بعد اشتعال الحرب في عدن.. اتجاهات نحو التهدئة لوأد الفتنة في اليمن

الأحد 11/أغسطس/2019 - 01:55 م
طباعة بعد اشتعال الحرب أميرة الشريف
 
بعد مرور 5 أيام علي حالة الحرب التي شهدتها العاصمة اليمنية عدن، بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للحكومة الشرعية اليمنية، وقوات أمنية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، لتتوسع رقعتها الجغرافية، شاملة مديريات أخرى في الأجزاء الشمالية والغربية من عدن، وتزداد كلفتها الإنسانية والمادية، دون أن ترجح كفة أحد الطرفين على حساب الآخر، تتجه التطورات نحو التهدئة، حيث يبدو أن ثمة اتفاق بين جميع الأطراف على ضرورة تطويق الأزمة.
وقد دعت قوات التحالف المجلس الانتقالي إلى سحب قواته من مواقعه في عدن أو مواجهة المزيد من الإجراءات العسكرية، وقالت إنها شنت غارة ضد "تهديد" لحكومة البلاد.
وقد وافق الجانبان على وقف لإطلاق النار، ولكن لم يتضح الموقف بعد غارة التحالف.
وخاض الانفصاليون الجنوبيون حربا إلى جانب القوات الحكومية في أغلب فترات الحرب الأهلية ولكن يبدو أنه لم يكن تحالفا بسيطا.
من جانبه، تدخل التحالف الذي تقوده السعودية  اليوم الأحد في عدن دعما للحكومة اليمنية بعد أن سيطر الانفصاليون الجنوبيون بشكل فعلي على المدينة الساحلية الواقعة بجنوب البلاد مما أدى إلى تصدع تحالف يركز على قتال حركة الحوثي المتحالفة مع إيران.
ووفق تقارير إعلامية، فقد قال مصدر مسؤول بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن إن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بدأت الانسحاب من بعض المواقع التي سيطرت عليها مؤخرا، وعلى رأسها المناطق المحيطة بقصر المعاشيق.
ورحب التحالف العربي بخطوات المجلس الانتقالي الأولية، مؤكدا أنه يراقب الانسحاب الكامل من المواقع التي سيطرت عليها قوات المجلس.
وكان تحالف دعم الشرعية دعا، أمس السبت، المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن إلى وقف إطلاق النار، وخلال ساعات الليل أكد المجلس التزامه بالطلب، مرحبا أيضا بدعوة السعودية للحوار.
من جانبه أكد المتحدث باسم المجلس الانتقالي، نزار هيثم، استعداده للانخراط في الحوار، قائلا: نحن نجهز وفدنا المشارك في الحوار وننتظر تحديد موعد لذلك".
وأشار هيثم إلى أن كل القضايا المتعلقة بالأحداث التي شهدتها عدن، يجب أن تبحث في الحوار المرتقب في السعودية.
وعلي الصعيد الميداني، عادت الحياة الطبيعية إلى أحياء مدينة عدن، حيث فتحت الشوارع التي كانت مغلقة من جراء الاشتباكات، كما فتحت بعض المحلات التجارية، وشهدت ساحة العروض في خور مكسر حضور كبير للسكان لأداء شعائر صلاة عيد الأضحى.
وكانت المواجهات قد استمرت لأيام بين قوات الحرس الرئاسي وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث سيطرت الأخيرة على المعسكرات التابعة للحكومة، وحاصرت القصر الجمهوري في عدن.
واستدعى التصعيد تدخلا من التحالف العربي، الذي دعا إلى هدنة، وتغليب المصلحة العليا، وهدد التحالف باستخدام القوة ضد من ينتهك وقف إطلاق النار في عدن.
ووجهت المملكة العربية السعودية دعوة لاجتماع عاجل في جدة، بهدف وأد الفتنة وتوحيد الصف وعدم جر اليمن نحو مستقبل مظلم.
وتصاعدت حدة المواجهات بين قوات الحماية الرئاسية والحزام الأمني في مناطق متفرقة في مدينة عدن جنوبي اليمن، في الوقت الذي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات العنيفة داعيا كافة الأطراف إلى وقف الأعمال العسكرية.
وبدأت المواجهات بالاندلاع، الأربعاء الماضي، بعد أن شيّع آلاف الجنوبيين جثامين القيادي الأمني منير اليافعي وعدد من القتلى الذين قضوا ضحية الهجوم الصاروخي الذي استهدف معسكر الجلاء التابع لقوات الحزام الأمني، الخميس الماضي، وأعلنت ميليشيات الحوثيين تبنيها لهذا الهجوم، إلا أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بنائب رئيس المجلس هاني بن بريك، كشف عن وقوف حزب الإصلاح اليمني – ذراع الإخوان المسلمين في اليمن- والحكومة الشرعية، خلف ذلك الاستهداف، عبر تزويد الحوثيين بالمعلومات والإحداثيات الاستخباراتية.
وتشهد مدينة كريتر (عدن القديمة) سيطرة لقوات الحرس الرئاسي على محيط القصر الرئاسي بمنطقة معاشيق، ممتدة إلى أجزاء من شارع الملكة أروي في الشمال الشرقي من المدينة والمدخل الجنوبي لكريتر، وصولًا إلى مديرية خور مكسر، إضافة إلى شارع البنك المركزي اليمني، والأحياء المحيطة به، امتدادًا إلى مدخل سوق المدينة المقابل للبنك الأهلي اليمني، المعروف بشارع المتحف الحربي.
وتشهد عدن منذ فترة صراعات بين أطراف خارجية وحسابات اقتصادية وتطورات إقليمية مقلقة تلقي كلها بظلالها على الوضع في "العاصمة المؤقتة" للبلاد.
وصعد الحوثيون، الذين يسيطرون على صنعاء والحديدة والمراكز الحضرية الأخرى، ضرباتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدن السعودية، مما أدى إلى تعقيد جهود الأمم المتحدة.
وعلى نطاق واسع في المنطقة يعتبر الصراع في اليمن حربا بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفى الحوثيون أن يكونوا دمى لدى إيران ويقولون إن حركتهم ثورة على الفساد.

شارك