مُظاهرات العراق.. «أحذية الغضب» في وجه إيران

الخميس 07/نوفمبر/2019 - 07:57 م
طباعة مُظاهرات العراق.. شيماء حفظي
 
يواصل العراقيون تظاهراتهم المُطالبة بتحسين أوضاع البلاد الغارقة منذ سنوات طويلة في حالة متردية للأوضاع الاقتصادية والأمنية، وسوء الخدمات، وطالت نار الغضب هذه المرة التدخل الإيراني السافر في شؤون البلاد، إذ رفع المتظاهرون في بغداد أحذيتهم ضد لافتات تصور آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى لنظام الملالي.
الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي هزت العراق في الشهر الماضي، تغذيها المظالم الاقتصادية، التي كشفت حالة استياء صارخة من النفوذ الإيراني في البلاد، إذ استهدف المحتجون أيضًا الأحزاب السياسية الشيعية والميليشيات التي تربطها صلات وثيقة بطهران.
وتشكل الانتفاضة في العراق، والاحتجاجات المماثلة المناهضة للحكومة الجارية في لبنان تهديدًا لحلفاء إيران الرئيسيين، في وقت تتعرض فيه طهران لضغوط متزايدة من العقوبات الأمريكية.
ويقول المحلل السياسي العراقي واثق الهاشمي، في تصريحات لوكالة «أسوشيتيد برس»: إن التظاهرات في المناطق التابعة للشيعة أحرجت الزعماء الشيعة المقربين من إيران، مضيفًا أن إيران بعد هذه المظاهرات قد تفقد العراق.
فيما قالت ماريا فانتابيه، الخبيرة في شؤون العراق في مجموعة «كرايسز جروب» ومقرها بروكسل، فى تصريحات لوكالة «أسوشيتد برس»: «الناس تربطهم صلة مباشرة بين فشل وفساد المؤسسة السياسية الشيعية، وبين التدخل الإيراني في الشؤون العراقية». 
ويلقي العديد من المتظاهرين باللوم على إيران وحلفائها في أعمال عنف مميتة في مدينة البصرة الجنوبية العام الماضي، وخلال موجة من الاحتجاجات في أوائل أكتوبر 2019؛ حيث قتلت قوات الأمن العراقية ما يقرب من 150 شخصًا في أقل من أسبوع، إذ أطلق قناصة النار على متظاهرين في الرأس والصدر.
وبرزت إيران - التي خاضت حربًا مدمرة مع العراق في الثمانينيات - كوسيط قوة رئيسي بعد الغزو الأمريكي للعراق ودعمت الأحزاب الإسلامية الشيعية والميليشيات التي هيمنت على البلاد منذ ذلك الحين، كما أنها تدعم الميليشيات التي حشدت في عام 2014 لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، واكتسبت نفوذًا كبيرًا أثناء قتالها مع قوات الأمن والقوات الأمريكية لهزيمة المتطرفين. 
ومنذ ذلك الحين، نمت تلك الميليشيات المعروفة باسم «قوات الحشد الشعبي»، لتصبح فصيلًا سياسيًّا قويًّا يحتل المرتبة الثانية في البرلمان.
في غضون ذلك، سعت إيران إلى الحفاظ على تحالفاتها، فسافر قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إلى النجف العراقية مطلع الأسبوع للقاء رجال دين شيعة، وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين سياسيين شيعة تحدثوا لـ«أسوشيتد برس»، شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

شارك