أردوغان يتحدى أوروبا.. أنقرة تتجاهل العقوبات وتنقب عن الغاز في قبرص

السبت 16/نوفمبر/2019 - 01:56 م
طباعة أردوغان يتحدى أوروبا.. محمد عبد الغفار
 
لا يكل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من اتخاذ خطوات من شأنها الضغط على الدول الأوروبية، معتقدًا أن ذلك يُقربه من تحقيق حلمه، والانضمام للاتحاد الأوروبي.

وازدادت التهديدات التركية للقارة العجوز، فبعد أن حصل على مساعدات مالية مقابل التراجع عن تهديداته بفتح الحدود وإرسال آلاف اللاجئين السوريين إلى أوروبا، يسعى أردوغان إلى تحقيق أطماعه، والسطو على «الغاز» قبالة السواحل القبرصية.

واستمرارًا للانتهاكات المتتالية للقوانين الدولية -التي تُحرم الدخول إلى المياه الإقليمية للدول ذات السيادة-، أعلنت أنقرة بدء التنقيب عن الغاز قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقبرص، الجمعة 15 نوفمبر 2019، عن طريق إرسال سفينة «فاتح» المختصة بهذا الأمر.

بدوره، قال نائب الرئيس التركي «فؤاد أوقطاي»، في بيان رسمي: إن أنقرة تتواجد في هذه المنطقة للمرة الأولى، بعد أن أرسلت السفينة «ياوز» للساحل الغربي لقبرص، وتنضم بدورها إلى سفن «بربوس وأوروج ريس» المتواجدتان بالمنطقة.

وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي «فاتح دونماز»، قال -الخميس 3 أكتوبر 2019-، عبر تغريدة على حسابه بموقع التغريدات القصيرة تويتر: «بدأت سفينة ياوز رحلة تجاه بئر جوزال يورت- 1، بهدف إجراء التنقيب به.. لن نتوقف عن دعم موارد تركيا الطبيعية لخدمة شعبها».

وأعلن الاتحاد الأوروبي في 11 نوفمبر الحالي، عن نظام جديد لفرض عقوبات على تركيا، بعد أن استمرت في عمليات التنقيب غير الشرعي في الساحل الشرقي لمياه البحر المتوسط قبالة قبرص، مؤكدًا أنه سيفرض عقوبات على الأفراد والكيانات المساهمة في أنشطة التنقيب، خصوصًا عمليات التنقيب عن الهيدروكربونات.

ووفقًا لبيان الاتحاد الأوروبي، فإن العقوبات تتضمن حظر السفر، وتجميد الأصول، ومنعهم من الدخول إلى دول الاتحاد، كما أن الدول الأعضاء بإمكانهم تقديم أسماء الكيانات والأفراد المشاركين في عملية التنقيب التركي غير الشرعي، لدراستها وإدراجها في قائمة العقوبات الجديدة، بحسب «أسوشيتد برس».

على صعيد متصل، أوضح الدبلوماسي الأمريكي السابق «إيرك إلدمان»، في حواره لمجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية، أن الوضع في شرق البحر المتوسط أصبح خطيرًا؛ حيث تحاول أنقرة أن تمارس السطوة واستعراض قوتها على جيرانها في هذه المنطقة، خاصة قبرص، مستغلة في ذلك تراجع الدور الأمريكي لفترة من الوقت، ووجود خلافات مع حلفائها العسكريين في هذه المنطقة.

وتابع الدبلوماسي الأمريكي: أن أنقرة تحلم باحتلال حقول الغاز بهذه المنطقة؛ حيث ترى بهم مخلصًا من الأزمات الاقتصادية التي تمر بها؛ ما أدى إلى اشتعال المنطقة، خاصة مع عقد دول الجوار التركي صفقات سلاح كبيرة، بما ينذر بوقوع حروب في شرقي المتوسط.

شارك