هجمات «داعش» و«القاعدة» تفضح تآمر «الإصلاح»/قطر تمول «الإخوان» لنشر التطرف في هولندا/مفاوضات سريّة لانسحاب ميليشيات مصراتة من جبهات القتال

السبت 31/أغسطس/2019 - 11:01 ص
طباعة هجمات «داعش» و«القاعدة» إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح  اليوم السبت 31 أغسطس 2019.

القارة السمراء تطلق "جرس إنذار" وتواجه تنظيم "داعش" (ملف)

القارة السمراء تطلق
يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي لم ينته إلى غير رجعة، كما يتوقع بعض المتابعين لهزائمه وخسائره في منطقة الشرق الأوسط، فالمؤشرات على بقاء التنظيم الإرهابى الأخطر، والأكثر دموية في تاريخ جماعات التطرف والإرهاب، حتى الآن، تتوالى بشكل أثار قلق عدد كبير من المراقبين، لا سيما في آسيا، وكذلك إفريقيا.
الهجمات الإرهابية الخطيرة التي نفذت، خلال الأشهر الماضية، على الطريقة الداعشية، في جنوب شرق آسيا، أطلقت جرس إنذار عالى الصوت، أيقظ كل من تصور أن داعش في طريقه للفناء.
إذا وضعنا في الاعتبار، حالة التماهي والتحالفات التي يعقدها التنظيم مع عدد من الجماعات الإرهابية الموجودة فعلا في إفريقيا، في المغرب وليبيا ومالي وتشاد وموريتانيا ونيجيريا، مثل: الإخوان، وبوكو حرام، والقاعدة، بالإضافة إلى اختيار خليفة جديد لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، وهو العراقي التركماني، عبد الله قرداش، المكني «أبو عمر قرداش»، والملقب بالمدمر، فإننا نكون أمام صورة واضحة، تؤكد أن التنظيم يعيد ترتيب أوراقه للبقاء، خاصة أن جميع الأدلة تؤكد أيضا، أن التنظيم الإرهابى ما زال يتلقى التمويل والدعم المعتادين، من دول مثل: قطر وتركيا.
نظرة إلى الوضع الأفريقي
وإذا كانت القارة السمراء، هي الامتداد الطبيعي، والعمق الاستراتيجي لمصر، وللشطر الغربي من الوطن العربي، فإنه يبدو من الصعوبة تجاهل الأرقام والمؤشرات، التي تشي بوجود تطور ينذر بوجود سيناريوهات، لنقل مركز عمليات التنظيم إلى دول إفريقيا.
ولعل من أهم وأبرز الأرقام، التي يجب الانتباه إلى مدلولها، هو عدد العمليات الإرهابية، التي شهدتها القارة الإفريقية، خلال عام، حيث زاد عدد هذه العمليات، في ٢٠١٨، بمعدل ٣ أضعاف العام السابق عليه، منها ٨٣ هجوما لتنظيمات موالية لداعش في دول غرب إفريقيا وحدها، كما واجهت نحو ١٣ دولة إفريقية، عمليات إرهابية متقاربة التواريخ خلال ٢٠١٨ أيضا، كما تشير الأرقام أيضًا إلى زيادة تصل إلى ٣٠٠٪، بنسبة العمليات الإرهابية، خلال السنوات الثمانى الماضية. 
وتجب أيضا الإشارة إلى أن الهجمات الإرهابية المتصاعدة، خلال ٢٠١٨، راح ضحيتها أكثر من ١١٠٠ شخص، بخلاف الجرحى والمصابين.
تحذير 
يرى الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق، أن وجود مؤشرات على اتجاه تنظيم داعش إلى إفريقيا، يعد أمرا يستحق الانتباه والحذر، في ظل أن السيناريوهات المتوقعة تشير، إلى أن داعش يعمل بجد على بدء حقبة جديدة من الإرهاب الدموي، سيكون من المزعج جدا أن تنطلق من مكان قريب للحدود الجنوبية للوطن العربى في إفريقيا.
وشدد الدياسطي، في حديث لـ«البوابة»، على أن اتساع نفوذ التنظيم الإرهابي في غرب ووسط القارة السمراء، يمثل تهديدا واضحا وصريحا، للأمن القومي العربي، لأن التنظيم اكتسب خبرات لا بأس بها، منذ نشأته في الشرق الأوسط، ما يجعل حقبته الجديدة أشد دموية وعنفا مما مضى، ما بدا واضحا في خسائر الدول التي شهدت عمليات إرهابية، سواء في آسيا أو إفريقيا، خلال الشهور الماضية. 
ودعا الدياسطي، الدول الإفريقية إلى الانتباه لسيناريوهات وجود داعش في القارة السمراء، وإمكانية أن يعلن عن انطلاقته الفعلية من ليبيا بالتحالف مع الإخوان، أو من تشاد وغيرها من دول الغرب الأفريقي بالتحالف مع عناصر القاعدة، والجماعات الأخرى الموجودة في هذه الدول، خاصة بوكو حرام، التي أعلنت بالفعل ولاءها لداعش.
بيئة مضطربة
من جانبه قال إبراهيم ناصر، الباحث في الشأن الإفريقي، إن أهم عوامل الخطورة في غرب ووسط إفريقيا، والتي تسمح بإيجاد مناخ مناسب لاستعادة تنظيم داعش من جديد، هو البيئة المضطربة أمنيا، في معظم تلك الدول، مشيرا إلى أن اختيار ممولى التنظيم، ومدبري حركته لتلك المنطقة، حتى تكون مقر الولاية الجديدة لداعش، لم يأت من فراغ، وإنما من متابعة دقيقة وشديدة الدهاء.
وقال ناصر في حديثه لـ«البوابة»: «ليس من قبيل الصدفة التشابه في الحالة الأمنية بين المناطق التي ظهر فيها داعش، بآسيا وبأفريقيا، وهو ما يعد دليلا على أن الاختيار وقع على مناطق منتقاة بعناية شديدة، وتشير أيضًا إلى أن الأمر وراءه خطط وسيناريوهات، يسعى أصحابها إلى إشعال العالم من جديد.
وأضاف: «تكاثر التنظيمات الإرهابية في بيئة أمنية مضطربة، وحواضن اجتماعية متخلفة، أوجدت لتنظيم داعش في منطقة غرب إفريقيا، بيئة ملائمة لتوسيع قاعدته، ومد نفوذه، وهو ما بدا واضحا أيضًا في مبايعة زعيم حركة بوكو حرام، أبوبكر شيكاو، لزعيم داعش أبو بكر البغدادي».
وتابع: «إذا تتبعنا خريطة تمركز تنظيم داعش في الجزء الغربي من القارة السمراء، نجده يتخذ من نيجيريا مركزا له، ويتوزع نشاطه في الدول المتاخمة لبحيرة تشاد، كما ضاعف التنظيم من هجماته في منطقة الساحل الإفريقي، كما أعلن مسئوليته عن الهجمات التي شهدتها دول الغرب الإفريقي، خلال الفترة القليلة الماضية، وكان أبرزها هجوم وقع في ١٦ مايو الماضي، وأسفر عن مقتل ٢٠ جنديا من النيجر، وذلك على الحدود مع مالي».
