هجمات طالبان الأخيرة وإلغاء عملية السلام مع الأمريكان

الأحد 08/سبتمبر/2019 - 12:56 م
طباعة هجمات طالبان الأخيرة حسام الحداد
 
قال مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غنى اليوم الأحد 8 سبتمبر 2019،  إن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا عندما توقف حركة طالبان العنف وتجرى محادثات مباشرة مع الحكومة.
جاءت التصريحات تعليقا على إلغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات سلام مع "كبار زعماء" طالبان في مجمع رئاسي في كامب ديفيد في ماريلاند. وقال مكتب غني "السلام الحقيقي سيتحقق عندما توافق طالبان على وقف إطلاق النار".
وقد ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت 7 سبتمبر 2019،  لقاء سريا كان مقررا الأحد مع حركة طالبان ومع الرئيس الأفغاني أشرف غني وفق ما أعلن في تغريدة على تويتر مشيرا إلى وقف المفاوضات على خلفية هجوم دموي وقع الخميس في كابول وتبنته الحركة، ما شكل مفاجأة خاصة وأن المحادثات كانت على وشك التوصل إلى اتفاق. من جانبها وعقب تصريح ترامب أشادت كابول بجهود واشنطن للسلام.
وفي رد فعلها على إعلان ترامب، أشادت الحكومة الأفغانية بـ"جهود" واشنطن مذكرة بموقفها المنتقد للمفاوضات التي أجراها الجانب الأمريكي مع طالبان وسط تجاهل لكابول.
وكشف ترامب أنه كان من المفترض أن يلتقي "قادة طالبان الرئيسيين وبشكل منفصل رئيس أفغانستان (أشرف غني) بشكل سري الأحد في كامب ديفيد".
وكان هذا اللقاء غير المسبوق سيعقد قبل أيام من الذكرى الثامنة عشرة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي أدت إلى الغزو الأمريكي لأفغانستان بهدف إسقاط نظام طالبان لاتهام الحركة بإيواء تنظيم القاعدة. ويعد مجرد طرح إمكانية عقد مثل هذا اللقاء وجها لوجه تأكيدا لـ"دبلوماسية القمة" التي ينتهجها ترامب.
وفي رد فعل كابول على إعلان ترامب، أفاد بيان صدر عن مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني أن "الحكومة الأفغانية، في ما يتعلق بالسلام، تقدر جهود حلفائها الصادقة وهي ملتزمة بالعمل مع الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء لتحقيق سلام دائم". مضيفا أنه "لطالما شددنا على أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا إذا توقفت طالبان عن قتل الأفغان ووافقت على وقف إطلاق النار وعقد محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية".
وكان الاعتداء الذي وقع الخميس ثاني عملية خلال أيام في العاصمة الأفغانية تتبناها الحركة المتشددة برغم من "الاتفاق المبدئي" الذي أعلن المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد التوصل إليه معهم خلال مفاوضات الدوحة. وعرض خليل زاد هذا الاتفاق في مطلع الأسبوع على الرئيس غني في كابول.
وكتب الرئيس الأمريكي على تويتر "كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة هذا المساء" لكن "ألغيت الاجتماع على الفور". وأوضح مبررا قراره "وضع حد لمفاوضات السلام" بأن طالبان "اعترفوا للأسف باعتداء في كابول أسفر عن مقتل أحد جنودنا العظماء و11 شخصا آخر، سعيا منهم لتكثيف الضغط".
وقال ترامب في تغريدة "أي نوع من الناس يقتلون هذا العدد من الاشخاص من أجل تعزيز موقعهم التفاوضي؟ لم يحققوا ذلك، بل جعلوا الأمور أسوأ".
وختم "إن لم يكن باستطاعتهم قبول وقف إطلاق نار خلال مفاوضات السلام هذه البالغة الأهمية، وهم في المقابل قادرون على قتل 12 شخصا بريئا، فهم على الأرجح لا يملكون الوسائل للتفاوض على اتفاق مجد" متسائلا "على مدى كم من العقود يريدون الاستمرار في القتال؟"
وردت مديرة قسم آسيا في "مجموعة الأزمات الدولية" لوريل ميلر "لفترة أطول من الولايات المتحدة". وقالت ميلر المسؤولة سابقا عن شؤون أفغانستان وباكستان في وزارة الخارجية الأمريكية بين 2013 و2017، إن خطة عقد لقاء قادة طالبان سرا "هي مفاجأة كبرى" قائلة لوكالة الأنباء الفرنسية "لماذا يتم إلغاؤه بسبب هجوم دام الخميس في كابول في حين ضاعف طالبان الاعتداءات مؤخرا؟ هذا غير واضح".
واعتبر مايكل كوغلمان من مركز ويلسون للدراسات أن المشكلة تكمن في أن "الحكومة الأمريكية كانت على استعداد للتفاوض من موقع ضعف" وتساءل على تويتر "ترامب يريد مغادرة أفغانستان. فهل ينسحب حتى بدون اتفاق؟" متوقعا استئناف المفاوضات.
وكانت المحادثات على وشك التوصل إلى اتفاق يسمح ببدء سحب القوات الأمريكية البالغ عديدها 13 إلى 14 ألف عسكري تدريجيا من أفغانستان، لقاء تبرؤ طالبان من تنظيم القاعدة وتعهدهم بمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وعدم تحويل أفغانستان إلى ملاذ آمن للجهاديين، إضافة إلى دخولهم في مفاوضات سلام مباشرة مع سلطات كابول، وهو ما كانت الحركة الإسلامية المتشددة ترفضه حتى الآن.
فيما قال الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأمريكية يوم السبت إن زيادة هجمات حركة طالبان في أفغانستان ”لن تفيد“ خاصة في ظل جهود السلام التي تُبذل الآن.
وخلال زيارته لباكستان المجاورة حيث يتمركز كثير من مقاتلي الحركة، رفض الجنرال ماكينزي التعليق على المفاوضات ذاتها.
لكن تصريحات الرجل الذي يشرف على القوات الأمريكية بالمنطقة تعد أحدث مؤشر على مدى تأثير موجة العنف على مسودة اتفاق السلام التي توصلت إليها الولايات المتحدة ومفاوضو طالبان هذا الأسبوع والتي قد تؤدي إلى خفض عدد القوات الأمريكية في أطول حروب الولايات المتحدة.
وقال ماكينزي للصحفيين الذين يرافقونه في رحلته ”تصعيد طالبان للعنف لن يفيد خصيصا في هذه المرحلة من تاريخ أفغانستان“.

شارك