أسباب تغير الموقف الأمريكي في ليبيا.. خبراء يجيبون

الأحد 17/نوفمبر/2019 - 06:31 م
طباعة أسباب تغير الموقف أحمد عادل
 
بعدما أعلن الجيش الوطني الليبي، في الرابع من أبريل 2019، تنفيذ عملية «طوفان الكرامة» العسكرية لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من ميليشيات حكومة الوفاق الإخوانية، حظت تلك العملية الحاسمة بدعم كبير من القوى الدولية والإقليمية؛ خاصًة واشنطن التي أكدت مرارًا أهمية دور الجيش الوطني الليبي في تطهير البلاد من الإرهاب.
وفتحت الولايات المتحدة فعليًّا العديد من قنوات الاتصال مع المشير حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، كما تم التشاور حول ضرورة وجود مخرج سياسي مستقر وديمقراطي، إلا أن الموقف الأمريكي، تغير إذ دعت واشنطن الجمعة 15 نوفمبر 2019، قائد الجيش الوطني الليبي، إلى وقف العمليات العسكرية في العاصمة طرابلس، وهنا يُطرح التساؤل عن أسباب تغير الموقف الأمريكي في ليبيا.

خطاب دبلوماسي
يؤكد السياسي والحقوقي الليبي، محمد جبريل اللافي، أن الخطاب الأخير المنسوب لواشنطن، خطاب دبلوماسي يتسم بالتوازن في الطرح، مع الإبقاء على المصالح الأمريكية، ومنها الاستراتيجية ضمنًا.
وتابع في تصريح له أنه لم يلحظ تغيرًا في الخطاب سوى التأكيد على أن القوات الموجودة على بعد 5 كيلو من وسط طرابلس هي القوات المسلحة العربية الليبية، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي ليس من السهل أن يتغير تغيرًا عشوائيًّا بشكل سريع.
وأكد أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تدعم الميليشيات التي تقاتل الجيش الوطني الليبي وهي تعلم أن من بين صفوفها الإرهابي «زياد بلعم» المتهم بتفجير القنصلية الأمريكية في بنغازي 2012؛ ما أدى إلى مقتل السفير، و4 موظفين أمريكيين آخرين.
وأضاف محمد جبريل اللافي أن الموقف الأمريكي واضح وصريح من خلال الاتصالات والتنسيق المستمر مع القيادة العامة للجيش، وعلى رأسها مكالمة «ترامب» للمشير حفتر قبل بدء المعركة، والتنسيق مع قوات «الأفريكوم» فى الضربات التي تنفذها بالجنوب الليبي على عناصر وقيادات تنظيم القاعدة والهاربين من مالي وجماعة بوكو حرام.
وشدد «اللافي» على أن الولايات المتحدة تثق في تقديرات دول الاعتدال العربية، وعلى رأسها مصر التي تحارب الإرهاب، وتكافح التطرف، ودورها الفعال في استقرار ليبيا، وأن وقوف مصر ودعمها للمؤسسات الشرعية في ليبيا، يعني للولايات المتحدة أن الجيش الليبي الحقيقي هو الذي يقوده المشير حفتر.
واختتم السياسي والحقوقي الليبي بأن التذبذب في المظهر الخارجي للخطاب الدولي بشأن ليبيا يأتي نتيجة التجربة القاسية المؤلمة لتدخل حلف الناتو الخاطئ في ليبيا ما بعد 2011، قائلا: «الجميع تعلم الدرس، وعلى الجيش الليبي أن ينهي معركته بنفسه في أقرب وقت».

تقارب يقلق واشنطن
ويرى المحلل السياسي محمد ربيع، أن تغير موقف الإدارة الأمريكية الآن يرجع إلى عدة أسباب، منها التقارب بين قوات الجيش الوطني الليبي وبين وروسيا؛ خاصة بعد لقاء «حفتر» و«بوتين» نهاية مايو 2019 في موسكو، وهي المرة الأولى الذي يلتقي فيها الطرفان؛ ما يشعر واشنطن بمزيد من القلق.
وأضاف أن أكثر ما يقلق الولايات المتحدة الآن هي المتغيرات على الأرض، خاصة بعد تأكد دعم موسكو للقوات الليبية عسكريًّا، الأمر الذي لن تقبل واشنطن باستمراره في ظل وجود تنافس سياسي وعسكري بين موسكو وواشنطن؛ خاصة في المنطقة العربية، إذ تحاول الولايات المتحدة اتخاذ موقف معادٍ لتوجهات روسيا حتى لو اتفقت مضمونًا، بتأييد التحرك الروسي لدعم المشير خليفة حفتر ضد الإرهاب والميليشيات في ليبيا، لكنها لن تسمح بتفرد موسكو وحدها في هذا الاتجاه.
وختم المحلل السياسي، بأن سبب تقارب المشير خليفة حفتر مع موسكو يرجع لرؤيته أنها داعمة له بالسلاح والعناصر المدربة التي تساعده في حربه للسيطرة على طرابلس؛ خاصة مع علمه جيدًا بأن واشنطن لن تقدم له سوى الدعم السياسي فقط، وهو غير مؤثر على الأرض في مواجهة ترسانة سلاح ميليشيات طرابلس ومصراتة.

شارك