الطائرات المسيرة... تكنولوجيا في خدمة إرهاب الملالي والحوثيين

الثلاثاء 27/أغسطس/2019 - 10:40 ص
طباعة الطائرات المسيرة... روبير الفارس
 
في الكثير من الاخبار يتردد مؤخرا ذكر الطائرة المسيرة .تلك التى تستخدمها مليشيا الحوثي الارهابية المدعومة من ايران  لمهاجمة السعودية وتستخدمها اسرائيل في مهاجمة المليشيات الايرانية في سوريا والعراق وتستخدمها ايران وامريكا في مراقبة مضيق هرمز  .فماهي قصة هذه الطائرات ؟
الطائرة المسيرة 
 هي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقا لطريق تسلكه. في الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف. الاستخدام الأكبر لها هو في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم لكن شهد استخدامها في الأعمال المدنية مثل مكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب تزايدا كبيرا حيث تستخدم في المهام الصعبة والخطرة بالنسبة للطائرة التقليدية والتي يجب أن تتزود بالعديد من احتياجات الطيار مثل المقصورة ،أدوات التحكم في الطائرة، والمتطلبات البيئية مثل الضغط والأكسجين، وأدى التخلص من كل هذه الاحتياجات إلى تخفيف وزن الطائرة وتكلفتها ،لقد غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية بحيث أصبح المتحكم في الطائرة غير معرض لأي خطر حقيقي. 
تاريخ صناعتها
أول التجارب العملية كانت في إنجلترا سنة 1917 وقد تم تطوير هذه الطائرة بدون طيار سنة 1924 كأهداف متحركة للمدفعية وكانت بداية فكرتها منذ أن سقطت طائرة التجسس الأمريكية (U-2) 1960 فوق روسيا ومشكلة الصواريخ الكوبية 1962.
وكان أول استخدام لها عملياً في حرب فيتنام.
وايضا تم استخدام الطائرات دون طيار في حرب أكتوبر 1973. ولكن لم تحقق النتيجة المطلوبة فيها لضعف الإمكانيات في ذلك الوقت ووجود حائط الصواريخ المصري.
وأول مشاركة فعالة لها كانت في معركة سهل البقاع بين سوريا وإسرائيل ونتج عنها إسقاط 82 طائرة سورية مقابل صفر طائرة إسرائيلية.
الملالي 
تمد ايران الحوثيين بهذه الطائرات  . وتُعَد إيران إلى جانب كلً من روسيا والصين والولايات المتحدة وإسرائيل من أكبر مصنعي الطائرات بدون طيار في العالم. والطائرات الإيرانية المسيرة والموجهة عن بعد هي تلك التي تمتلكها جمهورية إيران وذلك لإستخدامها في عمليات مهام المراقبة والإستطلاع في نطاقات لا تقل عن 200 كيلومتر، وكذلك استخدام هذه الطائرات لضرب أهداف أرضية فردية باستخدام القنابل والصواريخ الموجهة. حيث أن خصائص الطائرات بدون طيار من ناحية حجم ووزن وأجهزة الإستشعار، وتجهيزاتها القتالية، حولتها إلى أهم أحتياجات ومتطلبات العمليات القتالية بالنسبة لإيران. ان تقنية الطائرات الإيرانية المسيرة تساعد وحدات الجيش على إدارة مسرح العمليات ومطاردة قوات العدو، وتحديد أماكنها من خلال التصوير والبث المباشر لتجمعاتهم أو الدخول إلى موجات إتصالاتهم، بالإضافة إلى تحديد مواقع مدفعية العدو وتوجيه نيران القوات المدافعة وتصوير مواقع الوحدات المعادية، بالإضافة إلى إمكانية مواجهة الحرب الإلكترونية فضلاً عن إمكانية الإستفادة منها في مراقبة المناطق الحدودية وتهيئة خرائط المسح الجغرافي لهذه المناطق.
التاريخ 
