خامنئي يتهم "الأعداء" بالتخريب.. سقوط عشرات القتلى والجرحى منذ بدء الاحتجاجات

الأحد 17/نوفمبر/2019 - 02:48 م
طباعة خامنئي يتهم الأعداء حسام الحداد
 
تجددت الاحتجاجات الشعبية الإيرانية في مدن عدة في شمال ووسط وجنوب إيران على خلفية قرار الحكومة رفع أسعار البنزين وفق ما ذكرت وكالة مهر الإيرانية الرسمية.
وشهدت التظاهرات سقوط عدد من القتلى والجرحى في معظم المدن الغيرانية التي شهدت الاحتجاجات وردا على هذه الاحتجاجات أعلن اليوم الأحد 17 نوفمبر 2019، المرشد الإيراني علي خامنئي تأييده لرفع سعر البنزين، الذي أدى إلى إثارة احتجاجات في شتى أنحاء البلاد، منحياً باللوم في "أعمال التخريب" على "الثورة المضادة وأعداء إيران"، وفق التلفزيون الرسمي الإيراني. 
وقال خامنئي "هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق من دون شك... لكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا. الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائماً أعمال التخريب وانتهاك القانون ويواصلون فعل ذلك".
ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله إن زيادة سعر البنزين استندت إلى رأي الخبراء ويجب دعمها.
وأوقفت السلطات الإيرانية 40 شخصاً في مدينة يزد في وسط البلاد بعد صدامات مع الشرطة، على ما ذكرت وكالة "إسنا" شبه الرسمية الأحد. ونقلت الوكالة عن المدعي العام في المدينة محمد حداد زاده قوله إنّ الموقوفين "مثيرو شغب" متهمون بتنفيذ أفعال تخريب ومعظمهم ليسوا من سكان المدينة.
ولم توضح الوكالة متى حصلت التوقيفات، مكتفية بالقول إنها وقعت حديثاً.
وحسب تقرير نشره موقع الاندبندنت بالعربي تتواصل الاحتجاجات في عدد من المناطق الإيرانية حاصدة مزيداً من القتلى والجرحى. وأفيد بأن محصلة القتلى ارتفعت إلى ما لا يقل عن 20 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وفي تطور لافت، تحدثت أنباء عن أن المحتجين أضرموا النار بالمصرف الوطني في مدينة قدس قرب العاصمة الإيرانية طهران.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أنه تم تقييد الوصول إلى الإنترنت في إيران، بناءً على أمر من مجلس معني بأمن الدولة.
وقال موقع "نتبلوكس"، الذي يراقب حجب خدمات الإنترنت، السبت، "تعيش إيران الآن في ظل حجب شبه تام لخدمات الإنترنت على المستوى الوطني. تُظهر بيانات الشبكة الفعلية أن نسبة الاتصال بالإنترنت عند سبعة في المئة من المستويات العادية بعد 12 ساعة من انقطاع الشبكة تدريجياً مع استمرار الاحتجاجات العامة".
أزمة الوقود
وسريعاً تمددت الاحتجاجات في إيران، وتصاعدت حدتُها السبت، غداة إعلان الحكومة المفاجئ زيادة كبيرة في أسعار الوقود بواقع 50 في المئة على الأقل، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، ولا سيما بعد مقتل أربعة محتجين في منطقة المحمرة جنوب غربي البلاد، ومتظاهر وإصابة آخرين في مدينة سرجان (جنوب)، وسقوط ضحايا بين شيراز وبهبهان وكرج والأهواز وشهريار، وذلك في أحدث مؤشر على الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها البلاد جراء العقوبات الأميركية الواسعة التي شملت كثيراً من القطاعات، من بينها قطاع الطاقة والنفط المصدر الرئيس للدخل الأجنبي.
وأظهرت مقاطع مصورة بثت على مواقع للتواصل الاجتماعي أمس السبت قيام محتجين بإشعال النار في مبان واشتباكهم مع قوات مكافحة الشغب. وفي مقاطع فيديو أخرى أغلق محتجون الطرق وأشعلوا حرائق في شوارع بطهران ومدن أخرى. وردد البعض هتافات ضد كبار المسؤولين.
وبعد أن شهد مساء الجمعة تظاهرات محدودة في عددٍ من المدن الرئيسة بينها طهران، اتسعت رقعة الاحتجاجات السبت، وطالت شعاراتُها المناهضة سياسات خامنئي ذاته، ووصلت إلى مدن جديدة لطالما كانت هادئة وبعيدة عن الاضطرابات السياسية، من بينها مشهد (شمال)، وبيرجند (شرق)، وبندر عباس (أحد موانئ النفط الرئيسة جنوب البلاد)، وغشسارات والأهواز وعبدان وخرمشهر وماهشهر (جنوب غرب)، وسرجان (جنوب)، إذ لقي أحد المتظاهرين مصرعه، وأصيب آخرون.
ويحرص رجال الدين الذين يحكمون إيران على منع تكرار الاضطرابات التي حدثت في أواخر عام 2017 حينما خرجت احتجاجات في 80 مدينة وبلدة بسبب تدني مستوى المعيشة وترددت فيها دعوات لتنحي رجال الدين عن الحكم. وقال المسؤولون الإيرانيون إن 22 شخصا لقوا حتفهم في تلك الاحتجاجات.

شارك