خيوط التعاون المشبوه تتكشف.. توثيق الدعم القطري التركي لإرهابي ليبيا

الأحد 08/سبتمبر/2019 - 12:37 م
طباعة خيوط التعاون المشبوه فاطمة عبدالغني
 
استمرارًا لكشف خيوط التعاون الوثيق بين تركيا وقطر في مجال تمويل الإرهاب ودعم الميليشيات المسلحة في ليبيا أعلن اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، عن تشكيل لجنة في وزارة الخارجية بالحكومة المؤقتة، بهدف متابعة ملف التدخلات الإرهابية لقطر وتركيا في الشأن الليبي وتقديمه لمقاضاتهم دولياً على الجرائم التي ارتكبت خلال الفترة الماضية ودعمهم للميليشيات المسلحة التي استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار وإفشال الجهود المبذولة لإعادة الطمأنينة للمواطن الليبي، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المسماري أمس السبت 8 سبتمبر، في نادي المراسلين الأجانب بأبوظبي، حول مستجدات المشهد الليبي.
وأكد المسماري أن قوات الجيش تمكنت من صد هجوم مدعوم بطائرات تركية مسيرة نفذته ميليشيات طرابلس في محيط العاصمة طرابلس، وأشار إلى مقتل 30مسلحا من الميليشيات وجرح أكثر من 40 آخرين خلال صد الهجوم، وفقاً لإحصاءات ليبية رسمية والذين وجدوا الدعم الجوي التركي خلال محاولة فاشلة ضمت إرهابيين تابعين للجماعات الإرهابية ومرتزقة قادمين من عدد من الدول الأفريقية.
وقال المسماري، في المؤتمر الصحافي إن "الجماعات الإرهابية بدأت اليوم بالإغارة على وحداتنا بطائرات تركية مسيرة، إضافة إلى المدفعية الأرضية، لكن تم التصدي للهجوم وتدمير القوات التي اقتربت من قواتنا".
وكان المسماري قد أوضح  في وقت سابق أن "المتغير في معركة طرابلس هو دخول الأتراك بشكل مباشر، ولذلك قمنا بقصفهم بشكل مباشر"، مشيرا إلى إسقاط الطائرة التركية العاشرة، الأربعاء، وقال إن هناك "معركة مفتوحة بين الجيش الوطني الليبي والأتراك" في العاصمة الليبية.
وتحدث موجها كلامه إلى الأتراك: "ماذا بعد انحسار المعركة في طرابلس وانتهائها لصالح القوات المسلحة؟ ما مصالح الشعب التركي؟" في التدخل في ليبيا.
وأشاد المسماري خلال المؤتمر الصحفي بدور كل من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وهي الدول التي تصدت للأعمال القطرية الخبيثة في المنطقة، مطالباً بدور للمجتمع الدولي لإدانة التدخلات التركية والقطرية وإيقافها عن ليبيا، حيث ستسهم الخطوة في إنهاء الحرب قبل أوانها وإعادة الاستقرار والسلام للمنطقة خلال فترة زمنية وجيزة.
وفي سياق كشف النقاب عن تمدد التنظيمات الإرهابية في ليبيا تحت غطاء سياسي من حكومة الوفاق في ظل دعم عسكري ولوجستي من نظامي الحكم في قطر وتركيا، عرضت قناة قطر مباشر تقريرًا بعنوان: تحركات دولية لمكافحة إرهاب تميم وأردوغان في ليبيا قالت فيه: " أن هذا التمدد بات خطرًا يثير العالم أجمع ويدفع لضرورة التحرك السريع".
وأضاف التقرير "الساحة الدولية والإقليمية تشهد تحركات على مستوى رفيع لبحث تسوية سياسية شاملة في أسرع وقت، لاسيما بعد إقرار الأمم المتحدة في تقرير لها صدر في وقت سابق، قال فيه الأمين العام انطونيو غوتيريش إن ليبيا شهدت في الفترة الأخيرة نشاطًا كبيرًا للتنظيمات الإرهابية، وأوضح التقرير الأممي زيادة عدد العمليات الإرهابية، فضلاً عن رصد أكثر من 700 عنصر إرهابي انضموا إلى داعش في الفترة الأخيرة داخل ليبيا، بينهم مرتزقة أجانب تم جلبهم من الأراضي الروسية بتنسيق مالي ولوجستي ما بين تميم وأردوغان الذي لا تتوقف طائراته عن التحليق إلى مطار معتيقة بطرابلس".
ونبه التقرير إلى أن "مجلس الأمن بدوره أشار في جلسة له إلى أن ليبيا تحولت إلى ساحة لتجربة الأسلحة الجديدة والقديمة في إشارة إلى الأسلحة التركية الممولة من المافيا القطرية"، وأوضح التقرير أن "الدول السبع الكبرى أكدت في قمتها الأخيرة بفرنسا أن دعمها للهدنة ومجهودات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإقامة مؤتمر "ليبي ليبي" يتم الإعداد له خلال الأسابيع المقبلة في إحدى الدول الغربية بعيدًا عن مخططات تميم وأردوغان".
وعلى صعيد متصل، وثقت مذكرة حقوقية في مدينة لاهاي بهولندا جانبا من انتهاكات قطر في ليبيا بدعمها المستمر للمليشيات الإرهابية بالأسلحة والمال ونقلهما عبر السفن والطائرات، وحسب المذكرة فإن قطر مستمرة في انتهاك القرار منفردة، إضافة إلى تعاونها الثنائي القطري-التركي، ونقل أموال وأسلحة عبر السفن والطائرات، وتسليمها إلى المليشيات الإرهابية التي تقوّض القانون والأمن في البلاد.
على الجانب نفسه، تقدم الحقوقي الليبي سراج سالم التاورغي، بشكوى إلى المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان ضد ما يصفه بـ"مثلث الشر" في ليبيا، في إشارة إلى حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وقطر وتركيا، تتهم الثلاثي بدعم المليشيات الإرهابية، واتهم الحقوقي "مثلث الشر" بارتكاب جرائم إرهابية ضد الشعب الليبي، بما يمهد لوضع ملف انتهاكاته على مائدة الاتحاد الأفريقي.

شارك