رغم استمرار المعارك في أفغانستان.. طالبان تقترب من توقيع اتفاق مع أمريكا

الإثنين 26/أغسطس/2019 - 12:22 م
طباعة رغم استمرار المعارك حسام الحداد
 
أكد مسؤولون بمقاطعة "سمنجان" الأفغانية امس الأحد 25 أغسطس 2019، مقتل عضو بمجلس المقاطعة؛ بعدما اختطفته جماعة "طالبان" بمقاطعة "بغلان".
وأوضحت الشرطة أنه تم العثور على جثمان المسؤول حليم سادات بشمال مقاطعة بغلان صباح الأحد، موضحة أن "طالبان" احتجزته كرهينة إلى جانب ثلاثة آخرين، إلا أنه لا توجد أي معلومات عنهم حتى الآن.
وذكرت شبكة "طلوع" الأفغانية أن المختطفين الثلاثة هم قادة قبليين في "سمنجان" اختطفتهم "طالبان" من الطريق السريع الواصل بين المقاطعة ومقاطعة "بغلان"، ولم تعلق جماعة "طالبان" بشكل منفرد على الحادث.
وقد تصاعدت حدة المواجهات والمعارك بين القوات الأفغانية، مدعومة من قوات حلف الأطلسي، وقوات حركة «طالبان» في العديد من الولايات الأفغانية، حيث زادت القوات الأميركية من شن الغارات الجوية على مواقع لـ«طالبان» في عدة ولايات، تزامناً مع حملات تقوم بها القوات الحكومية وغارات ليلية لاستهداف تجمعات لقوات «طالبان»، وقد صعدت «طالبان»، من جانبها، هجماتها على القواعد الحكومية، فيما تحدث الطرفان عن وقوع العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين؛ فقد أعلنت القوات الخاصة الأفغانية قتلها 14 مسلحاً من حركة «طالبان»، وتدمير العديد من الأنفاق ومجمعات تابعة للحركة في إقليم أوروزجان وسط أفغانستان، طبقاً لما نقلته وكالة «خاما برس» الأفغانية. وذكر فيلق العمليات الخاصة، في بيان، أن القوات الخاصة قتلت المسلحين في قرية ميراباد بمنطقة تارينكوت. وأضاف البيان أن القوات الخاصة صادرت أيضاً 11 عبوة ناسفة، ودمرت 12 موقعاً قتالياً و5 أنفاق و15 مجمعاً و4 دراجات بخارية خاصة بالمسلحين. ولم تعلق حركة «طالبان» على العمليات حتى الآن.
ونقلت وكالة «خاما بريس» عن «فيلق شاهين» في الجيش الأفغاني قوله إن قواته قتلت 48 من قوات «طالبان» في ولاية بلخ الشمالية، بينهم أحد القادة الميدانيين لـ«طالبان». وحسب بيان صادر عن الفيلق، فإن الغارات الجوية والقصف المدفعي لمواقع «طالبان»، مصحوبة بالعمليات الأرضية، دمرت مواقع لـ«طالبان» في مناطق سيا آب وشولغرة وعالم خيل في ولاية بلخ، وقال البيان إن 30 من قوات «طالبان» لقوا مصرعهم في القصف فيما جرح 18 آخرون.
كانت القوات الأميركية شنت غارات جوية على مواقع لقوات «طالبان» في ولاية غزني، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، حسب بيان للجيش الأفغاني. وجاء في بيان لـ«فيلق الرعد» في غزني، أن الغارات الجوية الأميركية استهدفت مواقع لـ«طالبان» في منطقتي أندار وقره باغ، وأنها دمرت عربة لقوات «طالبان». كما ذكر بيان «فيلق الرعد» أن غارة جوية أميركية أخرى دمرت إذاعة محلية لقوات «طالبان» في مديرية خواجا عمري في الولاية نفسها.
ونقلت وكالة «باختر» الرسمية أن 7 من قوات «طالبان» لقوا مصرعهم وأصيب 3 آخرون في ولاية قندهار بعد غارات شنتها القوات الحكومية على مواقع لقوات «طالبان»، ونقلت الوكالة عن «فيلق آتال» التابع للجيش الأفغاني في ولاية قندهار أن قوات «فيلق آتال» أبطلت مفعول 10 ألغام كادت أن تنفجر في الولاية.
من جانبها، قالت «طالبان»، في سلسلة بيانات لها، إن قواتها شنت الليلة الماضية هجوماً منسقاً على قاعدة عسكرية للقوات الأفغانية في منطقة بيلوغ القريبة من دايكوبان في ولاية زابل، وحسب التفاصيل التي أوردها بيان «طالبان»، فقد لقي 30 جندياً وضابطاً حكومياً مصرعهم في الهجوم، فيما أصيب أكثر من 20 جندياً آخر، كما استولت قوات «طالبان» على كميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة من القاعدة العسكرية، وقتل في الهجوم ثلاثة من أفراد «طالبان»، كما أصيب في الهجوم خمسة آخرون.
وكانت وحدات أخرى من قوات «طالبان» هاجمت مركز ولاية زابل (قلات)، ما أدى إلى مقتل 15 من القوات الحكومية، وتدمير 5 عربات ناقلة مصفحة. وقتل في الهجوم أحد أفراد «طالبان»، كما جرح آخر، فيما لقي خمسة من الجنود الحكوميين مصرعهم في منطقة ناوي نورك الليلة الماضية بعد مهاجمة قوات «طالبان» للنقطة الأمنية فيها.
كما ذكر بيان آخر لقوات «طالبان» مصرع أحد ضباط الاستخبارات الأفغانية، يدعى فيض الله، قتل في عملية قنص في مدينة قندهار، وذكر البيان أن القتيل كان على صلة وثيقة بقائد شرطة قندهار الجنرال تادين خان.