وأشار ناصر، إلى أن تنفيذ تنظيم داعش لهجمات إرهابية، في منطقة الغرب الإفريقي، يأتي في إطار تكتيك استراتيجي يستهدف تشتيت جهود القوى التي تحاربه، في مناطق مختلفة من العالم، بالإضافة إلى تحويل مركزه لهذه المنطقة، مشيرا إلى أن سبب نشاط الحركات الجهادية في منطقة غرب إفريقيا، يرجع إلى هشاشة الحالة الأمنية بتلك الدولة، التي دائما ما تخلق بيئة وحواضن تتكاثر فيها هذه التنظيمات.
وتابع: «تحول مركز تنظيم داعش إلى منطقة غرب إفريقيا، لن يبعد التنظيم الإرهابى عن أهدافه الرئيسية، كما يتوقع البعض، إذ إن وجوده في تلك المنطقة، يجعله قريبا من هدف الرئيسي، وهو المنطقة العربية الإسلامية».
وراثة نفوذ
في غضون ذلك، قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن داعش يطمع في أن يرث نفوذ تنظيم القاعدة بإفريقيا وآسيا، فهو يخطط للاستيلاء على هذه المراكز، وضمها لنفوذه، وتجنيد واستقطاب قادة القاعدة وأعضائها ومقاتليها للانضمام إلى داعش.
وأضاف في تصريح لـ«البوابة»: «التنظيم بذلك يحقق عدة أهداف منها: خلق مراكز نفوذ بديلة لما خسره بالشرق الأوسط، واكتساب قوة في الخارج للعودة من جديد أكثر عنفا من أجل خوض معركته الرئيسية في العراق وسوريا، وحيازة مراكز نفوذ في مناطق جاهزة ومهيأة، ومناخ مواتٍ لأنشطته الإرهابية المسلحة، حيث الصحراء الشاسعة، وضعف سلطة دول غرب إفريقيا أمنيًا، علاوة على الصراعات القبلية والطائفية، ووفرة السلاح خارج سلطة الدولة، ورواج التجارة غير المشروعة لتهريب السلاح والبشر والمخدرات في تلك المناطق».
بدوره أيد عمرو فاروق، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، الرأى السابق، قائلا إنه من المحتمل أن تكون إفريقيا هي المحطة الجديدة في تمحور تنظيم داعش حول كيانات تمكنه من استعادة قوته، في ظل وجود فروع منتشرة له بمختلف مناطق الوسط والغرب الإفريقي.
ولفت في تصريح خاص لـ«البوابة»، إلى أن مناطق غرب ووسط إفريقيا تعتبر بيئة خصبة وصالحة، لاحتضان عناصر التنظيم، في ظل الفوضى الأمنية والقبلية، وفي ظل الموارد الاقتصادية المتدفقة على الجماعات الإرهابية، نتيجة التجارة غير المشروعة، التي تمثل موردا ماليا مهما وداعما للتنظيم بعد أن فقد الجغرافية السياسية لوجوده في سوريا والعراق، وأصبح على وشك فقدانها في ليبيا، وبالتالي عجزه عن الاحتفاظ بدولته المزعومة. 
وتابع: «كل ما سبق يشير إلى اتجاه داعش إلى إفريقيا، في ظل وجود بوكو حرام، ومجموعة أبو وليد الصحراوي، وحركة شباب المجاهدين الصومالية، وتأسيس ولاية جديدة لها في وسط إفريقيا، وهذا كله يدفع إلى الاقتناع بأن إفريقيا ستتحول إلى مركز جديد لداعش، ينطلق منه لتنفيذ عملياته داخل منطقة الشرق الأوسط، وفي أوروبا أيضا».
عقيدة نفعية
قدم هشام العلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، طرحا يميل إلى تأكيد أن تنظيم داعش يعمل على نقل مركز عملياته إلى إفريقيا، وهو أن عقيدة تنظيم داعش تتسم بالنفعية الشديدة، لأنه يستمد أيديولوجيته من النصوص والاجتهادات الفقهية، فيما تنصب أذهان عناصره، في الفنون والاستراتيجيات العسكرية، على استحباب الهجرة والقتال في مساحات واسعة، لذا فإنهم قادرون على التحول من منطقة إلى أخرى، بحسب ما يقتضيه الوضع الميدانى العسكري، حيث من الممكن أن يذوبوا بين السكان ويظهروا حينما تسنح الفرصة، على حد قوله.
وقال لـ«البوابة»: «من الممكن أن تنتقل عناصر داعش من المناطق التى تخضع لسلطة القانون، واستتباب الأمن، لذا يبحثون عن ملاذ آمن، ومناطق تحقق لهم الأمن والعمل بحرية، لذلك فهم يختارون دائما الدول الفاشلة أمنيا، أو التي تعاني من اضطرابات طارئة أو مزمنة».
وأضاف: «ما سبق هو السبب الذي جعل عناصر التنظيم يظهرون في سوريا والعراق بسبب أحداث الربيع العربي بالنسبة للأولى، وانهيار أركان الدولة في الثانية، منذ إزاحة صدام حسين على خلفية احتلاله للكويت، لكن بعد سلسلة عمليات التحرير التي قامت بها القوات المشتركة العراقية، وبعض الفصائل السورية، وتحت غطاء جوي من قبل التحالف الغربي، خسر التنظيم معاقله، لذلك فمن الطبيعي أن تتحول بوصلته إلى مناطق أخرى، ومن أهم البدائل أفربقيا وخصوصا ليبيا التي تعاني اضطرابات أمنية».
وأوضح العلي: «داعش يفكر في التمدد في إفريقيا، لكنني أعتقد أن قيادات التنظيم تنتظر حاليا، ما ستئول إليه الأوضاع في دول شمال الخليج، خصوصا العراق وسوريا بعد التصعيد الأخير بين إيران والغرب، لأنه إذا تفجرت الأوضاع هناك، فمن المؤكد أن هذه المنطقة ستكون ساحة رئيسية للحرب، ما يعيدها أرضا خصبة لاستعادة نشاط التنظيم من جديد.
إعادة تموضع
في المقابل قال الدكتور إياد المجالي، الباحث في العلاقات الدولية والشئون الإيرانية، إن داعش الآن يعيش فترة إعادة تموضع، بعد أن تم تفكيك خلاياه، وانتشر بين سكان المناطق التي كان يسيطر عليها، وهي بيئات حاضنة لفكر التنظيم التشدد.
وأضاف: «أما في جانب إعادة الانتشار وتجدد العمليات، فإن بيئات دول القارة السمراء، بلا شك حاضنة للتطرف والمغالاة في الرؤى الفكرية، وهو ما يبدو واضحا في بوكو حرام، كتنظيم دينى شديد التطرف أعلن ولاءه لتنظيم داعش، وللبغدادى خليفة للدولة الإسلامية المزعومة لديهم».
