لملء فراغ «داعش».. شبح القاعدة يعود للعراق تحت اسم «أنصار الإسلام»

الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 03:07 م
طباعة لملء فراغ «داعش».. أحمد سلطان
 
بعد نحو 5 سنوات من الاختفاء من على الساحة العراقية، عادت ماتسمى جماعة أنصار الإسلام  «المحسوبة على تنظيم القاعدة» للعمل داخل العراق من جديد، إذ أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تنفيذ هجوم استهدف قوات الحشد الشعبي في منطقة جلولاء بمحافظة ديالى العراقية، وبثت اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي، عبر تطبيق "تليجرام" بيانًا (هو الأول للقاعدة  منذ اختفاء التنظيم، عقب سيطرة تنظيم داعش على المحافظات السنية في عام 2014) تبنت فيه تفجير عبوة ناسفة ضد عناصر الحشد، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخر.

تأسست جماعة أنصار الإسلام في 10 ديسمبر 2001 عبر اندماج 3 مجموعات إرهابية هي: «جند الإسلام، وحماس الكردية، وحركة التوحيد»، وكان من أبرز قادتها أبوعبد الله الشافعي والملا كريكار (نجم الدين فرج).

وتركز وجود الجماعة منذ تأسيسها على مناطق كردستان العراق، وكانت الجماعة تتواصل بشكل أساسي مع تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، وتعتبر نفسها فرعًا تابعًا له.

وخلال الغزو الأمريكي للعراق، قصفت الطائرات الأمريكية مقرات ومعسكرات أنصار الإسلام في كردستان، وقُتل عدد من قادة الجماعة وأفرادها خلال العمليات العسكرية الأمريكية، بينما فر زعيمها أبوعبد الله الشافعي إلى داخل العراق وتحديدًا إلى بغداد، وعمل على إعادة إحياء الجماعة وتأسيسها من جديد.

وتزامن التأسيس الثاني لجماعة أنصار الإسلام، مع تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بقيادة الأردني أحمد الخلايلة (أبومصعب الزرقاوي)، والتي بايعت القاعدة في عام 2004 وسمت نفسها بـ«تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين».

وفي عام 2006، أعلن تنظيم القاعدة وعدد من الفصائل المسلحة المتحالفة معه والمندرجة ضمن ما عُرف «مجلس شورى المجاهدين»، تأسيس تنظيم دولة العراق الإسلامية في داخل عدة مناطق سنية.

وكشفت وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA -ضمن وثائق آبوت آباد التي عُثر عليها في مقر إقامة زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن- أن أباحمزة المهاجر، وزير الحرب في تنظيم دولة العراق الإسلامية، أرسل لأبي عبد الله الشافعي خطابات لبحث مسألة الصلح بينهما بعد الاقتتال الذي حدث وأسفر عن سقوط قتلى من الفريقين.

وفي إحدى رسائله عرض «المهاجر» على «الشافعي» أن تندمج جماعة أنصار الإسلام داخل تنظيم إرهابي آخر مقابل أن يتولى قادة الجماعة منصبي وزيري الحرب والقضاء ويتحكما في مفاصل التنظيم، لكن «أنصار الإسلام» رفضت الاندماج مع التنظيم.

ومع اندلاع الأحداث السورية، ودخول الجماعات الإرهابية على خط المواجهة، أعلنت أنصار الإسلام تأسيس فرع لها في سوريا، ومشاركتها في القتال في جبهة الساحل.

وفي عام 2014، تمكن «داعش»، من السيطرة على عدة مدن عراقية منها مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.وبعد سيطرته على الأرض، رفض «قادة داعش» أن تبقى جماعة أنصار الإسلام على الأرض بدون أن تبايع زعيم داعش السابق «أبوبكر البغدادي»، وخيرهم بين الانضمام له أو تسليم السلاح وعدم الانخراط في أي قتال.

ووافق عدد من أعضاء وقادة جماعة أنصار الإسلام على بيعة «البغدادي»، وظهروا في إصدار مرئي لما عُرف بالمكتب الإعلامي لولاية صلاح الدين وهم يدونون أسماءهم في ما تسمى «دفاتر التائبين» التي خصصها «داعش» لهم، قبل أن يؤدوا البيعة لـ«خليفة داعش»، وينضموا للتنظيم.

وأثارت «بيعة البغدادي» خلافًا كبيرًا داخل «أنصار الإسلام»، إذ رفض الفرع السوري بيعة «أفراد الفرع العراقي»، وتعهد الأول بالتمسك بالولاء للقاعدة.

وشارك «الفرع السوري لأنصار الإسلام» في عمليات عسكرية ضد الجيش الوطني السوري، وانضم في 2018 إلى غرفة عمليات «وحرض المؤمنين» التي أسستها عدة فصائل مسلحة مقربة من «تنظيم القاعدة».

فى السياق ذاته، قالت صحيفة لونج وور جورنال التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية والمعنية بشؤون الإرهاب الدولي إن الوقائع الجديدة في العراق تشير إلى عودة جماعة أنصار الإسلام للعمل داخل العراق، بعد توقف دام لسنوات.
وأشارت الصحيفة في تعليق لها على الهجوم الذي نفذته الجماعة في منطقة جلولاء بديالي إلى أنه من غير الواضح حتى الآن ما الآلية التي ستعتمد عليها الجماعة، ولا الطرق التي ستعمل وفقًا لها.

وأكدت الصحيفة الأمريكية المعنية بشؤون الإرهاب أن هزيمة تنظيم داعش، تفتح الباب أمام عودة جماعة أنصار الإسلام، وتعطيها مساحة واسعة للانتشار.

شارك