الخناق يضيق دوليًا.. الأرجنتين تصنف "حزب الله" منظمة إرهابية

الجمعة 19/يوليو/2019 - 02:32 م
طباعة الخناق يضيق دوليًا.. فاطمة عبدالغني
 
أمرت السلطات الأرجنتينية أمس الخميس 19 يوليو بتجميد أصول جماعة حزب الله في البلاد كما صنفتها منظمة إرهابية.
ويتزامن الإعلان مع إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لتفجير بمركز للجالية اليهودية في بوينس أيرس، بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لإحياء الذكرى.
وأصدرت إدارة المعلومات المالية التابعة للحكومة في الأرجنتين أمرا بتجميد أصول حزب الله وأعضائه بعد يوم من وضع البلاد قائمة جديدة بالأفراد والكيانات المرتبطين بالإرهاب.
وقالت الإدارة في بيان "في الوقت الحالي ما زالت جماعة حزب الله تشكل تهديدا للأمن ولسلامة النظام الاقتصادي والمالي لجمهورية الأرجنتين"، ولم يصدر تعليق بعد من حزب الله على الخطوة الأرجنتينية.
قرار السلطات الأرجنتينية جاء على خلفية اتهام حزب الله بالضلوع في هجومين سابقين بالأرجنتين، الأول استهدف سنة 1994 مركزا للجالية اليهودية في العاصمة، راح ضحيته 85 شخصا وجرح أكثر من مئتين. والثاني استهدف السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس العام 1992، وتسبب في مقتل 29 شخصا.
وكان رئيس الأرجنتين، ماوريسيو ماكري، قد وعد منذ أيام بتوقيع مرسوم يجعل منها "أول دولة بأمريكا اللاتينية تعتبر حزب الله منظمة إرهابية" عبر تأسيس RENAPOST اختصارا لاسم "السجل الوطني للمنظمات والأشخاص المشتبه بقيامهم بأعمال إرهابية" الخاص بمن يصعب محاكمتهم حاليا "بسبب عوائق قانونية"، وفقا لما نشرته وسائل إعلام محلية. 
وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن تصنيف الأرجنتين لحزب الله منظمة إرهابية خطوة مهمة. جاء حديث بومبيو في تغريدة نشرها عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر الخميس.
وبحسب تقارير صحفية لا يقتصر تواجد حزب الله في دول أمريكا اللاتينية، على الأرجنتين. فللحزب جماعات تنشط في منطقة الحدود بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي حيث تعقد صفقات مشبوهة لتمويل عملياتها في مناطق أخرى.
ومنطقة الحدود الثلاثية، أو ما يسمى بـ TBA هي موطن لمجتمع شيعي لبناني قوي، ترتبط مؤسساته (المساجد والمدارس ومنظماته الاجتماعية) بشكل وثيق مع حزب الله.
وقد صرحت الحكومة الأمريكية علنا بأن حزب الله لاعب رئيسي في الاقتصاد غير المشروع لـ TBA، والذي قدرت السلطات المحلية في الآونة الأخيرة قيمته بـ 18 مليار دولار سنويا.
وفي هذا الإطار لا يستبعد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بواشنطن، إدموند غريب، صدور قرارات مماثلة ضد حزب الله من باراغواي والبرازيل، ودول أخرى لها مواقف داعمة للولايات المتحدة الأمريكية.
وقال غريب "يمكن أن نشهد سلسلة اعتقالات لأفراد مرتبطين بحزب الله في هذه البلدان، خلال الفترة القادمة".
ومؤخرا سلمت البارغواي الولايات المتحدة نادر محمد فرحات (من مؤيدي حزب الله) للاستماع إليه في اتهامات مرتبطة بتهريب المخدرات وغسيل أموال.
ومن جانبه قال إيمانويل أوتولينغي من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن نشاط حزب الله في أمريكا اللاتينية "لن يتوقف بعقد قمم هنا وهناك".
وفي حديث لمحطة "فوكس نيوز" أكد أوتولينغي أن تطويق حزب الله يتوقف على تحيين أدوات قانونية تسمح بمحاصرة نشاطاته المشبوهة.
وعلى صعيد متصل قال لقمان سليم المحلل السياسي في حديث لقناة الحدث "قيام الأرجنتين بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية وقرارها بتجميد كل الأصول التي يشتبه بأن الحزب يمتلكها هناك هو نهاية كاملة لعقود من التغلغل الإيراني وتغلغل حزب الله في البلاد".
 وأضف سليم "علينا ألا ننسى بأن فنزويلا والأرجنتين كانتا خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات وحتى مطالع هذا القرن نقطتا الارتكاز الأساسيتين لإيراني واستطرادًا لحرب الله، وبالتالي فهذا التصنيف في هذا الوقت وفي هذا التاريخ المحدد وهي الذكرى ال25 على عملية تفجير المركز اليهودي في بونيس أيرس مع الغطاء السياسي المتمثل بوجود مسئول أمريكي من أرفع ما يكون في العاصمة الأرجنتينيه يعني بكل بساطة تحرير الأرجنتين من النفوذ الإيراني".
يذكر أن دولا أخرى ومنظمات سبق وأن صنّفت حزب الله، وجناحه العسكري المدعوم من إيران، كمنظمة إرهابية، تقفية للقرار الأمريكي ومن بينها كندا وبريطانيا وأستراليا، بالإضافة إلى نيوزيلندا والاتحاد الأوروبي.

شارك