الرأى ذاته أيده الباحث في الشأن الإفريقي، محمد عز الدين، مشيرا إلى أنه ليس هناك مفر لداعش للإفلات من الملاحقات الأمنية والعسكرية، إلا بالاتجاه إلى إفريقيا، متوقعا أن تصبح أرضا خصبة لإيواء المتشددين من داعش، ومن ثم خلق إمبراطورية للخلافة الداعشية، بإيعاز من الدول الممولة للتنظيم.
وأكد عز الدين في تصريح لـ«البوابة»، أن الإرهاب ينشط سريعا في المناطق التي تشهد اضطرابات وفراغات أمنية كبيرة، مضيفا أن أفرع القاعدة وداعش في إفريقيا تتنافس فيما بينها، على مناطق النفوذ والصراع، إذ تلتقى هذه التنظيمات في الأسلوب الدموى الموحد، وتتصارع فيما بينها على المصالح والزعامة، فكل تنظيم يسعى لفرض نفسه على التنظيم الآخر.
بدورها قالت نهال أحمد، الباحثة في الشأن الإفريقي، إن انهيار البنية المؤسسية لجغرافية تنظيم داعش، في سوريا والعراق، أدى إلى التمدد ناحية إفريقيا، وتحديدا في مالى والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو والكونغو وإفريقيا الوسطى ونيجيريا، مشيرة إلى أن التنظيم بدأ، هذا التمدد بشكل ملحوظ خلال عام ٢٠١٨، مدعوما بشبكة من المؤيدين الذين استبدلوا أفكار القاعدة، وبايعوا داعش، بعد دعوة أبو بكر البغدادى زعيم التنظيم لهم في تسجيل مصور تم بثه في أبريل ٢٠١٩ بالانضمام إلى تنظيمه. 
وأوضحت لـ«البوابة» أن خريطة المبايعات لداعش، حتى وقت قريب، توضح أن منطقة غرب إفريقيا ستشهد سجالا بين تنظيمى القاعدة وداعش، للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة، لافتة إلى أن داعش من إحداث اختراقات داخل العديد من المجموعات الإرهابية الموالية للقاعدة، وعلى رأسها جماعة جند الخلافة بالجزائر، وعناصر من الجماعة الليبية المقاتلة، وجماعة «المرابطون»، بزعامة أبو الوليد الصحراوي، بالإضافة إلى بعض عناصر من جماعة «عقبة بن نافع» في تونس، والتى يرتكز عناصرها في جبل الشعانبي، كما استطاع تنظيم داعش التمدد في دول غرب إفريقية جديدة بداية من عام ٢٠١٨ حتى الآن، وعلى رأسها الكونغو وبوركينا فاسو ووسط إفريقيا.
وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تغلغلا واضحا لداعش داخل بنين والكونغو الديمقراطية، وبوركينا فاسو، حيث عمد التنظيم على استخدام نهج مغاير لنهج القاعدة، وذلك عبر استهداف المدنيين والمنظمات غير الحكومية، والمدارس والأسواق والاتجاه إلى إسترايجية تكتيكية على مهاجمة المراكز الأمنية ومعسكرات الجيوش لاستنزافها والتحجيم من قدرتها في السيطرة على الأرض، كما حاول التنظيم استغلال الضعف الذى تعانى منه المؤسسات العسكرية، وذلك عبر تحويل حدود تلك الدول لممرات يتم خلالها الاتجار غير المشروع بالسلاح والمخدرات، ومن ناحية أخرى ساعدت سمعة تنظيم «داعش» الوحشية على جذب المئات من المتطرفين ذوى النزعة الدموية، والذين لا تجذبهم طريقة القاعدة في التأصيل للعمل الإرهابى بينما داعش تتجاوزه بشكل لا محدود.
وأضافت: «كما أن محاولات التنظيم التى لا تتوقف عن استخدام قوته الإعلامية، بنشر أفلام دعائية تساعد في زيادة انتشاره في غرب إفريقيا، وهو الأمر الذى حقق نجاحات كبيرة في الجنوب الليبى وفى وسط الصحراء الكبرى حول بحيرة تشاد وفى شمال نيجيريا، وبوركينا فاسو وبنين، كما تمثل الصحراء الكبرى مجالا واسعا لإرهاب داعش بسبب تضاريسها واتساع رقعتها البالغة ٩ ملايين كيلومتر مربع، وحدودها الواسعة التى يطل عليها عدد من بلدان شمال وغرب القارة الإفريقية».
لا نقل للتمركز
في المقابل أعرب أبو الفضل الإسناوي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، عن عدم اقتناعه بالحديث عن نقل تمركز تنظيم داعش إلى إفريقيا، موضحا ـ بحسب رأيه. 
إنه رغم كون منطقة غرب إفريقيا والساحل والصحراء، وما تشهده من تمركز داعشي، تعتبر على أثره بيئة ملائمة للتنظيم، فإن هذا لا يعنى نقل الخلافة إلى إفريقيا. 
وقال لـ«البوابة»: «الأمر في رأيى لا يعدو مجرد تنشيط لداعش في أماكن جديدة، لأن فكرة نقل التمركز مرتبطة بإحياء الخلافة، ومن المستبعد أن يقبل التنظيم إطلاق خلافته إلا من قلب المنطقة العربية، مهد الإسلام، وأساسه، خاصة أن البغدادى يؤكد دائما أن الخلافة التى يطمح إليها، مقرها العراق.
وأشار إلى أن داعش يسعى لتنفيذ إسترايجية للبقاء، عن طريق الانتشار في إفريقيا محاولا استقطاب أتباع جدد وانتقائهم لصفوف التنظيم، والاستفادة من الطبيعة الصلبة التى ينشأ فيها الأفارقة، وسط المعارك والميليشيات المسلحة، ومدهم بأفكار التنظيم وأدبياته، وهو نوع من التمركز طويل الأمد، بهدف تكوين أجيال جديدة حاملة لجينات التنظيم ومبادئه التكفيرية المتشددة في إفريقيا، بشكل عام.
التاريخ يجيب
قال الدكتور ناجي هدهود، أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق، إن تتبع مسيرة تنظيم داعش منذ نشأته، تؤكد أنه لا يرضى بديلا عن منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن التنظيم يستهدف من الانتقال إلى إفريقيا زيادة رقعة مساحة المواجهة بين التنظيم والجهات التى تحاربه.
وأوضح لـ«البوابة»، أن تنظيم داعش يقنع أتباعه بأن قتالهم، يأتى من أجل هدف سامٍ هو إعادة الخلافة الإسلامية إلى الحياة، وهو ما لا يمكن أن يحدث بعيدا عن الشرق الأوسط، وفق أدبيات هذا الفكر، الذى يعتمد على دغدغة المشاعر الدينية لدى أتباعه، بإقناعهم زورا وبهتانا بأن استعادة أمجاد الإسلام، مرتبط بإعادة إحياء الخلافة الإسلامية.
(البوابة نيوز)