يعود استخدام الطائرات بدون طيار في إيران إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1978حيث كانت القوات الملكية تستخدم هذه الطائرات كوسيلة لإختبار كفاءة صواريخ أرض–جو والمدفعيات وسفن القوات البحرية وكذلك صواريخ جو–جو التابعة للقوات الجوية. لكن بعد الثورة الإسلامية وإبان الحرب العراقية–الإيرانية تم استخدام هذه الطائرات لأول مرة وبشكل مبدئي للمهمات الإستطلاعية وتصوير مواقع العدو وجمع المعلومات. بعد الحرب، بدأت الأنشطة المكثفة لتصميم وصناعة طائرات بدون طيار إيرانية في مصانع وزارة الدفاع وعدد من الجامعات وما زالت مستمرة حتى الآن. في الوقت الحاضر، هناك شركات لصناعة الطائرات بدون طيار في إيران أهمها شركتا (هسا) و(صنايع هوايي قدس) وهي تُعَد من أهم المواقع لتصميم وإنتاج هذه الطائرات. ومن أهم الطائرات بدون طيار التي صنعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أبابيل من نوع بي، اِس وتي، وصاعقة (1و2) وتلاش (1و2) ومهاجر (1و2 و 3و4 و5 و6) وكذلك طائرة طوفان باز وتشابك پر وتيزپر وسهند، وطوفان وحازم وزحل وسفره ماهی وکرّار وسرير وحماسه وشاهد 129 وطائرة فُطرس. ويمكن تقسيم هذه الطائرات التي تمت صناعتها داخل جمهورية إيران إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الطائرات بدون طيار ذات علوٍ منخفض مثل طائرة تلاش 1 وهي خاصة بتدريب طياري الطائرات بدون طيار وغيرها من الطائرات المسيرة.
القسم الثاني: الطائرات بدون طيار ذات علوٍ متوسط مثل طائرات مهاجر 2 و 3 والتي تحلق على مدى 12000 قدم وهي خاصة بالمراقبة والإستطلاع.
القسم الثالث: الطائرات بدون طيار ذات علوٍ مرتفع مثل الطائرة بدون طيار المسلحة شاهد 129 بمدى 1700 كيلومتر وتحلق 25000 قدم وبإمكانها التحليق لمدة 24 ساعة متواصلة.
محدودة 
وعلى الرغم ان جهود المتخصصين الإيرانيين في عام 1991م على تصنيع هذا النوع من الطائرات بما يفي متطلبات القوات المسلحة الإيرانية ولإثبات الهوية الإيرانية في تصنيع هذه الطائرات، إلا أن عملياتها العسكرية كانت محدودة حتى تم تطويرها وأثبتت مكانتها ميدانياً بعد ذلك. ان الطائرات بدون طيار الإيرانية وعلى إختلاف أنواعها وأحجامها فقد أصبحت أكثر نشاطاً في منطقة الخليج العربي والطرق المائية الهامة الأخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتقوم بإنتظام برحلات مراقبة بالقرب من السفن الحربية الأمريكية التي تعبر مضيق هرمز وتعمل في المنطقة. فبالإضافة إلى إجراء مهام المراقبة والاستطلاع في نطاقات لا تقل عن 200 كيلومتر، بإمكان هذه الطائرات حالياً على ما يبدو ضرب أهداف أرضية فردية بإستخدام القنابل والصواريخ الموجهة. ويمكن الإشارة إلى أن صاروخ "سديد" يعمل ضمن نطاق يتراوح ما بين 2.5 كم و 5 كيلومترات عند إطلاقه من الأرض. حيث يمكن للنسخة الإنسيابية من هذا السلاح غير المزودة بمحركات أن تضيف بعض القدرة على التخفي من خلال إزالة علامة إطلاق الصاروخ. إلى جانب ذلك، كانت إيران تحاول تحسين مرونة الطائرات بدون طيار الخاصة بها. ففي الماضي عرضت العديد من الطائرات بدون طيار مع "أنظمة دفاع جوي محمولة تحت أجنحتها"، والتي تم تغييرها لتعمل كصواريخ جو-جو. حيث بإمكانها أن تطرح تهديداً للطائرات والطائرات المروحية العسكرية والمدنية بطيئة الحركة، على إفتراض أنه بالإمكان إستخدامها عملياً.
اسم علي غير مسمي 
الطائرات بدون طيار هي أنظمة تقنية معقدة لا يجلس فيها طيار. ولكن اسم هذه الطائرات لا يدُل تماماً على الطريقة التي تعمل بها هذه الطائرات. فهي في الواقع لا توجّه نفسها بنفسها بشكل كامل "بل تحتاج أيضاً إلى طيار يجلس في محطة التوجيه على الأرض، ويتحكم بها عن بُعد بطريقة لاسلكية"، كما يقول ديرك شميت من معهد الرحلات الجوية في المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء DLR.
فالطائرات "بدون طيار" تتطلب في الحقيقة أن يكون لها طيار في محطّة أرضية. وهذا الطيار الأرضي يتحمل مسؤولية قيادتها، ويضمن عدم وقوعها في أية حوادث، ويتدخل في حالات الطوارئ. لكنه لا يفعل ذلك بواسطة عصا تحكُّم مثل عصا توجيه طائرات الألعاب، بل إن عليه تحديد نقاط مسار الطائرة، وبعدها تقوم الطائرة بتوجيه نفسها بنفسها وفق هذه الإحداثيات بواسطة نظامها الأوتوماتيكي، أي بتوجيه من نظام طيرانها الآلي.

