براجماتية حركة «الغنوشي».. «قلب تونس» حصان طروادة «النهضة»!

الأحد 08/ديسمبر/2019 - 11:24 م
طباعة براجماتية حركة «الغنوشي».. أسماء البتاكوشي
 
تعيش حركة «النهضة» التونسية -ذراع الإخوان في البلاد- خلال الفترة الأخيرة، أزمات عدة تضعها في مأزق كبير؛ ما دفعها للتحالف مع حزب «قلب تونس» الذي يتزعمه نبيل القروي المرشح الرئاسي الخاسر، وعدو النهضة اللدود.
ومنذ البداية كان موقف «النهضة» من حزب «قلب تونس»، معاديًّا ومهاجمًا؛ إذ أكدت مرارًا أنها لن تدعم نبيل القروي؛ لشبهات الفساد التي كانت تحوم حوله.
وفي 17 سبتمبر الماضي أعلن راشد الغنوشي زعيم «النهضة»، دعمه للرئيس التونسي «قيس سعيد» خلال فترة الانتخابات الرئاسية، بدلًا من حزب «القروي»، ووقتها لم تكتف الحركة بالإعلان عن دعم «قيس»، بل حذرت من أن «انتخاب حزب قلب تونس الذي يرأسه ​نبيل القروي، سيؤدي إلى تصادم في السلطة التنفيذية».

كما نشر الغنوشي مقطع فيديو على صفحته الرسمية على موقع التواصل «فيس بوك» يقول فيه: إن التحالف غير وارد مع حزب قلب تونس؛ لشبهات الفساد التي تلاحقه.
وفي رد مباغت من «القروي» نشرت صفحته الرسمية على «فيس بوك»، بيانًا قال فيه: «لقد أوهمكم وجودي في زنزانتي بأني في موقف ضعف ففاجأتمونا بتصريحات تهاجم قلب تونس، وأنه لا يمكنكم التحالف مع حزب قلب تونس لوجود شبهة فساد»، مؤكدًا أن موقف النهضة يندرج في «سياستهم المبنية على المغالطة والتضليل»، مشددًا أنه يرفض التحالف معهم.

مناورة النهضة
واتهمت حركة «النهضة» «قلب تونس» بالفساد، متمسكة بعدم إشراكه في مشاورات الحكومة، غير أن المعطيات تغيرت، وعندما بدأت النهضة تواجه عددًا من المشكلات؛ لجأت لحزب القروي؛ لأنها ترى أنه حل لكل أزماتها الراهنة.
وظهرت أزمات النهضة جلية عندما قررت أغلبية الأحزاب المعنية بتشكيل الحكومة مقاطعة حكومة «الحبيب الجملي» المرشح من قبل حركة النهضة.
وعلى غرار «حركة الشعب»، و«التيار الديمقراطي»، قررت حركة «تحيا تونس»، رسميًّا الجمعة 6 ديسمبر 2019، مقاطعة الحكومة الجديدة؛ ما يزيد من متاعب «الجملي»، الذي باتت حكومته مهددة بالسقوط، قبل التشكيل.
وفي محاولة من النهضة للخروج من أزماتها، وتلاشي السقوط في اختبار تشكيل الحكومة، لجأت للتحالف مرغمة مع «قلب تونس»، الأمر الذي أثار دهشة الرأي العام، خاصة بعدما تعهد الحزبان بتجنب التقارب.
ويقول أبو الفضل الإسناوي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عن تقارب «النهضة» من قلب تونس: إن الحركة لجأت لحزب القروي؛ لأنه يمثل المخلص لها والمنقذ من كل أزماتها الراهنة، نظرًا لتوازي مقاعده في البرلمان معها، وبالتالي لجأت له لأنها وجدت نفسها في حرج كبير.
وتابع في تصريح لـه أنه من الضروري وفقًا لبراجماتية «النهضة» وبراجماتية التيارات الإسلامية كلها أن تقترب من هذا الحزب؛ لأنها ستكسب في صفها كتلة برلمانية، بدلًا من أن تكون في المعارضة.
وأشار «الإسناوي» إلى أن حركة النهضة حاليًّا في حرج كبير أمام البرلمان؛ إذ إنها تزعمت مجلس نواب الشعب بإدارة الغنوشي، ولذا فإن المجلس يتعرض لنوع من التأزم الداخلي، إضافة إلى فشلها في تشكيل الحكومة.
ويرى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن حركة النهضة بدأت تعطي رسائل مهمة لحزب القروي أنه سيكون هناك تعاونًا مشتركًا فيما يتعلق بالتركيبة الداخلية لمجلس نواب الشعب، بشرط أن يتم الائتلاف ما بين الحركة والحزب، وبالتالي تشكل الحكومة.

شارك