5000/6000 من أوروبا، بنسب مختلفة من بلد إلى آخر؛ حيثُ إن حوالي 70٪ منهم يأتون من أربع دول فقط: فرنسا (حوالي 1900 فرد)، والمملكة المتحدة وألمانيا (أقل بقليل من ألف لكل منهما)، وبلجيكا (أكثر من 500).
وقد عاد من هؤلاء بالفعل من مناطق النزاع نسبة الثلث تقريبًا. في حين تُعدُّ إسبانيا من أقل الدول الأوروبية التي انضم منها مقاتلون إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق، ففي عام 2015 انضم عددٌ لا يزيد عن 140 فردا، وفي عام 2016 أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أن 190 فردًا سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش. كذلك إيطاليا، حيث انضم منها عددٌ قليل يُقدر بحوالي 130 فردًا وفقًا لما ذكرته السلطات الإيطالية، وهي نسبةٌ منخفضة جدًا بالنسبة لإجمالي عدد السكان، وهذا يعني أن كل مليون إيطالي انضم منهم حوالي فردين، وهي نسبة قليلة مقارنة ببلجيكا التي يبلغ عدد من انضم منها للتنظيم 46، والنمسا 33، والسويد 30، وفرنسا 28، والنرويج 28، والدنمارك 27.
ثانيًا: مصطلح "العائدين من داعش"
ينقسم العائدون من داعش إلى قسميْن، القسم الأول هم الذين اقتنعوا بدعاية التنظيم الضالة والمضللة، وسافروا إلى أماكن تمركزه الرئيسة، ثم انجلت لهم حقيقة التنظيم بعد ذلك فاكتشفوا فساد فكره، وضلال منهجه، وانشقوا عنه، وعادوا إلى بلادهم مرة أخرى، وهؤلاء يمكن أن نطلق عليهم "المنشقين عن داعش".
القسم الثاني من العائدين من داعش هم الذين عادوا إلى بلادهم بعد سقوط التنظيم في سوريا والعراق، سواء عادوا متسللين أو مقبوض عليهم أثناء محاولة عبور حدود بلادهم أو عبور حدود أي دولة أخرى.
ويمثل هؤلاء قلقًا بالغًا للحكومات المختلفة التي تخشى من منهج العنف والتطرف الذي يتبنّاه هؤلاء مخافة نشره، ومخافة تكوين هؤلاء خلايا متطرفة تقوم بعمليات إرهابية، أو تقدم دعمًا معلوماتيًّا وماديًّا لإرهابيين يريدون تنفيذ عمليات إرهابية، ومخافة تنفيذ هؤلاء أنفسهم عمليات إرهابية ذات نهج فردي على طريقة "الذئاب المنفردة". ومن ثَمَّ ترفض بعض الحكومات عودة مواطنيها الذين انضموا إلى داعش، وتتخذ إجراءات مشددة في ذلك، مثل: إلغاء الجنسية، وسحب جوازات السفر، وغيرها من الإجراءات التي تحول دون عودة هؤلاء مرة أخرى.
ثالثًا: شهادات بعض العائدات من داعش
والآن نستعرض في هذا الجزء من الدراسة بعض شهادات لفتيات وسيدات قامت قوات سوريا الديمقراطية بتحريرهن من قبضة التنظيم في سوريا، وقامت إحدى القنوات التلفزيونية بإجراء حوارت معهن، وذلك على النحو الآتي: 
شهادة "جميلة أصلان":
"جميلة أصلان" سيدة تركية، وُلدت في مدينة "أطنه" عام 1982. عرفت تنظيم داعش الإرهابي من خلال شبكة الإنترنت، وانضمت إليه معتقدة أنها ستعيش الدين الإسلامي، وستحيا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، غير أنها لم تجد ما وعدها التنظيم حقًّا، فندمت على انضمامها وتركها لعائلتها وأصدقائها واصفة الإنترنت بأنه بلاء على الناس عندما يُستخدم استخدامًا خاطئًا ومشيرة إلى أنَّ تعرُّف الإنسان على دينه من خلال الإنترنت يُعد خطيئة كبرى.  وهذا مقتطف من شهادتها:
"ليتني لم أعرف داعش، ولم أنضم إليه. لقد ابتعدت عن عائلتي وأصدقائي وبلدي، وعشت بعيدة عن بيئتي اعتقادًا مني أني سأعيش دين الإسلام الذي كان يعيشه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. ... عرفتُ التنظيم عن طريق الإنترنت؛ حيث كُنت حديثة عهدٍ بمعرفة تعاليم الإسلام، وهذا خطأ كبير، فلا يجب على الإنسان أن يبحث عن دينه عن طريق الإنترنت؛ لأنه سيصادف أشياء كثيرة توقعه في الخطأ.... لقد كان التنظيم ينشر أشياء كثيرة عن الدِّين كنت أتابعها مع زوجي، وكان التنظيم يروج من خلال هذه المنشورات لأفكار تطبيق الشريعة والجهاد ووجوب الهجرة إلى أرض الخلافة، فانخدعت بشعاراته كأي شخص حديث عهد بالتدين... وبعد فترة تعرف زوجي على أحد عناصر التنظيم وقام بمساعدتنا في الذهاب إلى سوريا.  ومع مرور الوقت بدأتُ أرى الظلم الذي يعانيه الشعب، ورأيتُ بعيني فردًا داعشيًّا يحذر سيدة تسير في الشارع دون أن تغطي عينيها ثم أطلق عليها النار لعدم استجابتها لأمره ... إن التنظيم لا علاقة له بتعاليم الإسلام، إنه لا يعرف سوى الظلم والقهر وقتل الناس ... لقد انضممنا إليه عام 2014 ولم نستطع الخروج منه، فهو يمنع الذهاب إلى الحدود. كان يمكنني أن أعيش ديني بجانب عائلتي، لقد فهمت هذا مؤخرًا".  
