«حماس» في ذكرى تأسيسها.. حركة فاشية وبرجماتية تاجرت في الدين وتربحت من المقاومة

السبت 07/ديسمبر/2019 - 02:53 م
طباعة «حماس» في ذكرى تأسيسها.. محمد عبد الغفار
 
شاحنة إسرائيلية تدهس سيارة بها عمال من فلسطين بداخل محطة وقود ووفاة 4 أفراد، في 6 ديسمبر 1987، لم يمر هذا الحادث مرور الكرام؛ حيث نتجت عنه الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إضافة إلى اجتماع آخر غير وجه فلسطين للأبد.

 

اجتمع الشيخ أحمد ياسين مع إبراهيم اليازوري ومحمد شمعة وعبد الفتاح دخان وعبد العزيز الرنتيسي وعيسى النشار وصلاح شحادة، وجميعهم من رجال جماعة الإخوان الإرهابية في فلسطين، وقرروا إطلاق حركة جديدة، عرفت باسم «حماس»، وأصدروا بيانهم الأول في 14 ديسمبر 1987، هدفها الأول وفقًا للإعلان «تحرير فلسطين».

 

وتعد أبرز نجاحات الحركة على المستوى السياسي هو نجاحها في الحصول على أغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية عام 2006، قبل أن تنقلب على الديمقراطية التي جاءت بها للسلطة، وتطرد ممثلي حركة فتح من قطاع غزة، وتعتقل كل من يعارضها في الحكم، لتدخل قطاع غزة في دوامة من الفقر والظلم.

حماس وفلسطين.. السؤال الشائك



يبقى السؤال المطروح دائمًا، هل تدافع حماس فعلًا عن القضية الفلسطينية فعلًا؟، أم أنها تتخذها كمطية للانتشار ما بين الشعوب العربية وكسب التعاطف سواء معها أو مع التنظيم الأم في مصر؟

 

سعت الجماعة الأم في مصر إلى استغلال القضية الفلسطينية وتوظيفها سياسيًّا عبر ذراعها الفلسطيني، وذلك منذ حرب 1948، بهدف تحقيق الانتشار بصورة واسعة بين صفوف الشعوب العربية، المتعاطفة بصورة واسعة مع القضية.

 

وهو ما يفسر حجم المظاهرات الكبير الذي عمدت جماعة الإخوان بأذرعها المختلفة إلى تنظيمه، والنفي المستمر عن وجود أي علاقة تجمع الطرفين بإسرائيل، رغم التأكيدات الأوروبية المستمرة حول هذا الأمر.

 

ويمكن التعرف بوضوح على موقف حماس من القضية الفلسطينية، وذلك من خلال وظهر ذلك في فيديو مسرب لمحمود الزهار، إلى جانب عدد من أنصار وقيادات حركة حماس، يونيو 2019، وتهكم الزهار قائلًا: «دولة فلسطينية على حدود 1967 من الثوابت؟، طبعًا عندما أسمع هذا الكلام أشعر بالتقيؤ؛ لأنه لا يوجد مشروع، فلسطين بالنسبة لنا مثل الذي يحضر السواك وينظف أسنانه فقط؛ لأن مشروعنا أكبر من فلسطين، فلسطين غير ظاهرة على الخريطة».

الإخوان وحماس

حركة حماس هي الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في فلسطين، والتي بدأ ظهورها هناك في عام 1935، عندما أرسل زعيمها حسن البنا اثنين من أعضاء الجماعة بالقاهرة، وهم أخيه عبد الرحمن، وسكرتير التنظيم محمد أسعد الحكيم إلى فلسطين.

 

وفي عام 1936 أعلنت الجماعة عن إنشاء أول فرع لها في مدينة حيفا، ثم فرع آخر في قطاع غزة، وبعد ذلك بعدة سنوات، وتحديدًا 1943، أعلنت الجماعة الإرهابية عن إطلاق «جمعية المكارم»، والتي انتشرت فروعها داخل الأراضي الفلسطينية.

