استهداف واشنطن لأذرع إيران.. تغيير الاستراتيجيات وسيناريوهات الرد

الأربعاء 01/يناير/2020 - 10:19 م
طباعة استهداف واشنطن لأذرع محمد شعت
 
ازدادت حدة التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بعد استهداف واشنطن للميليشيات الشيعية الموالية لإيران والمعروفة باسم كتائب حزب الله في العراق وسوريا والتابعة للحشد الشعبي، وهو الأمر الذي قد ينقل الصراع بين طهران وواشنطن إلى مرحلة جديدة، تغير خلالها واشنطن استراتيجيتها التي اعتمدت على الحصار والتضييق دون الاتجاه إلى التصعيد العسكري.
وتكشف لهجة تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن نوايا واشنطن بالدخول في مرحلة جديدة من الصراع؛ حيث أكد المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، براين هوك، أن الرئيس دونالد ترامب «أوضح السنة الماضية بأننا لن نتسامح مع أي هجمات»؛ مشيرا إلى أن الشهرين الماضين كان هناك 11 هجومًا على منشآت عراقية تستضيف قوات للتحالف.

إستراتيجية جديدة
اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الصراع مع إيران في عهد دونالد ترامب على ما أسمته «تعديل السلوك الإيراني»، وذلك عن طريق الحصار الاقتصادي وفرض حزم متعاقبة من العقوبات الأمريكية على إيران، وهي الاستراتيجية التي كانت تهدف من خلالها إلى إضعاف المشروع الإيراني ككل باعتبار أن حصار «المركز» ينعكس بطبيعة الحال على «الأطراف» المتمثلة في الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة.
ورغم الاستفزازات الإيرانية خلال المرحلة الماضية فإن الولايات المتحدة الامريكية لم تنجر إلى أي نوع من الصدام العسكري سواء ضد إيران أو أذرعها في المنطقة، مكتفية باستراتيجية «تقليم الأظافر» وتجفيف المنابع التي قد تصنع إيران نفوذها من خلالها، وهو الأمر الذي اعترف مسؤولون إيرانيون بقسوته على إيران، ما ساهم في تأجيج الاحتجاجات الشعبية في الداخلية ليواجه نظام طهران تحديا جديدا بسبب الاستراتيجية الأمريكية.
ووفق هذا التطور، فإنه من الواضح أن الولايات المتحدة ستعتمد إستراتيجية أخرى في إطار حربها التفكيكية للمشروع الإيراني، والانتقال من مرحلة الإضعاف والحصار، إلى توجيه ضربات عسكرية للأذرع لشل الأطراف بشكل تام، واستثمار حالة الغضب الشعبي في دول المنطقة ضد إيران، والمطالب المتزايدة في مناطق النفوذ الإيراني بإنهاء هذا الدور والتحرر من هذه الهيمنة، خاصة في ظل تحرش الكيانات الموالية لإيران بالقوات الأمريكية.

سيناريوهات الرد الإيراني
في ظل التصعيد الأمريكي الأخير، ستلجأ إيران إلى عدة سيناريوهات للرد على الغارات الأمريكية التي استهدفت أذرعها والتي ستعتمد على توظيف هذه الغارات والاستفادة منها قدر الإمكان، إضافة إلى اللجوء لممارسات تمثل ضغوطًا على المجتمع الدولي ومطالبته بمواجهة الممارسات الأمريكية، وهذه السيناريوهات ستتمثل في:

1 – توظيف الحدث 
ستسعى إيران إلى هذا التوظيف من خلال تصدير الغارات الأمريكية باعتبارها انتهاكًا لسيادة الدول التي تمت فيها، بصرف النظر عن الأطراف المستهدفة، وبالتالي العمل على الحشد ضد الوجود الامريكي واستهداف المصالح الأمريكية باعتبارها دولة معتدية، وسيقود هذا الحراك الكيانات الموالية لإيران، باعتبار أن هذه الممارسات مجرد ردود أفعال على العدوان الأمريكي،  وهي الورقة التي بدأت إيران في استخدامها فعليا، حيث حاصر الآلاف من الحشد الشعبي – الذراع الإيراني - مقر السفارة الأمريكية في العراق.

2 – إظهار الندية 
– وذلك من خلال تهديد المصالح الدولية، خاصة وأن العقلية التي تدير النظام الإيراني تعتمد على تصدير «التعامل بندية» مع الأتباع، وذلك من خلال ردود أفعال سريعة تشير إلى قدرة إيران على الرد على استهداف لها أو أذرعها، وغالبًا تتمثل هذه الردود في تعطيل المصالح الدولية عن طريق تهديد الملاحة الدولية، حيث سارعت إيران باحتجاز ناقلة نفط في الخليج العربي بزعم تهريب النفط، وهي الاستراتيجية التي اتبعتها أيضًا بعد احتجاز ناقلات تابعة لها.

3 – استهداف منشآت حيوية
من خلال الممارسات الإيرانية في ظل تزايد الضغوط عليها يتضح أنها تسعى إلى إثارة التوتر من خلال استهداف منشآت حيوية في الخليج تحديدًا، وذلك من خلال استهداف مباشر أو عن طريق الأذرع، مثلما حدث في واقعة استهداف منشآت «آرامكو» في سبتمبر 2019.

شارك