خروقات إيران تتصاعد نحو حرية الملاحة.. الحرس الثوري يحتجز ناقلة نفط بريطانية

السبت 20/يوليو/2019 - 12:27 م
طباعة خروقات إيران تتصاعد فاطمة عبدالغني
 
مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران ومنعها من تصدير نفطها، صدرت منها تهديدات عالمية وواضحة بإغلاق مضيق هرمز ومنع بقية الدول من تصدير نفطها، ولم تمضي أيامًا على هذه التهديدات حتى بدأت الاعتداءات تطال السفن التجارية في خليج عمان.
حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الجمعة 19 يوليو أنّه "صادر ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز". 
وقال الحرس الثوري، في بيان على موقعه الإلكتروني، "إنّ القوات البحرية التابعة له وبطلب من سلطة الموانئ والبحار في محافظة هرمزغان احتجزت الناقلة بسبب عدم احترامها للقانون البحري الدولي". 
وأوضح البيان المقتضب أنّ السفينة ستينا إمبيرو "اقتيدت بعد السيطرة عليها إلى الساحل حيث تمّ تسليمها إلى السلطة من أجل بدء الإجراءات القانونية والتحقيق".
ومن ناحية أخرى قالت الشركة التي تدير الناقلة "ستينا إمبيرو" المسجلة في بريطانيا إنها لم تتمكن من التواصل مع طاقمها بعد أن اقتربت منها زوارق صغيرة غير محددة الهوية وطائرة هليكوبتر أثناء عبورها مضيق هرمز. 
وقالت الشركة إن "23 بحارا على متن الناقلة ولا تقارير عن إصابات وإن الناقلة تتجه حاليا شمالا صوب إيران". وأضافت الشركة "لسنا قادرين على التواصل مع الناقلة وهي متوجهة نحو المياه الإيرانية". وفقا لـرويترز. 
وبحسب وسائل إعلام بريطانية، فإن الناقلة "استينا اميرو" كانت متجهة إلى السعودية قبل أن يتحول مسارها فجأة صوب جزيرة قشم الإيرانية. 
ويأتى الإعلان عن مصادرة السفينة البريطانية بعيد ساعات على تمديد المحكمة العليا في جبل طارق لثلاثين يوماً فترة احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غرايس 1" التي احتجزتها سلطات المقاطعة البريطانية بشبهة أنها كانت متوجهة إلى سوريا لتسليم نفط في انتهاك لعقوبات أمريكية وأوروبية، بحسب ما أعلنته حكومة جبل طارق.
وكانت قوات البحرية البريطانية وشرطة جبل طارق، المنطقة البريطانية الواقعة في أقصى جنوب اسبانيا، احتجزت السفينة التي تحمل 2,1 مليون برميل نفط، في 4 يوليو اثناء عبورها مياه المنطقة. وقالت إيران إنها سوف ترد وبعد أيام حاولت ثلاث سفن إيرانية اعتراض طريق ناقلة مملوكة لبريطانيا في مضيق هرمز لكنها تراجعت بعد أن تدخلت سفينة تابعة للبحرية البريطانية.
يذكر أن إيران قد اختطفت ناقلة نفط إماراتية قبل أيام، وقالت طهران في بادئ الأمر إنها سحبت الناقلة بعد تعطلها، لكنها أقرت بعد ذلك باحتجازها.
وفي هذا الإطار صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، بأن على إيران الإفراج فورا عن سفينة تحتجزها في الخليج وأفراد طاقمها.
وقال المتحدث في رسالة أرسلت بالبريد الإلكتروني لرويترز "الولايات المتحدة تندد بقوة بما تقوم به السفن التابعة للحرس الثوري من مضايقة مستمرة للسفن وعرقلته للمرور الآمن في مضيق هرمز وحوله". وتابع المتحدث قائلا "على إيران الكف عن هذا النشاط غير المشروع والإفراج عن الناقلة".
وردًا على الانتهاكات الإيرانية، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، أن مسؤولين أمريكيين سيطلعون أعضاء من السلك الدبلوماسي في واشنطن على مبادرة جديدة لتعزيز حرية الملاحة والأمن البحري حول مضيق هرمز. 
 وأشارت الوزارة في بيان "الأمر يتطلب مسعى دوليا للتعامل مع هذا التحدي العالمي وضمان مرور السفن بسلام"، مضيفة أن الإفادة سيقدمها مسؤولون بوزارتي الدفاع والخارجية ولن يسمح لوسائل الإعلام بحضورها.
 ومن ناحية أخرى قال مجلس الأمن القومي الأمريكي، أمس الجمعة، إن أمريكا ستعمل مع الحلفاء لمكافحة السلوك الخبيث لإيران. 
وأوضح متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير عن احتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية وسوف تعمل مع حلفائها وشركائها للتصدي لسلوك إيران الخبيث. 
ومن جانبه كشف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، اليوم السبت، أنه يخشى أن تكون إيران سلكت "طريقا خطيرا" وأضاف هانت في تغريدات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "تحرك الأمس في الخليج يظهر إشارات مقلقة بأن إيران اختارت طريقا خطيرا عبر تصرفات غير قانونية ومزعزعة للاستقرار بعد قضية ناقلتها (غريس 1) المتجهة إلى سوريا والتي احتجزت بشكل قانوني في جبل طارق.. وكما قلت بالأمس، فإن رد فعلنا سيكون قويا، لقد حاولنا إيجاد حل لأزمة (غريس 1)، لكننا سوف نضمن سلامة ناقلاتنا".
وقال هانت: "ندرس حاليا ما يمكن فعله لتأمين الإفراج عن السفينة التي ترفع علم بريطانيا والأخرى التي ترفع علم ليبيريا"، مضيفا: أطقم السفينتين من جنسيات مختلفة، وليس بينهم بريطانيون، مؤكدا أن اختطاف السفن غير مقبول، ومن الضروري الحفاظ على حرية الملاحة.
وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية في بيان "ما زلنا نشعر بقلق عميق من تحركات إيران غير المقبولة، التي تشكل تحديا واضحا للملاحة الدولية. نصحنا السفن البريطانية بالبقاء خارج المنطقة لفترة موقتة".
ومن جهته، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن التصعيد الإيراني تجاه بريطانيا يؤكد أنه كان محقا بشأن موقفه من إيران، ولمح للصحفيين إلى إمكانية أن يكون الحرس الثوري الإيراني قد احتجز أكثر من ناقلة.

شارك