«تبادل السجناء».. مقدمة المفاوضات بين «طالبان» والحكومة الأفغانية

الأربعاء 13/نوفمبر/2019 - 03:35 م
طباعة «تبادل السجناء».. نهلة عبدالمنعم
 
أعلن المكتب الإعلامي للرئيس الأفغاني، أشرف غني، الثلاثاء 12 نوفمبر 2019، أن حكومته ستفرج عن ثلاثة من الإرهابيين المحتجزين لديها من بينهم اثنان من قيادات حركة "طالبان"، وآخر من شبكة حقاني المتطرفة، مقابل إطلاق سراح مواطن أمريكي اختطفته "طالبان" في أغسطس 2016 من العاصمة كابول.

 

وأعربت الحكومة الأفغانية عن أملها في أن تكون هذه المبادلة بمثابة تمهيد فعال لبداية مفاوضات السلام بين الطرفين للاتفاق على بنود حقيقية تمنح البلاد الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.



وفي ذات الصدد، أعلنت «كابول» ترحيبها بدعوة الاتحاد الأوروبي لبدء محادثات السلام بين الحكومة وحركة طالبان عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، إذ نشر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الأفغانية "صديق صديقي" على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الحكومة ترحب بكلمات مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد، "فيديريكا موجيريني" بشأن مناقشات السلام الأفغانية والانتخابات، والتي قالتها في اجتماع رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 11 نوفمبر، إذ طالبت موجيريني جميع التيارات السياسية المعنية بتبني مساعٍ جدية لبدء محادثات سلام بناءة بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" بعد إعلان نتائج الانتخابات مباشرة.

 

وأشارت موجيريني في كلمة لها بالاتحاد الأوروبي إلى أن الانتخابات الرئاسية التي شهدتها أفغانستان مؤخرًا، تعد «الأفضل في تاريخ أفغانستان» وطالبت بأن تتم مناقشات رسمية بين طالبان والحكومة في أسرع وقت بعد ظهور النتائج لتحقيق السلام المستدام في المنطقة.

 

فيما أضافت المسؤولة الأوروبية أنها تعلم تمامًا أن اتفاق السلام بين الطرفين لن يكون كافيًا في حد ذاته، لأن جميع التيارات السياسية والمدنية يجب أن تكون حقوقها ممثلة بشكل كامل في أي اتفاق سلام محتمل لضمان تحقيق أكبر قدر من رغبات الجميع نحو أفغانستان هادئة.  



تؤشر التصريحات الأخيرة لمسؤولي أوروبا والحكومة الأفغانية على تزامن واضح فيما بينهم تجاه القرارات الأخيرة، والتي تأتي بعد عدة أيام من إعلان الحكومة الانتهاء من القائمة النهائية للشخصيات التي ستحضر الاجتماع المرتقب بين ممثلين عن الحكومة وحركة طالبان في العاصمة الصينية بكين، ما يدل على اتجاه دولي نحو إعادة المفاوضات مرة أخرى إلى الضوء بعدما أنهاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السابق.

 

وتعود المفاوضات حاليًا في شكل آخر مختلف ومعاكس تمامًا للصورة القديمة، ففي بادئ الأمر جلس كلٌ من "طالبان" و"واشنطن" على طاولة الحوار ورفضت الأولى وجود الحكومة الأفغانية كطرف رسمي في المفاوضات، لكن تعود المفاوضات مرة أخرى الآن بين الحركة المتطرفة والحكومة في اختلاف جوهري، يرمز متغيره الأول إلى أنه ربما تكون خطوة أولية لإنهاء الحرب بشكل فعلي كمقدمة لإعادة التفاوض بين طالبان وواشنطن بعد إنهاء البنود الداخلية الأساسية، وفي ذلك يرى علي بكر، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن باب التفاوض لم يغلق نهائيًا بين الطرفين لكنه مازال مفتوحًا للعودة، .

 

أما المتغير الآخر فيشير إلى تحول عقائدي في رؤية طالبان تجاه النقاش الرسمي مع الحكومة التي لطالما رفضتها بحجة كونها دمية في يد الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المنهجية الشرعية التي تعطي فضل الطاعة للولي المباشر فقط.

شارك