شهادة "فاطمة أولو":
"فاطمة أولو" ربة منزل تركية تبلغ من العمر 45 عامًا تعيش في مدينة "قيصري"، تقضي أغلب وقتها مع أطفالها في المنزل كأي ربة منزل، حتى أصابتها لعنة الإنترنت (الفيس بوك) على حدِّ وصفها، فأصبحت تقضي بعض الوقت عليه. وهذا مقتطف من تصريحها:
"تعرفت على داعش عن طريق الإنترنت، قالوا لنا إن الخلافة قد أُعلنت، وإن البغدادي أصبح خليفة المسلمين، ومن الواجب على الجميع مبايعته، ومن لم يبايعه سيدخل النار. لقد كانوا يؤولون آيات القرآن، ولم أكن على دراية بالمعلومات العلمية التي يقولونها لنا ... قالوا لنا إن الهجرة فرض، ولم أكن أعلم أنني إن ذهبت إلى هناك لن أستطيع العودة مرة أخرى ... لقد كان بعض عناصر التنظيم يشتكون لزوجي من الأمراء الذين يأكلون الأرز والدجاج ويأمرونهم بالذهاب إلى القتال".
شهادة "جيلان قايا":
أما "جيلان قايا" البالغة من العمر 21 عامًا فولدت في "بورصة" التركية، وتعرفت على التنظيم عن طريق الإنترنت أيضًا، حيث كانت تتابع بعض صفحات التنظيم، وتقول في شهادتها:
"تعرفت على التنظيم وأنا في الصف الثالث الثانوي. كانوا يقولون إننا نحيا على الشريعة، ونطبق الإسلام، والنساء يتحجّبن عندنا كما يُردن؛ ولأنني أريد الشريعة ذهبتُ إلى هناك".
من خلال هذه الشهادات نرى أن هؤلاء السيدات تم استقطابهن جميعًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لتنظيم داعش الإرهابي حضورٌ كبير فيها، بل تُعدّ أهم وسائله في الاستقطاب، وإقناع مؤيديه بالقيام بعمليات إرهابية في بلادهم، و"الذئاب المنفردة" خير دليل على مدى أهمية هذه المواقع للتنظيم ومؤيديه الذين لم يستطيعوا الذهابَ إلى أماكن تمركزه الرئيسة، فـ "الذئاب المنفردة" أشخاص لا تربطهم علاقة تنظيمية بداعش، لكنهم تشبعوا بأفكار التنظيم عبر مواقع الإنترنت، وقاموا بتنفيذ عمليات إرهابية في بلادهم. وهذا يدلُّ على مدى أهمية الإعلام التي فَطِن لها التنظيم، وأسّس استراتيجية إعلامية استطاع من خلالها استقطاب المؤيدين، ومواجهة المعارضين والمخالفين. وقد أرجعت الكثير من البحوث السبب في قوة داعش وتفوقه على غيره من التنظيمات الإرهابية وخصوصًا في الاستقطاب إلى وسائل الإعلام غير التقليدية، وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أثنى الخليفة المزعوم "البغدادي" على الإعلاميين في التنظيم، ووصفهم بالفرسان، ووصف الإعلام قائلًا "الجهاد الإعلامي نصف الجهاد". وفي عام 2014 أسّس التنظيم كتيبة نسائية تُسمى "الخنساء"، كان من إحدى مهامها الرئيسة استقطاب النساء عبر الإنترنت وإقناعهن بالسفر إلى سوريا أو العراق للزواج من مقاتلي التنظيم.
