«بعد داعش».. رؤية متفائلة بانتهاء ذروة التنظيمات الإرهابية

السبت 21/سبتمبر/2019 - 01:58 م
طباعة «بعد داعش».. رؤية شيماء حفظي
 
يستعرض كتاب «بعد داعش» قصة صعود التنظيم الإرهابي، وتفاصيل سنوات تمكن خلالها من تجنيد مقاتلين برسالة مغلوطة عن الإسلام.



ويناقش المؤلف سيث فرانتزمان، في كتابه، كيف صعد داعش ببطء من مناطق شاسعة من العراق وسوريا كانت قد غزتها في الأصل، كما يقدم تعليقًا مستنيرًا حول تأثيرها.



وكانت السنوات من 2013 إلى 2019 فترة مهمة في التاريخ الحديث، حيث يشرح من خلالها معايشته في مناطق الحرب وحقول القتل، ما يعني أن روايته مليئة بالتجارب الشخصية حول كيفية تأثير نمط الأحداث المتغير على الأشخاص المحاصرين في تلك المناطق، والتنظيم أيضًا.



وأشار المؤلف أيضًا في كتابه إلى إخفاقات الغرب المختلفة خلال عمليات مكافحة التنظيم الذي أسسه الإرهابي أبوبكر البغدادي.



في الكتاب، الذي يوصف بأنه «رواية» يُحرك «فرانتزمان» بشكل كبير مشاهدته الشخصية لما أسماه الإبادة الجماعية المروعة التي ارتكبها داعش على الشعب الأيزيدي في سنجار وما حولها في عام 2014.



ويقول المؤلف: إن «مواجهة الإبادة الجماعية أمر لا يمكن تصوره»، لافتًا إلى أنه زار قبرًا جماعيًا ووجد عظامًا تخرج من الأرض جمجمة بها ثقب رصاصة، وشعر النساء ملطخ ومُلتف بين الصخور والملابس وعصابات العينين ملقاة على الأرض.



ويضيف: «لا يوجد محققون دوليون هنا.. لا توجد منظمات غير حكومية تعمل هنا لحماية الرفات البشرية».



ويصف الكاتب، أنه خلال السنوات الأولى، كان العالم صامتًا وكان يمكن إنقاذ هذه الأرواح، متسائلًا: «كيف يمكن للقوى الغربية بكل ما لديها من تكنولوجيات، ومن دون طيار وبرلمان الاتحاد الأوروبي ومجالس حقوق الإنسان والمحاكم الجنائية الدولية ، ألا تفعل شيئًا؟».

 

ويناقش «فرانتزمان» قضية تأثير تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط على أوروبا، ونجاح مقاتلي البشمركة الأكراد ضد داعش، كما سلط الكاتب الضوء على التحالفات المؤقتة في ميدان المعركة التي تم تشكيلها وتفككها عندما سحق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة داعش ببطء، وكذلك مع تغييرات أكثر عمقًا في التفكير السياسي في المنطقة.



وعند النظر فيما إذا كانت حقبة ما بعد داعش ستحمل أسوأ أيام إرهاب القاعدة في عهد أسامة بن لادن، يرى الكاتب الأمل في صعود جيل أصغر من قادة الشرق الأوسط الذي جاء في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، في عصر الهيمنة الأمريكية، وتولى زمام الأمور من القادة الذين كانوا يديرون المنطقة منذ الحقبة الاستعمارية، مضيفًا: «مع خروج صدام حسين ومبارك والقذافي وصالح من الطريق، قد يكون هناك طريقًا جديدًا للمضي قدمًا».



ويكمن أساس تفاؤل «فرانتزمان» في اعتقاده بأن قصة داعش بأكملها كانت ظاهرة فريدة - لمرة واحدة، موضحًا: «يبدو أن قوة داعش فريدة من نوعها وأن مجموعة مثل هذه لن تظهر مرة أخرى، وكان هذا ذروة التطرف والجماعات الجهادية».

شارك