«كريستال آيز»: «قطر الخيرية» تغيّر اسمها لإخفاء تمويلها الإرهاب في بريطانيا

«كريستال آيز»: «قطر
يواصل النظام القطري استراتيجيته غير المسبوقة في التسلل إلى عقول العامة في أوروبا والقيام بعمليات غسيل دماغ في جميع أنحاء العالم، آملاً في الوصول إلى هدفه المنشود بنشر الأفكار المتطرفة والإرهابية، مركزاً في هذا الصدد على كبرى الدول الأوروبية، خاصة بريطانيا التي أصبح وجوده فيها وعناصره محل مراقبة واسعة من قبل عناصر الاستخبارات والأجهزة الأمنية.
وألقت السلطات البريطانية خلال العامين الماضيين الضوء على النشاط القطري في البلاد، خاصة تمويله للمساجد والمراكز الدينية التي يوجد فيها دعاة الكراهية، وغيرهم من قادة جماعة الإخوان الإرهابية، ما دفع العديد من المؤسسات القطرية العاملة في البلاد إلى تغيير أنشطتها أو تعليقها أو تغيير اسمها.
وفي هذا الإطار، ذكر موقع «كريستال آيز» الذي يركز على مكافحة التطرف أن مؤسسة «قطر ترست» وهي منظمة مسجلة غير هادفة للربح تعمل في المملكة المتحدة جاءت تحت رادار هيئة مراقبة أنشطة الجمعيات الخيرية البريطانية، خاصة أنه من المعروف أنه من يديرها هو مواطن قطري من دعاة الكراهية ينشط بشكل خاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال موقعه على شبكة الإنترنت الذي يواصل بث سمومه لكل من يتابعه.
وأوضح الموقع أن «يوسف الكواري»، الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر الخيرية بالمملكة المتحدة، وهي الفرع الأوروبي لمؤسسة قطر الخيرية التي تتمركز في الدوحة، والتي يُعرف عنها بأنها تدعم الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان.
ومن المعروف أنه تم إدراج مؤسسة قطر الخيرية لاحقاً كداعم للإرهاب من قبل مجموعة من الدول العربية التي قاطعت قطر في عام 2017 بسبب صلاتها ودعمها للجماعات المتطرفة.
وأشار الموقع في تقريره إلى أن الغريب في الأمر أن فرع هذه المؤسسة المشبوهة في المملكة المتحدة مرخص كشركة مسجلة في عام 2012، ومنذ ذلك الحين تعمل «باستقلالية» كبيرة في نشر الفرقة والانقسام في المجتمع ودعم المتطرفين، متخذة بناء المساجد والمراكز الدينية ستاراً لهذا العمل.
ومن الأمور الأخرى التي ركزت عليها قطر الخيرية في المملكة المتحدة، التركيز بشكل أساسي على الشباب والمهاجرين الذين يعيشون في أوروبا والمملكة المتحدة. وكان هدفها هو تقديم المساعدة في البداية، ثم السعي لرد الدين لهذه المساعدة عندما يحين الوقت.
وأضاف: في الآونة الأخيرة، تم تغيير اسم المؤسسة إلى «نكتار تراست»، وذلك ببساطة لإخفاء صلاتها بمنظمتها الأم وإبعاد التركيز عن يوسف الكواري، علاوة على ذلك، وجد تحقيق أجراه صحفيون فرنسيون مؤخراً أيضا وجود صلة بين «نكتار تراست» في استخدام أموالها لتمويل مشاريع إرهابية مرتبطة بمجموعة الإخوان تصل قيمتها إلى ملايين الجنيهات في بريطانيا وفرنسا.
وتلقت المنظمة في المملكة المتحدة أموالاً تصل قيمتها إلى 28 مليون جنيه إسترليني من مؤسسة قطر الخيرية في الدوحة في عام 2017 نفسه.
ومن جانبه، ألقى الكاتب الكندي الشهير، توم كويجين، الضوء على الدور الذي تمارسه قطر في قارة أميركا الشمالية بشكل عام، وهو الدور نفسه الذي تمارسه في أوروبا، مشدداً على أنه سيقوم الأسبوع المقبل بنشر تقارير «أوراق قطر»، والذي سيركز على مشروع يمول في مقاطعة أونتاريو من قبل «قطر الخيرية»، وعضو برلمان إقليمي الذي يدعم المشروع من خلال خطاب توصية. 
وسيتم الكشف عن التمويل القطري للجماعات والمنظمات التي تروج للإرهاب في كندا الأسبوع المقبل، وكيفية استخدام القطريين كندا كبوابة للدخول إلى أميركا، حيث تمول المؤسسة جماعة الإخوان الإرهابية وأعضاء تنظيم القاعدة، مشيراً في ذلك الإطار إلى تقارير تحدثت عن أن «قطر الخيرية» لعبت دوراً رئيساً في تمويل تفجيرات 1998 للسفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، وفقاً للحكومة الأميركية.
وتشير التقارير الأخيرة إلى استمرار ارتباط المؤسسة الخيرية بتنظيم القاعدة. واتهم موقع «ماليويب»، وهو مصدر إخباري مستقل مقره الولايات المتحدة، قطر الخيرية بتمويل كبير «للإرهابيين في عمليات شمال مالي». كما اتهمت تقارير للمخابرات العسكرية الفرنسية قطر بتمويل «أنصار الدين» - وهي جماعة تعمل عن كثب مع تنظيم القاعدة الإرهابي.

«الكراغلة».. سلاح أردوغان السري فـي ليبيا!

«الكراغلة».. سلاح
حذر محللون سياسيون أتراك من أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان يستخدم الليبيين من ذوي الأصول التركية، للتدخل من وراء ستار في شؤون هذا البلد، الذي تناصب أنقرة جيشه الوطني العداء وتبدي الدعم للميليشيات المتشددة المؤازرة لحكومة فايز السراج المتحصنة في طرابلس. وقال هؤلاء إن بعض الليبيين المشتتين بشدة سياسياً وعسكرياً، حاولوا في عام 2015 لم صفوفهم من خلال إنشاء رابطة، استهدفت التذكير بأنهم موجودون، مشيرين إلى أن نظام أردوغان عَمَدَ إلى توطيد صلاته بالليبيين المنحدرين من أصل تركي ممن يتحالفون مع التنظيمات المتشددة مثل جماعة «الإخوان» الإرهابية، وممن يشتركون جميعاً في مناهضة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر. 
وفي تقرير نشره موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، أشار المحلل السياسي التركي المخضرم فيهم تاشتكين إلى أن أحفاد الأتراك الذين استقروا في ليبيا على مدار القرون الثلاثة الماضية، أي بعد الغزو العثماني لأراضي هذا البلد، يتمركزون حالياً في مدن طرابلس ومصراتة وبنغازي والزاوية ودرنا. وقال إنه يطلق على هؤلاء اسم «الكراغلة» أو «أبناء الرقيق» ونقل تاشتكين عن أحد أعضاء الرابطة التي تضم هؤلاء الليبيين قوله إن عددهم يصل إلى نحو 1.4 مليون نسمة، وأن العدد الأكبر منهم يقيم في مصراتة، ويشكلون نحو 75% من سكانها. ولكنه أكد أن هذه التقديرات تبدو مبالغاً فيها بشدة، وتحتاج إلى تدقيق، خاصة في ظل صعوبة التعرف على ذوي الأصول التركية بين الليبيين. 
وأشار في التقرير الذي حمل عنوان «هل الليبيون الأتراك هم حصان طروادة التابع لأنقرة؟»، إلى أن بعض الشخصيات الليبية المنحدرة من هذه الأصول ترتبط بعلاقات مشبوهة مع تنظيمات متطرفة، مثل وسيم بن حميد، ابن مصراتة الذي كان يعمل في مجال تصليح السيارات في بنغازي، قبل أن ينضم إلى إحدى الجماعات المسلحة التي تدعم جماعة «الإخوان» الإرهابية، وهو ما قاده للتعاون في نهاية المطاف مع جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي. وأبرز الملابسات المريبة لمقتل ابن حميد في ديسمبر 2016، قائلاً إن هناك من ينحي باللائمة في ذلك على الإخوان، نظراً لأن آخر شخص اتصل به القيادي القتيل، كان إسماعيل الصلابي شقيق علي الصلابي، الذي يمتلك علاقات وثيقة بـ «الإخوان» والنظام القطري. 
وأشار المحلل التركي إلى أن الصلابي نفسه - وهو منحدر من أصول تركية بدوره - يمثل «شخصية تحرك خيوط اللعبة من الكواليس، وأنه مسؤول بارز في ما يُعرف بـ (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) الذي أسسه الإخواني الهارب يوسف القرضاوي». وأضاف أن هذا الرجل ينسق كذلك المساعدات المالية والعسكرية القادمة من قطر للميليشيات المتطرفة المنتشرة في مناطق مختلفة من ليبيا. وبحسب التقرير، تضم قائمة الشخصيات الليبية المتشددة ذات الأصول التركية أيضاً، محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الذي يشكل «جناحاً سياسياً» لـ «الإخوان» الليبيين، والذي يصفه البعض بأنه «رجل أردوغان في ليبيا». وبالإضافة إلى صوان، هناك كذلك عبد الرحمن السويحلي، صاحب العلاقات الوثيقة بتركيا وقطر والإخوان، والذي شغل في السابق رئاسة ما يُطلق عليه «المجلس الأعلى للدولة في ليبيا»، قبل أن يؤسس حزباً يحمل اسم «الاتحاد من أجل الوطن».
علاوة على هؤلاء، هناك أيضاً عبد الرؤوف كارا قائد ما يُعرف بـ «قوة الردع الخاصة» التي تسيطر على مطار معيتيقة. وأشار المقال إلى أن القائمة تضم كذلك على الأرجح فتحي باشاغا وزير الداخلية في حكومة السراج، الذي يُعرف بأنه رجل «الإخوان» في الحكومة، ويرتبط بصلات وثيقة مع نظام أردوغان، ويصر على الادعاء بأنه من أصول بدوية رغم لقبه العائلي التركي. 
ونقل موقع «أل مونيتور» عن أحد أعضاء الرابطة التي تضم الليبيين من أصل تركي إقراره بأن الكثير من أقرانه «اسْتُغِلوا لخدمة مصالح القوى الغربية والدول المجاورة»، رغم أن من بينهم على حد قوله «فايز السراج» رئيس الحكومة نفسه الذي وصفه الرجل بأنه «ضعيف إلى أقصى حد».

