من يدفع فاتورة الحرب ضد إرهاب داعش؟

الخميس 22/أغسطس/2019 - 01:39 م
طباعة من يدفع فاتورة الحرب حسام الحداد
 
ارتفع عدد المصابين في حوادث التفجير في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان ليصل إلى 123 شخصاً أصيبوا جراء انفجار 14 قنبلة في ساحات عامة وأسواق ومطاعم خارجية بالمدينة التي تشكل مركز ولاية ننجرهار المحاذية للحدود مع باكستان.
وكانت المدينة شهدت كثيراً من هجمات تنظيم «داعش» والتفجيرات الانتحارية التي قام بها التنظيم، إلا أن أياً من الجماعات المسلحة الأفغانية لم تعلن مسؤوليتها عن هذه التفجيرات بعد. وقال غول زادة سنجر أحد مسؤولي القطاع الصحافي في جلال آباد إنه لم ترد لمديرية الصحة أي تقارير عن سقوط قتلى جراء هذه الانفجارات التي تزامنت مع احتفالات باكستان بالذكرى المئوية لاستقلالها.
كما جاءت بعد يوم من تفجير انتحاري مدمر في صالة للأفراح في العاصمة كابل أسفر عن مقتل 63 شخصاً وإصابة 183 آخرين، حسب قول نصرت رحيمي الناطق باسم الداخلية الأفغانية. وأعلن تنظيم «داعش ولاية خراسان» مسؤوليته عن التفجير.
وكان عطاء الله خوكياني الناطق باسم حاكم جلال آباد قال إن 52 على الأقل أصيبوا بجروح بينهم أطفال في 8 انفجارات في مدينة جلال آباد واثنان في ضواحيها، فيما قال ظاهر عادل المتحدث باسم المستشفى الإقليمي في المدينة، إن 66 جريحاً نقلوا إلى جناح الطوارئ في المستشفى الإقليمي وحده.
واتهمت الداخلية الأفغانية حركة «طالبان» بالمسؤولية عن إضرام النيران في مدرسة للبنات في العاصمة كابل، فجر الثلاثاء، لكن «طالبان» نفت ضلوعها بالأمر.
واتهم نصرت رحيمي الناطق باسم الداخلية الأفغانية مسلحي «طالبان» بالمسؤولية بقوله: «إنهم أحرقوا المدرسة في منطقة شكر دره ليل الاثنين»، متهماً مسلحي «طالبان» بالمسؤولية عن عمليات اغتيال لمهندسين وأطباء وعلماء ومحاولة إغلاق المعاهد التعليمية.
غير أن الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد نفى، في بيان أصدره، مسؤولية الحركة عن حريق المدرسة أو المساس بالمؤسسات التعليمية، فيما لم تتبنَّ أي جهة مسؤولية الحريق.
تبنى تنظيم «داعش»، الأحد 17 أغسطس 2019، عبر حسابات متطرفة على تطبيق «تلغرام»، الهجوم الدامي الذي استهدف حفل زفاف في مدينة كابل، مسفراً عن مقتل 63 شخصاً وإصابة 182 آخرين بجروح.
وأعلن التنظيم المتطرف، في بيان باسم «ولاية خراسان»، أن الانتحاري «أبو عاصم الباكستاني» فجر سترته الناسفة داخل تجمع كبير في الناحية السادسة من مدينة كابل، قبل أن يقدم آخرون من التنظيم على تفجير سيارة مفخخة في المكان، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتناقلت صفحات متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي بياناً صادراً عما يعرف باسم «ولاية خراسان»، ذكرت فيه أنه تم استهداف المكان بتفجيرين أحدهما انتحاري. تجدر الإشارة إلى أن «ولاية خراسان» هي فرع تابع لتنظيم «داعش»، ويتخذ من أراضي باكستان وأفغانستان مكاناً لنشاطه.
وجاء هذا الهجوم الانتحاري، أمس، بينما يأمل الشعب الأفغاني، الذي أنهكه العنف الأعمى، في اتفاق بين الولايات المتحدة و«طالبان»، يمهد لمفاوضات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة التمرد.
وألمحت مصادر أميركية عديدة، في الأيام الأخيرة، إلى أن هذا الاتفاق قد يكون وشيكاً، لكن ما زالت هناك بعض النقاط التي يجب تسويتها.
ويمكن أن يتوجه الموفد الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد، الذي يقود فريق التفاوض الأميركي إلى المنطقة مجدداً من أجل مواصلة المفاوضات، وربما لإنهائها.