وذكر بيان لقوات «طالبان» في ولاية ساريبول أن 7 من الجنود الحكوميين انضموا لقوات «طالبان» في منطقة بغوي.
سياسياً، نفت حركة «طالبان» صحة ما ورد عبر وسائل إعلامية عن قبولها حكومة انتقالية خلال مفاوضاتها مع المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد والوفد المرافق له، وقال سهيل شاهين الناطق باسم المكتب السياسي والوفد المفاوض في الدوحة، إن هذه الأنباء لا صحة لها على الإطلاق بأن «طالبان» وافقت مع المبعوث الأميركي على المشاركة في حكومة انتقالية أفغانية مدتها 14 شهراً.
كما نفى المبعوث الأميركي لأفغانستان صحة الأنباء عن قبول «طالبان» المشاركة في حكومة انتقالية في كابل، مدتها 14 شهراً. وقال خليل زاد، في تغريدة له على «تويتر»، «كما قال المتحدث باسم (طالبان)، فإننا لم نبحث مطلقاً الحكومة الانتقالية؛ مسألة الحكم في أفغانستان تخص الأفغان أنفسهم من خلال الحوار الأفغاني ومحادثاتهم فيما بينهم». كان وفدا «طالبان» والولايات المتحدة استأنفا المفاوضات في الدوحة فيما يعتقد أنه اللمسات الأخيرة لوضع اتفاق بين الطرفين خلال الأيام المقبلة. وأعلن المسؤولون الأميركيون رغبتهم في التوصل لمثل هذا الاتفاق قبل مطلع الشهر المقبل، بعد أسبوع.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سهيل شاهين الناطق باسم «طالبان»، قوله: «لقد حققنا تقدماً، ونبحث في آلية تطبيق الاتفاق وبعض النقاط التقنية». ومن المفترض أن ينص الاتفاق على انسحاب القوات الأميركية، البالغ عديدها 13 ألف عسكري من أفغانستان، مع تحديد جدول زمني لذلك، وسحب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان، وهذا مطلب أساسي لحركة «طالبان» التي ستتعهد في المقابل بعدم السماح باستخدام الأراضي التي تسيطر عليها ملاذاً لمنظمات قد تقوم بأعمال ضد الولايات المتحدة.
فيما كشف قائد في طالبان أنه من المتوقع أن يتم هذا الأسبوع توقيع اتفاق تتوقف بموجبه القوات الأمريكية عن مهاجمة الحركة كما يوقف المسلحون قتال القوات الأمريكية.
وذكر مسؤولان بالحركة أن ”الاتفاق يقضي أيضًا بأن توقف الولايات المتحدة دعم الحكومة الأفغانية“، ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين أمريكيين يشاركون في المفاوضات.
وقال مصدران دبلوماسيان على اطلاع على الجولة التاسعة من المحادثات في قطر، إنهما يتوقعان إنجاز اتفاق هذا الأسبوع يمكّن الولايات المتحدة من سحب حوالي 50% من قواتها، وأنه سيتعين التفاوض بشكل منفصل على إنهاء القتال بين طالبان والحكومة الأفغانية.
وأوضح دبلوماسي يتابع المفاوضات في قطر أن ”وقف إطلاق النار بين القوات الأفغانية وطالبان يتطلب اتفاقًا منفصلًا، والمداولات لم تبدأ بعد“، مضيفًا: ”الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان سيوقف الضربات الجوية الأمريكية على طالبان، كما ستوقف طالبان الهجمات الداخلية على الجنود الأمريكيين وغيرهم من الأجانب“.
وقال سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة في الدوحة، إن ”المفاوضات استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية“، وإن ”الجانبين سيجتمعان مرة أخرى اليوم الاثنين بعد إجراء محادثات داخلية في الصباح، وإن اجتماعنا مع الفريق الأمريكي سيُستأنف بحلول المساء“، مبينًا أنه ”تمت تسوية معظم القضايا لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي حتى الآن“.
ويسعى مفاوضون من الولايات المتحدة وحركة طالبان لإنجاز المحادثات الرامية إلى الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. وتقول مصادر من الحركة إن أي اتفاق لن يعني وقف القتال مع الحكومة التي تدعمها واشنطن.
ويتفاوض الطرفان في قطر منذ العام الماضي على اتفاق يتركز على انسحاب القوات الأمريكية لإنهاء أطول حرب للولايات المتحدة على الإطلاق، في مقابل ضمانات من طالبان بألا تستخدم جماعات متشددة دولية الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجمات.
ويضغط المفاوضون الأمريكيون على طالبان للموافقة على الدخول في محادثات مع الحكومة ووقف إطلاق النار، غير أن قائدًا كبيرًا في الحركة قال إن هذا لن يحدث.
وقال مشترطًا عدم الكشف عن اسمه ”سنواصل القتال ضد الحكومة الأفغانية وننتزع السلطة بالقوة“.
ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاهدًا لسحب قوات بلاده من أفغانستان لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عامًا، والتي بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

شارك