ومن خلال هذه الشهادات نستنبط أيضًا أن هؤلاء النساء حديثاتِ عهدٍ بالتديّن، ويفتقرن إلى خلفية ثقافية دينية تؤهلهن إلى فهم تعاليم الدين فهمًا صحيحًا، وفي الوقت ذاته هنَّ متحمساتٌ للبحث في الدين ومعرفة حقائقه، الأمر الذي جعلهن لقمة سائغة للوقوع في براثن تنظيم داعش الإرهابي، فانخدعن بشعاراته الزائفة التي صورت لهن -كذبًا وزورًا- العيشَ في المدينة الفاضلة التي يحلمُ بالعيش فيها أيُّ إنسان. ومن هنا تأتي ضرورة التوعية الدينية المستمرة، وخلق منابر إعلامية لعلماء الدين الثقات في وسائل الإعلام، وفي المدارس والجامعات ومراكز الشباب وجميع الأماكن التي يتجمع فيها الشباب. كما تأتي ضرورة تواجد المثقفين وعلماء الدين على مواقع الإنترنت، حتى لا يتركوا الفضاء الإلكتروني ساحة خصبة للجماعات المتطرفة ينشرون من خلاله أيدولوجياتهم الفاسدة وفكرهم المنحرف. وقد أحسن الأزهر الشريف صُنعًا عندما أخرج للنور العديد من المشاريع القوية التي تعمل على المزيد من توعية الشباب ونشر الفكر التنويري والذي اشتهر به الأزهر عبر تاريخ الأزهر الطويل، ومن هذه المشاريع مشروع "رواق الأزهر"؛ كي يفتح نوافذ وسطية أمام الشباب المتدين، وطلاب العلوم الشرعية والعربية، أزهريين وغير أزهريين؛ لتلقي العلوم الدينية على يد نخبة من مشايخ وعلماء الأزهر، الذين لديهم القدرة على تفنيد الفكر المتطرف وإبراز فساده، وفي الوقت ذاته توضيح المفاهيم الدينية، وتفسير نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية في سياقها الصحيح.
ونرى أيضًا من خلال هذه الشهادات أن تنظيم داعش الإرهابي قد خدع هؤلاء الفتيات بتفسيراته المغلوطة لقضايا ومصطلحات بعينها، مثل: "الهجرة"، و"الخلافة"، و"تطبيق الشريعة"، وهي قضايا مهمة، ودائمًا ما يستغلها المتطرفون في استقطاب الشباب، وتكفير المجتمعات. وقد قام مرصد الأزهر قبل ذلك بتفنيد أفكار المتطرفين حول هذه القضايا، ونشر على بوابة الأزهر الإلكترونية ردودًا شرعية خاصة بهذه القضايا، تؤصل لمفهومها الصحيح الذي يُحرفه المتطرفون. كما قامت وحدات المرصد المختلفة بترجمة هذه الردود ونشرها على المنصات الأجنبية للمرصد.  وندعو من يريد الاطلاع على هذه الموضوعات إلى زيارة موقع المرصد عبر بوابة الأزهر الالكترونية، وكذلك عبر منصات المرصد الإعلامية الأخرى.
أيضًا من خلال هذه الشهادات نستنتج الانحلال الأخلاقي لقادة تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما أكدته العديد من الشهادات، ففي حين يأمرون الشباب بالخروج للقتال يجلسون هم في منازلهم يتناولون أجود أنواع الطعام.    ويرى بعض المنشقين عن التنظيم أن الفساد بداخله ممنهج، وله مظاهر عديدة، وأنه يرتبط بقادة التنظيم الذين يعقدون صفقات بترولية وتجاريه مع من يَدَّعون أن قتالهم من الأهداف الرئيسة للتنظيم، لذلك وصف أحد المنشقين قيادات التنظيم بأنهم عصابة من المرتزقة.
من خلال ما سبق نستطيع أن نَخلُص إلى العديد من النتائج التي تساعد في فهم قضية "العائدين من داعش" وملامح هؤلاء الأفراد الفكرية، ومن أهمها:
- الجهل بالدين وعدم معرفته معرفةً صحيحةً، ما يكون سببًا للانحراف واعتناق الفكر المتطرف، بالإضافة إلى سهولة الاستقطاب من قبل بعض الجماعات الإرهابية خصوصًا تنظيم "داعش" الذي لا يهتم بمستوى العضو الديني ومدى خلفيته الثقافية، بل يفتح أبوابه أمام جميع من يريد الانضمام إليه حتى وإن لم يكن متدينًا.
- لا تكمن قدرة تنظيم داعش الإرهابي في استقطاب الشباب والفتيات في صحة منهجه وقوة حجته بل في ضعف أعضائه المستقطبين، وسطحيتهم الفكرية. ولذلك فإن إصلاح الشخص الداعشي سهل مثل انحرافه، شريطة أن يكسب المحاور ثقة المتأثر بالفكر المتطرف أو الفكر الداعشي. 
- قضايا الخلافة والجهاد والحاكمية من أبرز القضايا التي يجب الوقوف عليها، وهضمها جيدًا، ومعرفة ما يدور حولها من فهمٍ مغلوط قبل الحوار مع أي عائد من أي تنظيم متطرف.

شارك