مُستغلة الحراك الشعبي.. تركيا تستهدف لبنان بإرسال الدواعش

الجمعة 15/نوفمبر/2019 - 01:15 م
طباعة مُستغلة الحراك الشعبي.. محمود محمدي
 
شرعت تركيا في ترحيل عناصر تنظيم داعش الإرهابي المحتجزين داخل أراضيها؛ إذ أعلنت أنقرة يوم الخميس 14 نوفمبر الحالي أنها ستبدأ بترحيل اثنين من الدواعش أحدهما ألماني والآخر أمريكي، مؤكدة أنها ستُرحّل 23 آخرين، جميعهم أوروبيون، في غضون الأيام المقبلة.
على الرغم المحاولات التركية لتسليم الداعشي الأمريكي إلى اليونان، فإن السلطات اليونانية رفضت السماح بدخول الرجل وأعيد إلى تركيا، وقالت الشرطة اليونانية: إن ضباطًا من الشرطة التركية قدموا إلى موقع حدودي عند بلدة كاستانيس اليونانية وطلبوا تسليم مواطن أمريكي ينحدر من أصول عربية كان برفقتهم لليونان عقب القبض عليه متجاوزًا فترة إقامته في تركيا.
بدورها، قالت وزارة الداخلية التركية في بيان لها 14 نوفمبر2019: إن الولايات المتحدة وافقت على استعادة الارهابي الذي طلب ترحيله إلى اليونان قبيل منع دخوله، مضيفة «بموجب ضمانات لترحيله إلى الولايات المتحدة وبعد الحصول على وثائق السفر بدأت الإجراءات الضرورية لإعادته إلى الولايات المتحدة».

استهداف لبنان
وتواجه أنقرة في الفترة الأخيرة موقفًا معقدًا بسبب تواجد المئات من العناصر الإرهابية على أراضيها، والعزوف الأوروبي عن استعادة هؤلاء المتشددين، لذا تسعى الحكومة التركية إلى التخلص من المتشددين بإرسالهم إلى البؤر الساخنة أو التي تشهد اضطرابات أمنية؛ حيث نقلت مخابرات أردوغان مجموعة من الدواعش إلى سوريا واستخدمتهم لإرهاب الأكراد وكذلك لسرقة النفط، وفقًا لروسيا اليوم.
وفي الوقت الذي يواجه فيه لبنان موجة احتجاجات شلّت مختلف مناحي الحياة، ظهرت تخوفات من احتمالية استغلال أنقرة لتلك الحالة غير المستقرة أمنيًّا لتسليل الدواعش إلى الداخل اللبناني.
ويواجه لبنان احتجاجات كبيرة وعمت أرجاءه أزمة سياسية واقتصادية يتسع نطاقها دون ظهور أي مؤشر على اتفاق زعمائه على حكومة جديدة تحل محل المنتهية ولايتها برئاسة سعد الحريري الذي استقال يوم 29 أكتوبر 2019، كما أغلقت البنوك أبوابها لمخاوف متعلقة بسلامة الموظفين، ومنعت السلطات المصرفية التحويلات لخارج البلاد وسط شح الدولار وضعف الليرة اللبنانية المربوطة بالعملة الأمريكية في السوق السوداء.
المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع، أوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد إرسال عناصر داعش إلى لبنان وليس إلى بلدانهم، مضيفًا: «سوف يحاول استغلال الفراغ الحكومي وحالة الفوضى للتسلل أمنيًّا إلى الساحة اللبنانية».
وأشار «السبع»، في تصريحه إلى أن داعش والتنظيمات الإرهابية لن يتمكنوا من التسلل إلى لبنان، إلا بتوفر بيئة حاضنة وعناصر محددة، تتمثل في العصيان المدني وقطع الطرقات وشلّ قدرة الجيش على التحرك.

شارك