تعزيزات للجيش الليبي في ترهونة لقطع إمدادات مصراتة

حققت قوات الجيش الليبي تقدماً في محور عين زارة بضواحي طرابلس، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة مع الميليشيات. وأكد مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» اندلاع اشتباكات عنيفة بين الميليشيات وقوات الجيش امس، وذلك في إطار التقدمات التي تقوم بها قوات الجيش للدخول لقلب طرابلس.
إلى ذلك، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي إن سلاح الجو الليبي نفذ غارات على محوري وادي الربيع وعين زارة، وذلك في ظل الاشتباكات العنيفة التي تخوضها الوحدات العسكرية التابعة للجيش الليبي في عين زارة.
ويتحرك الجيش الليبي في محاور مختلفة لتأمين خطوط إمداده بتأمين مدن الجنوب الليبي والدفع بتعزيزات وأرتال عسكرية لأول مرة لمدينة ترهونة، وأشار مسؤول ليبي في قاعدة الوطية الجوية إلى أن تحرك أرتال الجيش الليبي بالمنطقة الغربية العسكرية باتجاه ترهونة تم بمساندة استطلاع سلاح الجو الليبي. يأتي ذلك في ظل تهديدات مبطنة من قيادات في المجلس الرئاسي الليبي بشن هجوم من مليشيات الوفاق على مدينة ترهونة، وذلك بسبب دعم المدينة للعملية العسكرية التي يقودها الجيش الليبي لتحرير طرابلس، فضلاً عن مشاركة أقوى لواء عسكري في المنطقة الغربية - اللواء التاسع مشاة - في معركة طوفان الكرامة.
وقال عضو مجلس النواب عن مدينة ترهونة النائب محمد العباني إنه من الواضح خلال الأشهر الخمسة الماضية أن شدة الصراع تدور بالمحور الجنوبي لطرابلس بشقيه الشرقي والغربي، وأقلها بالمحور الغربي، لافتا إلى أن المحور الشرقي وخاصة في منطقة الزطارنة بدأ في الأيام الأخيرة يزداد سخونة، الأمر الذي يشير إلى أن المحور الشرقي أصبح أكثر أهمية للصراع باعتبار أن منطقة القرة بوللي الواقعة خارجة التغطية تمر وتتمركز بها الميليشيات القادمة من مصراتة، وهي تمثل أكبر قوة داعمة للميليشيات من جهة وخط هروب الميليشيات وحركتها في اتجاه الشرق.
وتتركز العمليات العسكرية على تخوم طرابلس في أربعة محاور رئيسية وهي المحور الغربي ويشمل الزاوية جنزور، الجنوب الغربي ويشمل طريق الفلاح وطريق المطار في اتجاه العزيزية ومطار طرابلس الدولي، والجنوب الشرقي يشمل طريق صلاح الدين وعين زارة ووادي الربيع، اتجاه بن غشير وسوق السبت واسبيعة وسوق الخميس، والمحور الشرقي يشمل الفرناج وتاجوراء والزطارنة والقرة بوللي، إلى ذلك، كشف اللواء 106 مجحفل التابع للجش الليبي عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من قواته لمدينة ترهونة تنفيذا لتعليمات القيادة العامة للجيش الوطني. وشهدت غالبية محاور القتال في طرابلس هدوءا حذرا بعد يوم من المعارك العنيفة التي شهدها محور السبيعة ووادي الربيع والزطارنة بين قوات الجيش الوطني الليبي وميليشيات الوفاق.
إلى ذلك، نفذ سلاح الجو الليبي غارتين على طريق المطار ومحور وادي الربيع دعما لتقدم القوات المسلحة في ضواحي طرابلس.
ودفعت قيادة الجيش الليبي بتعزيزات لعدة محاور في طرابلس أبرزها الزطارنة في إطار تحركات القيادة العامة للوصول لمدينة تاجوراء باعتبارها الأقرب لقلب طرابلس.
ووفقا لمصادر دبلوماسية ليبية، تتنافس ألمانيا وفرنسا على استضافة مؤتمر دولي لحل الأزمة الليبية، وذلك بطرح أفكار ورؤى لحل الأزمة الليبية سياسيا واستبعاد الحل العسكري.
وأكدت المصادر الليبية لـ«الاتحاد» إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ناقشت مع المبعوث الأممي غسان سلامة فكرة احتضان مؤتمر دولي يضم الأطراف الرئيسية في ليبيا لحل الأزمة، مرجحا موافقة الأطراف الليبية على تلبية دعوة برلين للمؤتمر باعتبارها أكثر حيادية من موقف فرنسا.
(الاتحاد الإماراتية)

منظمة قطرية مشبوهة تدعو إلى تدخل أممي في الجزائر

حرك نظام «الحمَدين» الإرهابي الحاكم في قطر منظماته الداعمة للإرهاب التي تختفي وراء «ستار الدفاع عن حقوق الإنسان» ل«تدويل الأزمة السياسية في الجزائر».

وأرسلت «منظمة الكرامة الإرهابية» المدعومة والممولة قطرياً إلى الأمم المتحدة، تدعوها إلى «التدخل العاجل لحماية حق الجزائريين في التظاهر ضد الجيش»، للمرة الثالثة منذ بدء الأزمة السياسية في الجزائر، بحسب ما ورد في موقعها الرسمي.

وزعمت المنظمة القطرية أن «الإجراءات الأمنية المتخذة في العاصمة الجزائرية تثير مخاوف حقيقية من أن تكون مقدمة لإجراءات قمعية أشد، بما في ذلك الاستخدام غير المتناسب، وغير الضروري للقوة ضد المتظاهرين المسالمين».

موقف المنظمة القطرية المشبوه أثار سخط الجزائريين، وأكد خبراء أمنيون جزائريون أن نظام «الحمَدين» ما هو إلا «قرصان متمرس في اختطاف تطلعات الشعوب نحو التغيير وتحويلها إلى مآسٍ وحروب تخدم أجندته الإرهابية في قلب أنظمة الحكم العربية لتنصيب أنظمة إخوانية متحكَّم فيها من الدوحة، وهو ما تحاول قطر تنفيذه في الجزائر».

وحصلت «العين الإخبارية» من مصادر أمنية جزائرية على معلومات تتعلق بحقيقة «منظمة الكرامة»، التي يوجد في عضويتها معارضون جزائريون من الإخوان «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الإرهابية المنحلة.

ومنذ نشأتها 2004، حرصت المخابرات القطرية على أن يكون المعارضون الجزائريون الهاربون إلى أوروبا والذين صدرت بحقهم أحكام غيابية في قضايا إرهاب، على رأسهم الإخواني «العربي زيتوت».