 

وارتبطت كل هذه الحركات بالتنظيم الأم في مصر بصورة وثيقة، سواء على المستوى الفكري من اخلال اتباع أفكار كبار منظري الجماعة الإرهابية مثل حسن البنا وسيد قطب، أو على المستوى الهيكلي.

فك الارتباط والرقص على الحبال

من شابه أباه فما ظلم، ينطبق هذا المثل الشعبي على جماعة حماس بصورة واضحة، فالحركة الفلسطينية برعت في اللعب على الحبال كما هو حال التنظيم الأم في مصر.

 

وعلى الرغم من الارتباط الوثيق ما بين جماعة الإخوان الإرهابية في مصر وحركة حماس في فلسطين، فإن الأخيرة حاولت إيهام العالم بعدم وجود هذه العلاقة خصوصًا بعد ثورة 30 يونيو في مصر، والتي أطاحت بالجماعة من سدة الحكم.

 

وللهروب من الضغوط الإقليمية، أعلنت حركة حماس في عام 2017 عن وثيقة سياسية جديدة، كان هدفها الاول هو إعلان عدم وجود ارتباط بين حركة حماس بالتنظيم الدولي للإخوان، فهل هذا صحيح؟

 

أولها حضور رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل احتفالية التنظيم الدولي بمرور 90 عامًا على إنشاء جماعة الإخوان الإرهابية في إسطنبول.

 

وخلال اللقاء تحدث رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس مادحًا مؤسس التنظيم الإرهابي حسن البنا، مؤكدًا للحضور أن هناك ارتباط واضح بين حماس والإخوان، ولم يتراجع ذلك، وذلك رغم إعلان الوثيقة السياسية الجديدة للحركة.

 

كما أن الحركة لم تتذكر أنها شاركت في الاجتماع الذي عقده التنظيم الإرهابي في الدوحة عام 2016، وبحثت تشكيل مجلس سياسي لتوحيد الرؤى تجاه قضايا المنطقة، وكان حضور حماس من كبار رجالها ممثلة في خالد مشغل وإسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق.

 

وأيضًا هناك صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس في تصريحات عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، 29 ديسمبر 2019، الذي اعترض على حكم تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي في مصر، رافضًا الأنباء المتعلقة بعدم وجود ربط ما بين حماس والإخوان، قائلًا: «من يقولون ذلك ببغاوات التسوية، حماس ليست مرتبطة بالإخوان في مصر، إنما هي حركة الإخوان بشحمها ولحمها، ولكن في فلسطين، فهي تتشرف بهذا الانتماء».

 

ولم تكن العلاقة ما بين حماس وإخوان مصر هي الوحيدة المثيرة للجدل في تاريخ الذراع السياسيَّة للإرهابية في فلسطين؛ حيث شهدت الحركة علاقة أخرى أكثر إثارة للجدل مع النظام السوري.

 

الذي فتح بدوره الأراضي السورية لقيادات حركة حماس، لأسباب إقليمية وسياسية مختلفة، ولكن مع خروج المظاهرات الشعبية ضده، سارعت الحركة إلى إبعاد يدها عنه، ووصل الأمر إلى الهجوم عليه والحرب ضده.

 

ومع اقتراب النظام السوري من إنهاء الاضطرابات الداخلية، حاول عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار، تحسين علاقة الحركة الفلسطينية بالنظام السوري برئاسة بشار الأسد.

 

وصرح الزهار قائلًا: «فتح لنا كل الدنيا، لقد كنا نتحرك في سوريا كما لو كنا نتحرك في فلسطين، وفجأة انهارت العلاقة على خلفية الأزمة السورية، وأعتقد أنه كان الأولى ألا نتركه، وأن لا ندخل معه أو ضده في مجريات الأزمة».

 

في ذكرى التأسيس، يتضح أن القضية الفلسطينية لم تتأثر بصورة واضحة وفادحة سوى من وجود حركة حماس، التي جلبت الفكر الإرهابي للجماعة الأم في مصر إلى الداخل الفلسطيني، وأضاعت معها القضية بأكملها، فهل يحصل الشعب الفلسطيني على حريته من الحركة قريبًا؟

شارك