العدوان التركي علي سوريا يعيد شبح الداعشيات للواجهة

الجمعة 18/أكتوبر/2019 - 01:43 م
طباعة العدوان التركي علي أميرة الشريف
 
يبدو أن العدوان التركي علي سوريا ما هو إلا مخطط تركي خبيث غرضة بث روح الإرهاب وعودة التنظيمات الإرهابية مجددا، والتي قد تخرج الدواعش من جحورهم مرة أخري، حيث ساعدت الهجمات التركية علي تحرك الداعشيات من المخيمات السورية، وعودتهم للواجهة من جديد، وعلى الرغم من الإعلان عن اتفاق بين أنقرة وواشنطن الخميس، بشأن تعليق إطلاق النار لمدة 5 أيام شمال سوريا، إلا أن مسألة الدواعش لا تزال خطر يهدد العديد من الدول الغربية.
وأعلن تنظيم داعش الخميس 17 أكتوبر مهاجمة مقر احتجاز تابع للمسلحين الأكراد غربي الرقة بشمال سورية، وقتل ستة من العناصر الكردية.
وذكرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم أن "مقاتلي الدولة الإسلامية (داعش) حرروا عددا من المختطفات لدى عناصر حزب العمال الكردستاني... بعد مداهمة مقر في قرية المحمودلي التابعة لناحية الجرنية" غربي الرقة.
ووفق تقارير إعلامية، تشكل المخيمات التي يعيش فيها الآلاف من زوجات مقاتلي التنظيم المتطرّف، مصدر قلق وتهدي لقوات سوريا الديمقراطية وللبلدان الغربية، وفي مقدمتها فرنسا التي زار وزير خارجيتها الخميس العراق من أجل بحث ملف الدواعش المعتقلين.
وعلى رغم أن "الإدارة الذاتية" الكردية قد أجلت الآلاف من مخيم عين عيسى الواقع في ريف الرقة الشمالي، إلا أن "داعشيات" تمكنّ من الفرار منه بعد أيامٍ من الهجوم التركي على المنطقة.
ووفق صحافيين من المنطقة فإن "المئات من الداعشيات تمكّن من الهروب من المخيم بتغطية من سلاح الجو التركي".
وقالت إحدي الصحفيات إن "عملية فرار الداعشيات مع أطفالهن تزامنت مع تسلسل جماعاتٍ موالية لأنقرة من مدينة تل أبيض إلى أطراف بلدة عين عيسى"، وتتقاطع رواية الصحافية مع مسؤولين أمنيين في "قوى الأمن الداخلي" المعروفة بالكردية بـ "الآسايش"، وفق العربية نت.
وقال مسؤول في الأمن الداخلي، "ليس لدينا إحصائيات دقيقة بعدد الداعشيات اللواتي هربن من مخيم عيسى، لكن بعضهن توجّهن إلى تل أبيض بعد تسلل مسلحين موالين لأنقرة إلى المنطقة"، وأضاف أن "أعداد الهاربات قد يصل إلى نحو ألف مع أطفالهن".

لكن موظفاً إدارياً في مخيم عيسى قال إن "عدد الهاربات مع أطفالهن تحديداً هو 895 شخصاً". وأضاف الموظف لـ"العربية.نت" أن "أولئك ينحدرن من 50 جنسية أجنبية أوروبية وعربية".
كما أوضح أنهن "ينقسمن إلى ثلاث مجموعات"، موضحاً أن "المجموعة الأولى مضت باتجاه الحدود التركية، والثانية لا نعرف إلى أين توجهت، والثالثة هي التي تمكنت قوى الأمن الداخلي من إلقاء القبض على بعض أفرادهن".
وحذّر الموظف من أن "هروب الداعشيات يهدد أمن المنطقة واستقرارها خاصة مع وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش".
وبحسب الموظف الإداري، فإن مخيم عين عيسى "بات فارغاً" بعد إجلاء الداعشيات اللواتي لم يتمكن من الهروب، إلى مخيماتٍ أخرى في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية".
وجرّاء الهجوم التركي، علّقت غالبية المنظمات الإنسانية الدولية عملها في ثلاث مخيماتٍ يعيش فيها داعشيات مع أطفالهن إلى جانب نازحين سوريين وعراقيين. وهذه المخيمات بقي منها اثنان وهما مخيم الهول الواقع بريف الحسكة ومخيم آخر يقع بريف المالكية على المثلث الحدودي السوري العراقي التركي.
وقالت كلستان أوسو وهي موظفة في "مكتب الرئاسة المشتركة لشؤون النازحين" في "الإدارة الذاتية" إن "هناك 10500 داعشية مع أطفالها في مخيم الهول، بينما هناك 1500 مع أطفالهن في مخيم آخر بريف المالكية في محافظة الحسكة"، قائلة: "البعض منهن حاولن الهرب أكثر من مرة منذ بدء الهجوم التركي، لكن تمت السيطرة على هذا الوضع". وتابعت أن "كل المنظمات الدولية أوقفت أنشطتها في هذه المخيمات، وهناك فقط بعض الجمعيات المحلية التي لازالت تعمل".
وأعلنت باريس الأسبوع الماضي عن فرار 9 داعشياتٍ فرنسيات من مخيم يخضع لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن 9 فرنسيات من المنتميات لتنظيم "داعش" الإرهابي قد فرت من من مخيم خاضع لسيطرة الأكراد في شمال غرب سوريا.
إدوار فيليب رئيس الوزراء الفرنسي قال، إن القرارات التي اتخذتها تركيا والولايات المتحدة في سوريا ستكون لها عواقب وخيمة على المنطقة، وستؤدي لا محالة إلى عودة تنظيم داعش في سوريا والعراق. 
وحذر المجتمع الدولي، أنقرة من أن هجومها العسكري على المقاتلين الأكراد شرق الفرات منذ 9 أكتوبر الجاري، سيمهد لعودة تنظيم "داعش" مرة أخرى خاصة مع وجود آلاف الجهاديات في هذه المخيمات إلى جانب أزواجهن المعتقلين في سجون "الإدارة الذاتية".

شارك