إجراءات أمريكية تقلق ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق

الخميس 21/نوفمبر/2019 - 12:42 م
طباعة إجراءات أمريكية تقلق أميرة الشريف
 
حالة من التوتر والقلق تسود وسط قادة قوات "الحشد الشعبي" العراقية بسبب توجه الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج، بالتزامن مع احتجاجات شعبية واسعة في كل من إيران والعراق ولبنان، ضد التمدد الإيراني في المنطقة.
وكانت أعلنت القيادة المركزية للقوات الأمريكية، الثلاثاء 19 نوفمبر الجاري،  عن مرور حاملة الطائرات "براهام لينكولن"، ضمن سفن حربية أخرى في مضيق هرمز الذي تشرف عليه إيران، مؤكدة التزام واشنطن بحماية الملاحة في مياه الخليج العربي.
وقالت القيادة المركزية عبر صفحتها على موقع تويتر "حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن ضمن قوة المهام القاصفة أثناء العبور خلال مضيق هرمز".
وأضاف البيان: "تواجد قوة المهام القاصفة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية يوضح التزام الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين بالتدفق الحر للتجارة والأمن البحري الإقليمي وحرية الملاحة".
ونشرت القيادة المركزية صورة لحاملة الطائرات وعلى متنها عدد من المقاتلات الحربية وفرقاطات بحرية وسفن برفقتها في مياه مضيق هرمز الذي تهدد إيران بإغلاقه من وقت لآخر في وجه الملاحة الدولية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق في رسالة للكونجرس إن واشنطن أرسلت منظومات رادار ومنظومات صاروخية، لتحسين الدفاعات ضد التهديدات الجوية والصاروخية في منطقة الشرق الأوسط لحماية شركاء الولايات المتحدة من التهديدات الإيرانية المتزايدة.
تزامن هذا التطور مع ارتفاع عدد الجنود الأميركيين في السعودية إلى ثلاثة آلاف، وذلك بعد أسابيع قليلة من إعادة نشر حوالى 1000 جندي أميركي في مناطق شمال العراق وغربه، بعد انسحابهم من سوريا.
ووفق "اندبندنت عربية"، قالت مصادر مقربة من قيادة قوات "الحشد الشعبي" في العراق، إن "قيادة الحشد تنظر بعين الريبة لتحركات الولايات المتحدة العسكرية في الخليج والعراق"، لاسيما أنها تتزامن مع احتجاجات شعبية حاشدة في طهران، وعواصم يهيمن النفوذ الإيراني على قرارها السياسي، كبغداد وبيروت.
المصادر تقول، إن "تقديرات قيادة الحشد الشعبي تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما تخطط لتنفيذ هجمات ضد شخصيات عراقية محددة، على صلة بالحرس الثوري الإيراني، مثل أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وأكرم الكعبي وأبو آلاء الولائي".
وتستند هذه التقديرات إلى ملاحظات صدرت من البيت الأبيض والخارجية الأميركية، بشأن الدور الإيراني في قمع الاحتجاجات العراقية، التي انطلقت مطلع الشهر الماضي ولم تتوقف حتى الآن.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أنها سرعت نشر لينكولن وأرسلت قاذفات بعد معلومات استخباراتية أمريكية أشارت إلى تحضيرات إيرانية محتملة لشن هجمات على قوات أو مصالح أمريكية.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول أمريكي  القول: إن المعلومات الاستخباراتية ضمت مؤشرات على أن إيران، أو وكلاءها بالمنطقة كانوا يخططون لتنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا وفي البحر، وأن المعلومات الاستخباراتية تناولت أيضا "أن إيران ربما كانت تنقل صواريخ على قوارب إيرانية بالخليج العربي، فيما لم يتضح الهدف من وجود الصواريخ على القوارب، إلا أنه من المحتمل أن الهدف كان إطلاقها أو نقلها إلى أماكن أخرى".
ووفق المصادر، فإن هذه الهجمات ربما تحصل من دون إعلان رسمي عن تبنيها من أي طرف، على غرار هجمات ضد مخازن أسلحة مملوكة للحشد الشعبي في أغسطس الماضي، وقتها لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنها، بينما اتهم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إسرائيل بالوقوف خلفها، وهو ما وُصف في حينها بأنه "مجرد ترجمة عراقية لرغبة إيرانية".
وكان زير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال يوم الإثنين 18 نوفمبر، إن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى الشعب العراقي يعاني القمع"، لافتاً إلى أن "مكونات الشعب العراقي كافة تريد التخلص من النفوذ الإيراني".
ويعتقد قادة "الحشد الشعبي" في العراق أنهم المعنيون الرئيسيون بحزمة التحركات الأميركية الجديدة، بهدف زيادة الضغط عليهم، ودفعهم لارتكاب أخطاء، فضلاً عن فرضية تنفيذ هجمات ضد شخصيات محددة على الأراضي العراقية، تقول أوساط دبلوماسية في بغداد، إن "الولايات المتحدة ربما تخطط لحزمة إجراءات ضد جهات عراقية، على خلفية قمع الاحتجاجات بعنف كبير، وصلات مشبوهة بأطراف إيرانية".
وتصل هذه الإجراءات حد الضغط على الحكومة العراقية، عبر رصيد مبيعات النفط الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، فضلاً عن فرض عقوبات مالية ووضع قيود على السفر ضد شخصيات محددة، وفق المصادر.
في ذات السياق، يحاول رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، منذ أسابيع احتواء الضغوط الأميركية المتزايدة على خلفية قمع الاحتجاجات، من خلال إجراء تغييرات على هيكلية إدارة مكتبه، لإبعاد شخصيات قد تشملها عقوبات الولايات المتحدة"، وفقاً للمصادر.
ويقول مسؤولون عراقيون إن "العلاقة بين الإدارة الأميركية والحكومة العراقية، تمر بأسوأ مراحلها، منذ إسقاط صدام حسين، وتشكيل نظام سياسي موال لواشنطن عام 2003".
ووفق تقارير إعلامية، تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في كل من إيران والعراق ولبنان، ما يزيد الشكوك بشأن قدرة "الحرس الثوري الإيراني" على احتوائها.
ووفق تقارير أيضا، فإن معلومات المخابرات الأمريكية تشير إلى وجود تهديد من قبل إيران لن تمنعه من إرسال حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن" إلى مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة.

شارك