وباسم المنظمة القطرية، قاد المدعو «العربي زيتوت» رئيس «منظمة رشاد» الجزائرية حملة شرسة على الجيش الجزائري عبر صفحات «الكرامة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال دعوة الجزائريين إلى «حمل السلاح ضد الجيش»، و«الأمم المتحدة للتدخل لحماية المتظاهرين».

عودة الإرهاب إلى عدن.. تكتيك «الإصلاح» لنشر الفوضى

عودة الإرهاب إلى

تكشفت طبيعة الهجمات التي شهدتها مدينة عدن، أمس الجمعة، عن وجه «استراتيجية إرهابية» تتبعها ميليشيات حزب «الإصلاح» بعد بسط قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، سيطرتها على المدينة في إطار عملية واسعة لاستعادة الأمن، بحسب محللين.

وحسب «سكاي نيوز عربية»، فإن التطورات الأخيرة تأتي بعدما شهدت جبهات ميليشيات الإصلاح، انهياراً كبيراً في عدن، وعدد من المحافظات الجنوبية، إثر نجاح قوات الحزام الأمني في الانتشار في هذه المحافظات لتأمين الشوارع، وحركة المواطنين، والمرافق والمؤسسات الخدمية في المدينة. وبدا أن نشاط الجماعات الإرهابية عاد سريعاً إلى عدن، في خطوة تأتي ضمن مخططات حزب «الإصلاح» الإخواني، الرامي إلى زرع الفوضى وتقويض جهود التهدئة، التي يرعاها التحالف العربي، وفق محللين.

وقال الأكاديمي والباحث السياسي، حسين لقور، إن الهجمات الإرهابية في عدن لم تكن مفاجئة، بل متوقعة في أي لحظة، خصوصاً بعد الهزيمة التي منيت بها القوات الإخوانية القادمة من مأرب على مشارف عدن. وأضاف أن «الخلايا الإرهابية باليمن تدار بعقل واحد ومن مركز واحد»، مشيراً إلى ظهور أحد قادة القاعدة، المدعو عادل الحسني، حيث هدد قوات الحزام الأمني والقوات المسلحة الجنوبية باعتبارها أهدافاً مشروعة لعمليات انتحارية.

وتابع «اليأس الذي أصاب القوات الغازية على مداخل عدن إثر الهزيمة التي منيت بها، سيدفعها إلى عمل أي شيء لكي تبقي الوضع غير مستقر في عدن، وبالتالي تحاول خلق الفوضى وضرب النسيج الاجتماعي». وتشير الأحداث الأخيرة إلى سعي الإصلاح إلى الاستعانة بالخطاب المتطرف والعناصر الإرهابية في إطار حرب مفتوحة بعد فشله في السيطرة على عدن.

وقال الكاتب والباحث السياسي اليمني، عبد الستار الشميري، إن تنظيم الإخوان ممثلاً في حزب الإصلاح «حاول تجييش الشارع باسم الدين عبر عدد من أئمة المساجد حيث عملوا على تأجيج الفتنة وإعلان الحرب». ورأى أن «الإخوان» «حاولوا استغلال المشاعر الدينية لدى المتعصبين والمتطرفين، وهذا ما يشير إلى أنها ستنتهج حرب المجموعات والعمليات الانتحارية والتموضع في أماكن فراغ أمني تستطيع من خلاله المبادءة والمناوشة».

صحيفة بريطانية: قطر تمول «الإخوان» لنشر التطرف في هولندا

صحيفة بريطانية: قطر

نشرت صحيفة بريطانية تحقيقاً استقصائياً عن نقاط ضعف سياسة هولندا في مكافحة التطرف، أشار إلى فكر متشدد يتم تدريسه في مساجد تمولها قطر.

وأظهر التحقيق الذي نشرته «ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال - تي آي چيه»أن التمويل جاء في وقت قصير، حتى استطاعت الجماعة شراء أربعة عقارات في أمستردام وروتردام وذاهيج قيمتها تناهز الخمسة ملايين يورو، مؤكداً أن الحكومة والبيروقراطية الهولندية لم يكن لديهم أي ردود أفعال لدخول «الإخوان» والجماعات المتشددة الممولة والمناهضة للاندماج إلى هولندا.

تركيز على المدن الكبرى

وفي الأعوام التي تلت 2008، بات واضحاً أن سياسة «الإخوان» في هولندا تركز بوضوح على المدن الكبرى، إذ وصفهم تقرير برلماني للمخابرات الهولندية في 2010 بأنهم يعملون بسرية ضد دمج المسلمين في المجتمع ، مبيناً أن أنشطتهم ستؤدي على المدى الطويل إلى أضرار للنظام القانوني والديمقراطي.

وكشف التحقيق عن كيفية استقطاب أحد المتطرفين المدانين قضائياً، العناصر للجماعات المتطرفة، وكيف أصبح مُعلِّماً مؤثراً في أوساط الشباب في أمستردام.

وناقش دور «بلال لامراني»، وهو عضو سابق بالجماعة الهولندية الإرهابية المعروفة باسم شبكة «هوفستاد»، الذي عمل مؤخراً مدرباً لمعالجة التطرف في أمستردام، حيث حصل على فرصة للتواصل مع الشباب من قليلي الخبرة والتغرير بهم. وطبقاً للتحقيق، فإن الثقة وصلت من جانب سلطات أمستردام في لامراني إلى حد أنهم عينوه مدرباً في دورات كرة القدم، ما سمح له بالوصول إلى عقول أكثر شباباً وأكثر عرضة للتطبع بأفكاره.

إعداد لهجوم

وتسرد الصحيفة قصة لامراني، الذي دخل السجن لثلاث سنوات في فبراير2006 لإدانات تتعلق بالإرهاب، ومحاولته تجنيد مسجون آخر كان معه خلال سجنه جراء تهديده للسياسي الهولندي جيرت ڤيلدرز، وأيضاً في هذا الوقت وجدت الشرطة مئات النسخ من الكتب المتطرفة ومعلومات عن كيفية صناعة القنابل والمتفجرات بحوزته.

صلات وثيقة

ويوثق التقرير أنه قد ثبت أيضاً أن لامراني كان على صلة وثيقة مع محمد بوييري، الإرهابي الذي نفذ عملية اغتيال مخرج السينما الهولندي ثيو فان جوخ؛ وأنه بعد إطلاق سراحه في 2008، تم إدخال لامراني في برنامج معالجة التطرف،كما تم تعيينه من قبل السلطات للعمل كجزء من شبكتهم الخاصة بالمتابعة، التي تدعم الشباب المعرض للفكر المتطرف، ولكن طبقاً لتحقيق «تي آي چيه»، الذي أجراه رونالد ساندي، وهو محلل سابق في شؤون مكافحة الإرهاب للمخابرات الهولندية؛ فإن لامراني لم يترك آراءه المتطرفة، بل وعبر عن شكوكه في 2014 عمّا إذا كانت معالجة التطرف ممكنة.

وفي حديثه لصحيفة «ولكسكرانت» الهولندية، قال لامراني إنه لا يؤمن ببرامج معالجة التطرف.

ويكشف التحقيق، علاقات مثيرة للقلق بين لامراني وإرهابيين آخرين هربوا من هولندا، فشقيقته «سارة» تركت هولندا لتلتحق ب«داعش» حيث لاقت حتفها هي وابنتها في 2018.

كما أن لامراني ظل أيضاً على علاقة بسمير عزوز، عضو شبكة «هوفستاد» ولا يزال يصنف كتهديد من قبل المخابرات الهولندية.

علاقة متجذرة بالإرهاب

وتحدث التقرير أيضاً عن والد أحد الشباب الهولنديين، الذين ارتحلوا إلى سوريا للانضمام إلى «داعش»، الذي كشف عن اتصال لامراني الوثيق بابنه.

