بنظرية المؤامرة.. «نظام الملالي» يبحث عن كرامته المهدرة

الأحد 17/نوفمبر/2019 - 10:17 م
طباعة بنظرية المؤامرة.. نورا بنداري
 
يحاول نظام الملالي في طهران إظهار تماسكه في وجه التظاهرات العارمة التي تجتاح البلاد، ولذلك لجأ إلى الترويج بأن ما يحدث هو «مؤامرة»، تسوق لها ما وصفها بـ«وسائل إعلام مأجورة وعميلة».
وزعم حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» 16 نوفمبر الجاري؛ أن «وسائل الإعلام المعادية» تروج الشائعات بعد قرار رفع أسعار البنزين، قائلًا: «إيران ليست العراق أو لبنان، حتى يتم السماح للإعلام المأجور بتحديد مصيرها»، مؤكدًا أن الإيرانيين لن يسمحوا بحدوث ذلك، كما اتهم من وصفهم بالانتهازيين والمتربصين بالبلاد بارتكاب أخطاء استراتيجية.
ما يؤكد استغراق نظام الملالي فى الكذب هو أن الشعب الإيراني الذي احتج، هو من قام بنقل ما يحدث بالصوت والصورة للعالم كله من خلال نشر فيديوهات تبرز المظاهرات، والوقفات الاحتجاجية، بل نقلت وسائل الإعلام الإيرانية أيضًا ما يحدث.

التعنت
وبدلًا من أن يستجيب النظام الإيراني لمتطلبات شعبه؛ يزيد من تعنته وقمعه، بادعاء أن قرار رفع أسعار البنزين يصب في مصلحة الشعب، ومطالبًا سلطاته الثلاث بالتعاون فيما بينها لتطبيق خطة تقنين ورفع أسعار البنزين، ودعا جميع المؤسسات للعمل على تطبيقها بالكامل وبنجاح، الأمر الذي يؤكد عدم وجود أي نية من قبل هذا النظام من أجل الاستجابة لمتطلبات شعبه، ويؤكد أيضًا أن الشعب الإيراني يعاني سياسات هذا النظام المستبد.
وقد أتي القرار المفاجئ الذي اتخذته السلطات الإيرانية في 15 نوفمبر الجاري؛ برفع أسعار البنزين لـ3 أضعاف، في محاولة للحد من الآثار السلبية التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني؛ بسبب العقوبات الأمريكية، ولذلك اتخذت هذه السلطات قرارها، ما أحدث صدمة كبيرة لدى الرأي العام، وتسبب في سخط شعبي كبير.

نهج إيراني
يوضح «أسامة الهتيمي» الكاتب المختص في الشأن الإيراني، أن تصريحات مستشار الرئيس الإيراني، الخاصة بدور ما أسماه بالإعلام المأجور في تأجيج التظاهرات تتسق مع ما ذهب إليه المرشد «خامنئي» نفسه من قبل، عندما تحدث عن أن الأعداء يستغلون هذه الاحتجاجات، وهو ما يعد بطبيعة الحال طعنًا ضمنيًّا في المحتجين، فضلًا عن التقليل من زخمها، وأن ما يتم ترديده في وسائل الإعلام لا يعكس واقع وحال الشارع الإيراني الذي وفق تصور المسؤولين الإيرانيين من أعلاهم إلى أدناهم يتسم بالكثير من الهدوء، إلا من بعض الاحتجاجات المتفرقة، والتي لا تعبر عن حالة رفض شعبي للقرارات الحكومية.
وأشار «الهتيمي» في تصريح له، إلى أن هذا التصريح يكشف أيضًا إلى أي مدى يصر النظام الإيراني على تجاهل مطالب المحتجين والاستخفاف بها؛ ما يعني بوضوح أنه سيمضي في سياساته الاقتصادية والسياسية التي كانت سببًا في الحراك الاحتجاجي الذي اندلعت شرارته منذ نهاية ديسمبر 2017.

تخوفات إيرانية
ولفت «أسامة الهتيمي» إلى أن تطرق مستشار الرئيس إلى المقارنة بين الحال في إيران وكل من العراق ولبنان يكشف إلى أي مدى يستشعر النظام ورأس هرمه؛ التخوف مما يجري في كل من العراق ولبنان، وهو التخوف الذي عبر عنه «خامنئي» قبل أيام عندما وصف ما يحدث في البلدين بالشغب، وهو التصريح الذي اعتبره البعض وقتها محاولة لتفادي انتقال الأحداث إلى الداخل الإيراني؛ خاصة أن الحراك بالبلدين كان مناوئًا بالدرجة الأولى السياسات الإيرانية التي أدت إلى تردي الأوضاع في البلدين.
وأضاف الكاتب المختص في الشأن الإيراني أن «آشنا» يحاول أن يؤكد أن إيران تختلف في تعاطيها مع الإعلام عن كل من العراق ولبنان، وأن قبضة النظام الإيراني وسيطرته على الأوضاع لا تهتز بما تتناقله وسائل الإعلام، وهي إشارة أيضًا إلى أن النظام يستخف بالإعلام، ويرى أن دوره هدامًا طالما كان ما يتناقله لا يتوافق مع ما يتراءى له، وهو موقف ينسجم مع الاستبداد الذي يتسم به هذا النظام الذي يتبنى رؤية أحادية، ولا يقبل بالتعددية السياسية أو الفكرية.

شارك