طالبان ورسالة شديدة اللهجة مليئة بالدماء للبعثة الأمريكية

الثلاثاء 03/سبتمبر/2019 - 01:24 م
طباعة طالبان ورسالة شديدة حسام الحداد
 
أعلنت حركة طالبان الأفغانية مسؤوليتها عن تفجير سيارة ملغومة بالعاصمة كابل أمس الاثنين 2 سبتمبر 2019، أدى إلى سقوط 16 قتيلا و119 جريحا، والتأثير على منازل تبعد عدة كيلومترات عن مكان الهجوم.
وجاء هذا التفجير خلال زيارة المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد لإطلاع الرئيس أشرف غني على مسودة اتفاق تم التوصل إليه مع حركة طالبان ويمكن أن يسفر عن انسحاب آلاف الجنود الأميركيين من البلاد.
وقال المتحدّث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي في رسالة إلى الصحافيين "16 شخصا قتلوا وأصيب 119 بجروح في هجوم الأمس. الانفجار نجم عن جرافة مفخّخة". وأضاف أن عمليات البحث والإنقاذ استمرت طوال الليل.
ووقع التفجير قرب مجمع ضخم شرقي مدينة كابل يستخدمه موظفو المنظمات الدولية ويسمى القرية الخضراء، مما أدى إلى تصاعد عمود من الدخان وألسنة اللهب إلى عنان السماء.
والقرية الخضراء منفصلة عن المنطقة الخضراء المحاطة بأسوار عالية والتي تخضع لحراسة مشددة على مدار الساعة، وتضمّ عدة سفارات بينها السفارتان الأميركية والبريطانية.
وتبنّت حركة طالبان الهجوم، مشيرة على لسان المتحدّث باسمها ذبيح الله مجاهد إلى أنّها تشن هجوما منسّقا بواسطة انتحاري ومسلّحين.
وقال مجاهد إن الهجوم استهدف القوات الأجنبية، مضيفا أن انتحاريا فجر سيارة واقتحم عدة مهاجمين المجمع.
ووقع الهجوم في وقت كانت محطة "تولو نيوز" التلفزيونية تذيع مقابلة مع الموفد الأميركي الذي قال أن بلاده ستسحب قواتها من خمس قواعد في هذا البلد اذا التزمت طالبان ببنود اتفاق السلام الذي يجري التفاوض حوله مع الكشف عن أولى تفاصيله.
وقال خليل زاد الذي أمضى قرابة عام في إجراء محادثات مع طالبان في الدوحة، سعيا لإنهاء 18 عاما من النزاع في أفغانستان، "لقد اتفقنا أنه إذا سارت الأمور وفقًا للاتفاق، فسننسحب خلال 135 يومًا من خمس قواعد نتواجد فيها الآن"، وفق مقتطفات من مقابلة أجرتها معه قناة "تولو نيوز" التلفزيونية.
وذكرت القناة على تويتر إن المقابلة الكاملة ستبث في وقت لاحق الاثنين وتحدث فيها الموفد وهو أفغاني المولد باللغة المحلية.
التقى خليل زاد الذي وصل كابول الأحد الرئيس أشرف غني بعد آخر جولة من المباحثات مع ممثلي طالبان في الدوحة والتي قال في ختامها إن التوصل إلى اتفاق بات وشيكاً.
ويتمحور الاتفاق المحتمل حول انسحاب للقوات الأميركية مقابل العديد من الضمانات الأمنية من حركة طالبان، وإجراء محادثات سلام أوسع نطاقا بين المتمردين والحكومة الأفغانية، ووقف محتمل لإطلاق النار.
ومع ذلك، حتى لو غادر قسم كبير من 13 الف جندي اميركي أفغانستان بعد التوصل إلى اتفاق، قال الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي إن واشنطن ستحتفظ بوجود دائم عبر إبقاء 8600 جندي في البداية، حتى بعد الاتفاق مع طالبان.
وتعد مناقشات خليل زاد مع غني أساسية بعد أن تم تهميش الحكومة الأفغانية إلى حد كبير في المحادثات رغم أن أي اتفاق في نهاية المطاف سيتطلب من طالبان التحاور مع الرئيس الأفغاني.
وقال صديق صادق المتحدث باسم غني للصحافيين "جهود الولايات المتحدة والشركاء الآخرين ستحقق نتائج عندما تدخل طالبان في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية".
وأضاف "نأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى إنهاء النزاع".
وعندما طلب منه وصف الاتفاق، اكتفى بالقول "الأهم هو أن تتوقف أعمال العنف التي ترتكبها طالبان".
وقال عبد الله عبد الله الذي يعد بمثابة رئيس وزراء أفغانستان في بيان إنه قد هو أيضا تم إطلاعه على ما تم التوصل إليه وتأكيد السعي لتحقيق "سلام شامل ودائم في أفغانستان".
على أبواب اتفاق
شكل غني وفداً من 15 شخصا للقاء طالبان في محادثات الأطراف الأفغانية المقرر عقدها في النروج الأسابيع المقبلة.
والأحد، قال خليل زاد إن الولايات المتحدة وطالبان قريبان من اتفاق من شأنه أن يقلل من حدة العنف ويمهد الطريق لسلام "مستدام".
ولكن حتى مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية على ما يبدو، استمر العنف على قدم وساق في جميع أنحاء أفغانستان. فالسبت، حاولت طالبان السيطرة على قندوز في الشمال، والأحد، شنت عملية في مدينة بول-إي-خمري، عاصمة ولاية بغلان المجاورة.
وقال مسؤولون أفغان الاثنين إن بول-إي-خمري أخليت من مقاتلي طالبان والقتال ينحصر على مشارفها.
وتمكنت القوات الأفغانية، بإسناد جوي محلي وأميركي، من منع قندوز من السقوط والتصدي لطالبان التي استولت على المدينة لفترة وجيزة في عام 2015.
وبعد أن قال مسؤولون أفغان الاثنين إن الوضع في المدينة عاد إلى طبيعته فجر انتحاري نفسه بالقرب من قاعدة لقوات الأمن في ضواحي قندوز بعد الظهر ما أسفر عن مقتل ستة جنود وجرح 15 آخرين. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي الوقت نفسه، قالت قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان إن مشكلة فنية تسببت في سقوط طائرة بدون طيار تابعة للتحالف في ولاية غور.
وكان مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي قال في وقت سابق إنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول مطلع سبتمبر، قبل الانتخابات الأفغانية المقرر إجراؤها في 28 من الشهر.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان في الدوحة السبت إن الاتفاق "بات على وشك الانجاز" لكنه لم يحدد العقبات المتبقية.
ورغم إصرار غني المتكرر على أن الانتخابات ستمضي قدمًا، إلا أن كثيرين في أفغانستان يشككون في أنها ستجري كما هو مخطط له.

شارك