وتسعى الولايات المتحدة، خصوصاً، إلى إنهاء أطول حرب في تاريخها بدأت في 2001، وأنفقت واشنطن خلالها أكثر من تريليون دولار.
وتنظيم  ولاية خراسان والذي اشتق اسمه من اسم قديم للمنطقة، وقد ظهر لأول مرة في شرق أفغانستان عام 2014 ومنذ ذلك الحين نفذ عمليات في مناطق أخرى وخصوصا في شمال البلاد.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء 21 أغسطس 2019، إنه سيتعين على دول أخرى تحمل عبء قتال تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى روسيا وباكستان وإيران كأمثلة لتلك الدول.
واستعادت قوات تدعمها الولايات المتحدة هذا العام آخر منطقة كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية في سوريا، لكن منذ ذلك الحين تُثار مخاوف من أن يكتسب التنظيم قوة جديدة في العراق وسوريا.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض ”عند نقطة معينة سيكون على روسيا وأفغانستان وإيران والعراق وتركيا خوض معاركها“. وأضاف لاحقا أنه سيكون على الهند كذلك خوض غمار الحرب.
وتابع قائلا ”كل تلك الدول التي يحيط بها تنظيم الدولة الإسلامية... لن يكون أمامها سوى القتال“، مضيفا أن الولايات المتحدة لا تريد قضاء ”19 عاما أخرى“ في حرب أفغانستان.
وأقر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الثلاثاء بأن تنظيم الدولة الإسلامية يكتسب قوة في بعض المناطق لكنه قال إن قدرته على تنفيذ هجمات تضاءلت كثيرا.
وأعلنت وزارة الخارجية أيضا يوم الثلاثاء عن مكافآت يصل كل منها إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لتحديد مكان أي من قياديي تنظيم الدولة الإسلامية الذين قالت إنهم محمد عبد الرحمن المولى وسامي جاسم محمد الجبوري ومعتز نعمان عبد نايف نجم الجبوري.
ويقول مسؤولون أفغان وأعضاء في حركة طالبان الأفغانية إن اتفاقا بين الحركة والولايات المتحدة بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها ربما يدفع بعض مقاتلي طالبان الأشداء للانضمام إلى الدولة الإسلامية.
وقالت رويترز في 16 أغسطس إن وسطاء غربيين يحاولون إقناع إيران والولايات المتحدة بالتعاون في تعزيز الأمن في أفغانستان فيما يسعى ترامب إلى إخراج واشنطن من أطول حرب تخوضها.
ويجمع الولايات المتحدة وإيران الاهتمام بضمان ألا يؤدي خروج قوات أجنبيه تقودها الولايات المتحدة وقوامها أكثر من 20 ألف جندي إلى انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية تعيد حكم طالبان المتشدد أو تسمح بتمدد تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات الإسلامية المتطرفة هناك.
وأبلغ ترامب الصحفيين في البيت الأبيض أنه إذا لم تستعد أوروبا مقاتلي الدولة الإسلامية الأسرى فسيضطر لتسليمهم للدول التي قدموا منها مثل ألمانيا وفرنسا.
وقال ترامب ”نحتجز الآلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية الآن، وعلى أوروبا أن تستعيدهم. إذا لم تفعل أوروبا ذلك، فلن يكون أمامي أي خيار سوى إرسالهم إلى الدول التي قدموا منها مثل ألمانيا وفرنسا وأماكن أخرى“.
 وأضاف ”لا تعتزم الولايات المتحدة وضعهم في جوانتانامو وتحمل كلفة ذلك“.
ولا يزال آلاف الأشخاص، منهم رجال ونساء وأطفال من أكثر من 50 دولة، في مراكز احتجاز بشمال شرق سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
ومن بين هؤلاء 2000 على الأقل مشتبه بأنهم مقاتلون أجانب، كثير منهم من دول غربية، لم يُحسم مصيرهم بعد.

شارك