مخاوف دولية من النوايا التركية تجاه اللاجئين السوريين

الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 01:32 م
طباعة مخاوف دولية من النوايا شيماء حفظي
 
تعتزم تركيا إنشاء منطقة آمنة للاجئين السوريين المقيمين في تركيا وفي دول أخرى، في محاولة لما تقول أنقرة إنه إعادة للسوريين الذين هربوا من جحيم الحرب في بلادهم، خاصة أن اللاجئين في أنقرة يتعرضون لضغوط كبيرة ومضايقات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتريش، في لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بإسطنبول، الجمعة الأول من نوفمبر إن توقعات الأمم المتحدة، أن تلك العملية يجب أن تكون طواعية وبشكل آمن وفي كرامة.

وقال "أردوغان" إنه ينوي توطين مليوني لاجئ سوري مقيمين حاليًا في تركيا، والذين يصل عددهم الإجمالى إلى نحو 3.6 مليون شخص في المناطق المسيطر عليها في شمال سوريا، في  منطقة طولها 120 كيلومترا ونحو 30 كيلومترا عرضًا، وأن العودة ستحصل على أساس "طوعي".

والنموذج المعتمد لعمليات العودة المرتقبة، ما تم بعد نهاية العملية العسكرية "درع الفرات" ففي تلك الفترة عاد حسب معطيات وزارة الداخلية التركية نحو 330 ألف لاجئ سوري إلى "عفرين" حيث تحركت تركيا ضد الميليشيات الكردية.
وعلى الرغم من نفي تركيا، تشكك منظمة العفو الدولية في أن اللاجئين سيعودون طواعية، وأنهم سيجبرون تحت تهديد الشرطة التركية باستخدام العنف الجسدي على توقيع طلبات العودة إلى سوريا لكنهم لن يرغبوا في العودة طواعية.

وبعدما وصل اللاجئون السوريون الأوائل في عام 2012 إلى تركيا، تراجع قبولهم أولًا شيئًا فشيئًا، إذ يريد "أردوغان" إعادة كسب ود الناخبين بمحاولة تقليص عدد اللاجئين المقيمين في تركيا.

وهدد الاتحاد الأوروبي بالنظر إلى الاتفاقية المبرمة في 2016 حول التوطين الجديد للاجئين وأعلن أنه سيفتح الأبواب أمام اللاجئين نحو أوروبا، ما أدى إلى إثارة القلق في دول الاتحاد من حصول موجة لجوء جديدة.

وبموجب الاتفاقية، وعدت بروكسل أنقرة بستة مليارات يورو (6.6 مليار دولار)، ورغم أن «أردوغان» قال إن انقرة لم تحصل سوى على ثلاثة مليارات يورو حتى الآن، أكدت ناتاشا بيرتو المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي قدم 5.6 مليار يورو لتركيا بموجب الاتفاق، وأن «الرصيد المتبقي المقرر سيرسل قريبًا.

وشككت دراسة ألمانية في عدد اللاجئين في تركيا، وقالت إنه ليس 3.6 مليون لاجئ، كما تقول الحكومة التركية، مشيرة إلى أن العدد نحو 2.7 مليون لاجئ.



وربما تمثل هذه الاتفاقية وسيلة ضغط ضد أردوغان؛ إذ يقول برلماني حزب الخضر الألمانى ورئيسه السابق جيم أوزدمير: إنه على أوروبا اتخاذ المزيد من الإجراءات من أجل مواجهة تهديدات أردوغان، مطالبًا الحكومة الألمانية بالضغط على تركيا اقتصاديًّا.

وعلى الرغم من رفضه مقترح إنشاء منطقة آمنة دولية للاجئين في شمال سوريا، قال روديريش كيزه فيتر، خبير الشؤون الخارجية في الحزب، إنه يجب إرسال طواقم طبية وعمال إغاثة وخبراء إعادة الإعمار إلى المنطقة.

وحذر رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان" فى تصريح له، فى 17 أكتوبر، من أن تركيا «إما ستقوم بإرجاع اللاجئين إلى سوريا، أو إطلاقهم باتجاه أوروبا»، مهددًا في الوقت نفسه باستخدام القوة لمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول بلاده في حال نفذت تركيا تهديداتها.

وبحسب القناة الألمانية الأولى فإن التوصل إلى آلية لتوزيع اللاجئين سيزيد من فعالية نظام اللجوء الأوروبي، كما سيجعل الدول الأوروبية قادرة على استقبال المزيد من اللاجئين دون أن تفقد السيطرة كما حصل في عام 2015. 

شارك