"وهذا النظام لا يختلف كثيرا عن نظام طائرات نقل المسافرين الكبيرة والحديثة، التي تطير لمسافات طويلة بشكل تلقائي كامل باستخدام الطيار الآلي"، كما يقول شميت، الخبير في مجال الطيران. فنظام الطيران الآلي فيها يحدد موقع الطائرة في الجو من خلال كَمّ هائل من البيانات، التي يجمعها بما يتوفر لديه من تقنيات: كالبوصلة ومقياس الارتفاع وعدّاد السرعة وجهاز الملاحة عبر الأقمار الصناعية GPS.

أما الطائرات بدون طيار، البعيدة بمئات الكيلومترات عن محطة التوجيه الأرضية، فلم يعُد يُتَحكَّم بها من خلال موجات الراديو، بل عبر الأقمار الصناعية. وذلك لأن الاتصال اللاسلكي بواسطة القمر الاصطناعي لا ينقطع على الأغلب.

 ينبغي على الطيار الموجود في المحطة الأرضية، القائد للطائرة بدون طيار، أن يكون على تواصل مستمر مع برج المراقبة في أقرب مطار إلى الطائرة التي يتحكم بها.

تجنب آلي للتصادمات
الشيء الذي لا يستطيع الشخص المتواجد في قمرة القيادة الأرضية فعله هو: رؤية ما يوجد خارج الطائرة بعينيه بشكل مباشر، وإنما عبر الكاميرات، ولذلك عليه الانتباه دائماً لتجنب تصادم الطائرة بدون طيار مع أية طائرات أخرى في الجو.
فالطائرة بدون طيار يمكنها الكشف عن العقبات التي تواجهها بواسطة أجهزة استشعار مركّبة على متنها، كالكاميرات الضوئية العادية وكاميرات الأشعة تحت الحمراء والرادار، ويرسل نظام الطيران الآلي هذه المعلومات إلى الطيّار البشري الموجود في المحطة الأرضية.

وحتى طائرات نقل المسافرين الحديثة تكون مزوَّدة بأجهزة إرسال من نوع ADSB ، وهي تقنية تتعرف على الطائرات الأخرى الموجوة في جوارها، وعلى معلومات ارتفاعها وسرعتها. ويقول شميت الخبير في مجال الطيران في هذا الشأن: "للطائرة بدون طيار نفس هذه التقنية وهي تقوم بإرسال هذه المعلومات إلى الطيار في المحطة الأرضية، وبالتالي يمكنه الحصول على صورة مشابهة لصورة الرادار، وتكوين فكرة عن الأجواء المحيطة بالطائرة الآلية، والقيام بتوجيهها بحسب هذه المعلومات".

كما أن طائرات نقل المسافرين الحديثة والكبيرة تكون مزوّدة بنظام تفادي الاصطدام TCAS. فحين يكتشف النظامان الآليان للطائرتين وجودهما على مسار تصادمي يقرر الكمبيوتران بشكل فوري مقدار الارتفاع أو الانخفاض اللازم أن تقوم به كل طائرة، ويتلقى طياراهما البشريين التعليمات المناسبة ويوجّهان الطائرتين لتجنب التصادم. والطائرات بدون طيار لها أيضاً أجهزة تفادي الصدمات من نوع TCAS. ولكن عملية تجنب التصادُم لا يقوم بها الطيار الموجود في المحطة الأرضية، بل يقوم نظام الطيار الآلي بذلك بنفسه، لأنه لا يمكن الاعتماد على الاتصال اللاسلكي بين الطائرة والمحطة الأرضية بشكل مثالي في مثل هذه الحالات.

ونظراً لسعرها الباهظ، فإن الاستخدام المدني للطائرات بدون طيار يكاد ينعدم حالياً، وينحصر على الأغراض الأمنية والعسكرية. يُشار إلى الاتحاد الأوروبي في صدد إنشاء مشروع تجريبي لمراقبة البحر الأبيض المتوسط بواسطة الطائرات بدون طيار وبإشراف المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء.

وثمة الكثير من الأفكار لإدخال هذه الطائرات الآلية في تطبيقات عديدة، في مجالات الشرطة والدفاع المدني والإطفاء والإنقاذ من الكوارث، والمراقبة الأمنية للفعاليات الضخمة كالمظاهرات والحفلات الموسيقية في الهواء الطلق، بل وحتى في مجال البحث عن المفقودين في حالات الطوارئ، وبعد الزلازل والحرائق، كما يقول الباحث دينيس غويغِه من المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء، ويضيف: "في حالات التلوثات النووية أو البيولوجية أو الكيميائية مثلاً لا يمكن إرسال طيارين من البشر إلى مواقع الكوارث، 

شارك