«سيد الفرجاني».. عرّاب تجنيد الشباب التونسي للقتال ضمن الجماعات الإرهابية

الخميس 10/أكتوبر/2019 - 01:32 م
طباعة «سيد الفرجاني».. دعاء إمام
 
مع اقتراب إعلان النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية في تونس، والتى تظهر مؤشراتها الأولية تقدم حركة النهضة، امتداد جماعة الإخوان، يبرز اسم سيد الفرجاني، القيادي في الـحركة، الذي انتُخِبَ نائبًا بالبرلمان بعد حصول القائمة التي ترأسها عن دائرة القيروان على أكثر من 20 ألف صوت، كأحد الأسماء التي لاحقتها تهمة تسفير الشباب التونسي إلى مناطق الصراع في كلٍّ من سوريا وليبيا.

ونقلت جريدة «تانيت برس» التونسية عن مصادر _لم تسمها_، أن «رجل المهمات السرية»، سيد الفرجاني، متورط في عمليات تجنيد الشباب التونسي للقتال ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا، مشددة على أنه حين كان مستشارًا لوزير العدل فى حكومة الترويكا السابقة، قام بالتفاوض مع بعض العناصر المعتقلة في قضية الهجوم على السفارة الأمريكية في تونس،  وأقنعهم بالإفراج عنهم مقابل مغادرة البلاد نحو سوريا للقتال هناك.

ووفق الجريدة التونسية، استطاع «الفرجاني» تأمين سفر العشرات من هؤلاء المعتقلين الى سوريا عبر ليبيا وتركيا مباشرة، وكانت مدينة جرجيس على الساحل الشرقي في الجنوب التونسي مسرحا للقاءات بين رجل المهمات السرية داخل الحركة، وبين عبد الحكيم بالحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة من أجل ترتيب عمليات التجنيد والتمويل والتدريب، والتي كان يحضرها بين الحين والآخر بعض الضباط القطريين.

وكشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين، شكري بلعيد ومحمد البراهيمي، عن علاقة بين الجهاز الخاص لحركة النهضة وبين الجهاز الخاص للجماعة الأم في مصر، بما يُظهر امتدادًا تاريخيًّا لهذا التعاون.

سابقاً، كان الجهاز الخاص لحركة الاتجاه الإسلامي التي خرجت منها «النهضة»، على تواصل كبير مع نظيره المصري، فكان محمد شمام المشرف على الجهاز الخاص، يكلف ذراعه الأيمن «الفرجاني» الملقب حركيا بـ«الأمين»، بالإشراف على شبكة التهريب التابعة للجهاز، إذ كان يسافر إلى باريس وفرانكفورت للتزود بالمال في شكل نقدي وفي أشكال عينية لتمويل الحركة بالتنسيق مع ممثل الحركة في باريس الحبيب المكني وذلك بالتعاون مع «كامل غضبان» الفلسطيني الأصل وعضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان.

وتطورت عمليات التهريب التي قادها «الفرجاني» حتى وصلت إلى السلاح،  ففي يناير 1986 توجه إلى باريس بأمر من «شمام» لتوريد 5000 قنبلة غاز للحركة، دفع ثمنها ممثل الحركة في باريس، لكن أمر العملية افتضح لاحقاً بمداهمة منزل رجل الأمن يوسف الهمامي أحد أعضاء الجهاز.

وبحسب دراسة أجراها الباحث التونسي، أحمد نظيف، حول جماعات العنف الديني في تونس من 1981 – 2011، كان «الفرجاني» أحد القائمين على شبكة التهريب التابعة للجهاز المالي لحركة الاتجاه الإسلامي في الثمانينات، إذ  سافر إلى لندن في 20 أكتوبر1987 موفدًا من الجناح الخاص للقاء منظر الحركة، صالح كركر؛ للحصول على الفتوى الشرعية  للانقلاب على الرئيس التونسي الأسبق، الحبيب بورقيبة.

شارك