وتأتي اكتشافات ساندي الصادمة كدلالة على إخفاقات أوسع في أمستردام في مجال مراقبة النشاط المتطرف.

التحاق بصفوف «داعش»

أحد هذه القضايا تتعلق بهروب أشرف بو عمران، «16 عاماً» إلى تركيا في طريقه للالتحاق ب«داعش» على الرغم من إبلاغ والده، البوليس الهولندي عن أن ابنه يتم إعداده للتطرف مع تفاصيل لقاءاته مع المتطرفين وعنوان أماكن لقاءاتهم ولكن لم يتدخل أحد وسافر ابنه عام 2013 ولم يعد بعدها!

قضية ثانية أثارها التقرير تتعلق بعمر هميمة، الذي تم القبض عليه وبحوزته معدات تستخدم في تصنيع المفرقعات وتمت إدانته 2013 بالإرهاب، وعلى الرغم من أنه كان مصنفاً كتهديد من قبل السلطات فإنه تمكن من قضاء فترة الاستئناف بحرية مكنته من السفر إلى سوريا والعراق ليصبح مقاتلاً في «داعش».

يؤمن ساندي بأن هذه الفرص الضائعة تظهر كيف أن السلطات في أمستردام تغط في سبات عميق من ناحية رصد انتشار الفكر الإرهابي في البلاد.

(الخليج الإماراتية)

هجمات «داعش» و«القاعدة» تفضح تآمر «الإصلاح»

هجمات «داعش» و«القاعدة»

دخل تنظيما داعش والقاعدة الإرهابيان، أمس، على خط الإسناد المباشر لميليشيات الإصلاح المنضوية في الحكومة اليمنية، ونفذت هذه الأطراف الثلاثة هجمات متزامنة في عدن ولحج أسفرت عن مقتل وجرح العديد من عناصر الأمن والمدنيين، وذلك بعد يومين من فشل ميليشيات الإصلاح الإخوانية في اقتحام عدن وطردها من معظم مديريات محافظة أبين، الأمر الذي دفعها إلى إدخال التنظيمين الإرهابيين في المواجهات بشكل علني، عبر الأساليب الإرهابية التقليدية مثل العبوات الناسفة والاغتيالات، بهدف ضرب الاستقرار في المحافظات الجنوبية.

وشهدت العاصمة المؤقتة عدن، أمس، سلسلة من الحوادث الإرهابية في عدد من مديرياتها، حيث تعرض قائد الحزام الأمني بعدن وضاح عمر سعيد لمحاولة اغتيال في دار سعد باستهداف سيارته بعبوة ناسفة أسفرت عن إصابة عدد من حراسته، كما استهدفت دراجة نارية يقودها انتحاري دورية للحزام الأمني في مدينة دار سعد، واستهدف مسلحون مجهولون دورية عسكرية في لحج وأسفر الحادث عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

«داعش» يتبنى

تنظيم داعش الإرهابي تبنى عدداً من هذه العمليات، وهو ما يؤكد استغلال هذه التنظيمات من قبل أحزاب في الحكومة اليمنية لتحقيق مكاسب سياسية. وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابي، أن إحدى الهجمات في دار سعد أدت إلى مقتل وإصابة «عناصر من قوات الحزام الأمني بتفجير دراجة نارية مفخخة عليهم في منطقة دار سعد بمدينة عدن».

وتأتي هذه العمليات عقب فشل حملة عسكرية ضخمة قادها حزب الإصلاح الإخواني لاجتياح عدن وتهديد التحالف العربي وتمكين المحافظات المحررة للعناصر الإرهابية.

وبفضل جهود دول التحالف العربي وعلى رأسها دولة الإمارات اختفت أعمال هذه التنظيمات لأكثر من ثلاث سنوات، عقب تدريب أجهزة أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب حققت نجاحات في كل المحافظات المحررة، مما حد من خطر هذه التنظيمات، لا سيما بعد طردها من معاقلها الرئيسية في أبين وشبوة، حيث تمكنت قوات الحزام الأمني في عدن وأبين ولحج والضالع من تأمين هذه المحافظات التي كانت تشكل بؤرة لهذه الجماعات، وتراجعت نسبة العمليات التي تنفذها هذه الجماعات بنسبة كبيرة لم تحدث من قبل.

وفي شبوة وحضرموت تم نشر قوات النخبة الشبوانية والحضرمية، حيث تمكنت هذه القوات من تحرير مدينة المكلا من عناصر القاعدة، وتطهير كل مديريات شبوة من خطر الإرهاب.

فشل «الإصلاح»

ويرى مراقبون يمنيون أن هذه العمليات جاءت عقب فشل حملة حزب الإصلاح على عدن، بهدف إثارة الفوضى عن طريق استخدام أسلوب التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش بهدف خلط الأوراق وإرباك الأجهزة الأمنية التي تقوم بدور كبير لحفظ الأمن عقب الأحداث التي شهدتها مدينة عدن.

وأضافوا أن حزب الإصلاح المسيطر على الحكومة، سبق وأن دعم هذه التنظيمات للسيطرة على الجنوب في العام 1994 عندما اجتاحت القوات الشمالية الجنوب، وتم تسليم ما سمي وقتها للأفغان العرب عدد من المحافظات، وهو ما ساهم في انتشار الجماعات الإرهابية فيها.

وقال الكاتب الصحفي فتاح المحرمي لـ«البيان» إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظات الجنوبية أوضحت الصورة بشكل كامل عن خطة حزب الإصلاح الرامية إلى تدمير قوات مكافحة الإرهاب. وأضاف أن هذه المساعي بدأت إعلامياً قبل ثلاث سنوات بالتشهير بهذه الأجهزة الأمنية إعلامياً وسياسياً وحقوقياً، ولكنهم فشلوا، ولجأوا إلى استخدام ورقة الدفاع عن الحكومة.

وأضاف: شبوة شاهد على أفعالهم. فبعد اقتحامهم المدينة عبر الاستعانة بالتنظيمات الإرهابية، عادت الفوضى والاغتيالات وأعمال النهب والسلب، وهو ما يستدعي سرعة التحرك من قبل قوات الحزام الأمني والنخبة لتحرير هذه المناطق قبل أن يرسخ فيها حلفاء حزب الإصلاح مواقعهم.

    واشنطن تتوعّد بقطع شرايين حزب الله

    واشنطن تتوعّد بقطع

    أربكت العقوباتُ التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على مصرف «جمّال ترست بنك» والشركات التابعة، المشهدَ اللبناني، وفيما اتجهت الأنظار إلى القصر الجمهوري الذي يشهد بعد غد الاثنين جلسة الحوار السياسي والاقتصادي، توعدت واشنطن بالمزيد من الاستهداف للجهات التي توفر التمويل لحزب الله غير أنها في الوقت نفسه بثت تطمينات لبنان بمواصلة العمل مع المؤسسات الأخرى.

    وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: «سنواصل استهداف الأفراد والكيانات المشاركة في تمويل حزب الله وتقديم الدعم له بينما نعمل بشكل وثيق مع البنك المركزي اللبناني والمؤسسات اللبنانية الأخرى التي تسعى للحفاظ على سلامة النظام المصرفي اللبناني واستقراره». في الأثناء أربكت حزمة العقوبات الجديدة المشهد اللبناني، وفيما توالت التصريحات بشأن العقوبات بدأت الأنظار تتركّز على القصر الجمهوري، انتظاراً للحوار السياسي والاقتصادي المقرّر بعد غدٍ الاثنين، للبحث في ما يمكن اتخاذه من خطوات إنقاذية للوضع الاقتصادي الذي وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره بأنه «خطير جداً»، وعلمت «البيان» أن الموقف الأمريكي الذي لمسته مستويات رسمية لبنانية، تواصلت في الساعات الماضية مع جهات أمريكية، تردّد أنها في وزارة الخزانة الأمريكية، كان ذا نبرة عالية، انطوى في مضمونه على دعوة أمريكية مباشرة للحكومة اللبنانية لعزل «حزب الله» ومقاطعته.

    موجبات

    ومن دون أن يوضح الأمريكيون موجبات هذه العقوبات في هذا التوقيت بالذات، لمّح الموقف إلى أن هذه الجرعة من العقوبات تندرج في سياق مسلسل من الإجراءات القاسية التي أعدّتها الإدارة الأمريكية ضدّ الحزب للحدّ من نفوذه، والتي ستظهر تباعاً، بحسب التوقيت الأمريكي.من جهتها، كشفت مصادر في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب لـ«البيان» أنها تلقّت معلومات تفيد بأن الإدارة الأمريكية بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية قريباً تجاه لبنان. وذلك في سياق برنامج العقوبات القاسية التي قرّرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضدّ إيران وامتداداتها في المنطقة، وعلى وجه التحديد «حزب الله» في لبنان، باعتباره يشكّل في نظر الإدارة الأمريكية عامل تهديد للاستقرار في لبنان والمنطقة.

    3 مفاجآت

    وكانت التطوّرات قد تسارعت عشية عطلة الأسبوع، لتمعن في خلط الأوراق، ومضاعفة الضغوط على الواقع اللبناني، في وقت تتّجه فيه الأنظار إلى خلوة يوم الإثنين لمناقشة جملة اقتراحات ذات صلة بالاقتصاد.

    المفاجأة الأولى، ولكن المنتظرة، تمثلت بإعلان الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على «جمّال ترست بنك» والشركات التابعة له في لبنان، فضلاً عن فرض عقوبات على أشخاص ينقلون الأموال من الحرس الثوري الإيراني إلى حركة «حماس» عبر «حزب الله».والمفاجأة الثانية، دبلوماسياً، تمثلت ليس بالتجديد لـ«اليونيفيل» ولايةً جديدة، وفقاً لمشروع قرار أعدّته فرنسا. أما المفاجأة الثالثة، بحسب مراقبين، فتمثلت بإجراءات إسرائيلية على الأرض، قضت بوقف خروج الجنود إلى الحدود الشمالية، مع إعلان قائد المنطقة الشمالية «الاستعداد لجميع الخيارات، إذا لزم الأمر».

    تقليص

    تسعي أمريكا إلى تقليص عدد قوات يونفيل من 15 ألفاً إلى 9 آلاف ورغم ان هذا التوجّه لم يُكتب له النجاح لكنه يظل قائماً، وينبّه مراقبون إلى «خطورة انتهاكات وقف الأعمال القتالية الذي تقوم به اسرائيل وأنها يمكن أن تؤدّي إلى نزاع جديد لا يصبّ في صالح أيّ من الأطراف أو المنطقة»،

      مفاوضات سريّة لانسحاب ميليشيات مصراتة من جبهات القتال

      مفاوضات سريّة لانسحاب

      علمت «البيان» من مصادر موثوقة، أنّ هناك مفاوضات سريّة بين أطراف النزاع الليبي ربما تفضي إلى حل سياسي خلال أيام، عبر التجهيز لاتفاق يقضي بانسحاب ميليشيات مصراتة من محاور القتال مقابل عدم استهدافها من قبل الجيش الوطني، فيما شدّدت المصادر على أنّ المجلس الرئاسي في طرابلس يواجه أزمة داخلية جراء تغوّل قوى التطرّف ولا سيّما «الإخوان».

      وكشفت مصادر دبلوماسية لـ«البيان»، عن وجود مفاوضات سريّة بين أطراف الصراع الليبي، مشيرة إلى أنّ أطراف الصراع قد تصل لحل سياسي خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي جمّد محاور القتال. وذكرت المصادر، أن هناك مفاوضات تجري بين القيادة العامة للجيش الوطني وفعاليات اجتماعية وعسكرية في مصراتة، تستهدف التوصل لاتفاق يقضي بانسحاب ميليشيات المدينة من محاور القتال حول العاصمة مقابل تحييدها من النزاع المسلح، وعدم استهدافها من قبل سلاح الجو.

      وأوضحت المصادر، أنّ وفوداً من مصراتة التقت قياديين عسكريين، وأنّ هناك اتفاقاً يجري الإعداد له بكثير من التأني حتى يجد القبول لدى كل الأطراف، لافتة إلى أنّ وسطاء غربيين يعملون على عقد لقاء جديد بين القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لتحريك العملية السياسية، استعداداً لعقد مؤتمر دولي حول الأزمة، وفق ما دعت له مجموعة الدول السبع.

      المجلس الرئاسي في أزمة

      وأردفت المصادر أنّ المجلس الرئاسي يواجه أزمة داخلية بسبب تغوّل قوى التطرّف وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، وتغلغل الجماعات الإرهابية في قوات حكومة الوفاق، الأمر الذي أبلغته جهات أمريكية وأوروبية بوضوح للسراج، ودعمته بوثائق ومعطيات ميدانية حول اعتماد ميليشيات الرئاسي في المعارك على إرهابيين وافدين من إدلب السورية ومن عناصر تنظيم القاعدة في شرقي ليبيا، وعلى مرتزقة أفارقة أغلبهم من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم تحويلهم لمقاتلين ضد الجيش، وأنّ الحل يكمن في التوافق حول دخول الجيش الوطني لمناطق الميليشيات ضمن خطة سلام تؤدي لتسريع الحل السياسي عبر تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال النصف الأول من العام المقبل، فيما سيكون من أولويات الخطة، تشكيل حكومة وحدة وطنية بضمانات دولية تنبثق عن مؤتمر دولي تشارك فيه الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.

      وأشارت المصادر، إلى أنّ رسائل واضحة وصلت إلى السراج مفادها ضرورة التخلي عن الميليشيات والعناصر الإرهابية التي باتت تشكّل خطراً على مستقبل ليبيا ودول الجوار التي تشعر بقلق عميق إزاء تجمع الإرهابيين في غربي ليبيا. وأبانت المصادر، أنّ تشكيلات مسلحة في طرابلس، باتت تضغط على المجلس الرئاسي، بضرورة التوافق مع القيادة العامة للجيش، واستبعاد الميليشيات الوافدة من خارج العاصمة من المواجهات، والتنصل من التعامل مع الإرهابيين والمرتزقة.

      أفريكوم قلقة

      في الأثناء، أعلنت القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم»، أنّها بصدد دراسة موعد وعدد القوات التي ستعود إلى ليبيا، معربة عن قلقها من مد القتال العناصر الإرهابية بالأكسجين. وقال الناطق باسم «أفريكوم»، الكولونيل كريس كارنس، إن الوضع في ليبيا مراقب بعناية، ويجري العمل على حوار مكثّف وشامل للعمل باتجاه حل سياسي.

      وبشأن الوجود الأمريكي في ليبيا، رداً على تهديدات هذه الجماعات، قال كارنر إنّ «أفريكوم» لم تنفذ أية غارات جوية في عام 2019 لأنّ التهديد الإرهابي تراجع إلى حد كبير قبل تصاعد التوترات الأخيرة في ليبيا، مشيراً إلى شن «أفريكوم» ست غارات جوية في ليبيا العام الماضي وسبعاً في عام 2017، كجزء من عمليات مكافحة الإرهاب. وأوضح أنّ الضربات العسكرية لا تزال خياراً مطروحاً حال شكلت الجماعات الإرهابية تهديدات جديدة.

      (البيان)

      شارك