أبو مهدي المهندس... صندوق أسرار الملالي في العراق

الجمعة 03/يناير/2020 - 12:44 م
طباعة أبو مهدي المهندس... فاطمة عبدالغني
 
أعلن متحدث باسم ميليشيا الحشد الشعبي، فجر الجمعة 3 يناير، مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، والقيادي البارز في الميليشيا أبو مهدي المهندس في قصف استهدف موكبهما بالقرب من مطار بغداد الدولي، وذلك بعد أن أعلن التلفزيون العراقي الرسمي نبأ مقتلهما، فيما تم نقل ما تبقى من جثتي سليماني والمهندس إلى مستشفى المثنى في بغداد.
من هو أبو مهدي المهندس؟
يعرف المهندس بـ19 اسما حركيا ومن أبرزها جمال جعفر محمد علي وأبو مهدي البصري وجمال جعفر الإبراهيمي وجمال التميمي، من مواليد مدينة البصرة عام 1954، من أب عراقي وأم إيرانية، تخرّج المهندس من كلية الهندسة قسم الهندسة المدنية في العام 1977 في العراق.
انضم المهندس إلى حزب الدعوة الاسلامية وهو في الدراسة الثانوية، وبعد احداث رجب عام 1979 تم اعتقال العديد من الطلبة وأصبح المهندس أحد أهم المطلوبين لمحكمة الثورة وبعد تسلم صدام حسين الحكم في العراق عام 1979 ومقتل المرجع محمد باقر الصدر غادر المهندس البلاد إلى الكويت، واستقر هناك سنوات عدة. وتشير التقارير إلى أنه كان يحمل الرقم 2722174 في بطاقة إقامته بالكويت بمنطقة الجابرية، وأنه مارس نشاطاً سياسياً وأمنياً معادياً لنظام صدام حسين، قبل أن تمنعه الحكومة الكويتية آنذاك من مزاولة أي نشاط على أراضيها.
أُدرج اسم المهندس منذ أكثر من ثلاثة عقود في لائحة الإرهاب الدولي، وهو مطلوب للإنتربول الدولي، ومحكوم غيابياً بالإعدام أو السجن في دول عربية وأجنبية عدة، فهو متورط بعمليات اغتيال وتفجيرات داخل وخارج العراق من بينها تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 وتفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت في ديسمبر 1983، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 80 آخرين بالعاصمة الكويتية، من بينهم رعايا غربيون، حيث أثبت تحقيق مشترك أجرته السلطات الكويتية والأميركية تورطه مع سبعة عشر عضواً آخرين، من حزب "الدعوة الإسلامية"، في الهجمات.
ونجحت الشرطة في العثور على أدلة مادية حول ذلك، أدين بسببها المهندس مع رفاقه وحُكم عليه بالإعدام، لكنه نجح في الفرار من الكويت عبر جواز سفر باكستاني متجهاً إلى إيران، من خلال رحلة بحرية كان قد حجز تذكرة على متنها قبل يوم واحد من تنفيذ التفجيرات الإرهابية في الكويت، واستقرّ هناك، وتزوج سيدة إيرانية تكبره بسنوات عدة، واكتسب الجنسية الإيرانية، وعُيّن مستشاراً عسكرياً لدى قوات "القدس"، التي كانت تتولى مهاجمة القوات العراقية الموجودة حول البصرة، مسقط رأس المهندس.
ووجهت النيابة العامة الكويتية في العام 1985 للمهندس رسمياً تهمة التورط بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت أمير البلاد الراحل جابر الأحمد، وبات منذ ذلك التاريخ المطلوب الأول لدى الكويتيين، وضمن القائمة الأمريكية السوداء للمطلوبين بأعمال إرهابية، وسبق زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن في هذه القائمة.
وفي العام 1987، تولى رسمياً منصب قائد فيلق "بدر"، ثم انتقل بعد سنوات للعمل بمفرده ضمن قوة مرتبطة بفيلق "القدس" أيضاً، تُعرف باسم التجمع الإسلامي. وشارك مع القوات الإيرانية في مهاجمة بلدات عراقية مختلفة مطلع العام 1988، أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين والعسكريين العراقيين.
وفي مارس من العام 2003، عقب دخول القوات الأمريكية إلى العراق، عاد المهندس مستخدماً اسم جمال الإبراهيمي، وترشح لانتخابات البرلمان العراقي عن قائمة حزب "الدعوة" بزعامة نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق، في العام 2005، تحت تسلسل 24، وفاز في دائرته الانتخابية عن محافظة بابل، لكنّ قوة تابعة لمشاة البحرية الأمريكية اقتحمت مقر إقامته شرق بغداد بعد اكتشاف هويته، ونجح بالفرار مرة أخرى إلى إيران، بعد أشهر من تخفّيه خارج العراق ومطاردة الأمريكيين له، ولم يدخل العراق إلا بعد انسحاب القوات الأمريكية منه عام 2011، وكانت له زيارات قصيرة سرعان ما يعود بعدها لطهران مرة أخرى.
في 2007، أسندت له طهران مهمة تشكيل كتائب حزب الله العراقية، وهي إحدى فصائل النخبة في الحشد الشعبي الموالي لطهران، ولعبت دورًا في الحرب الأهلية في سوريا بدءً من 2013.
وتورط المهندس كذلك في هجوم دموي على مجاهدي خلق في معسكر أشرف في عامي 2009 و 2011، وكذلك في مجزرة الأول من سبتمبر 2013.
وفي 2009 أدرجت الولايات المتحدة المهندس على قائمتها للإرهاب وفرضت عليه عقوبات مالية، وأعلنت تجميد أية أصول له، ويعد المطلوب الأول لدى الكويتيين.
وتورط بإصدار أوامر بقمع الاحتجاجات العراقية الأخيرة التي اندلعت مطلع أكتوبر 2019، بحسب ما نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" قبل أسابيع، كما هاجم في مؤتمره الصحفي الذي عقد في 28 سبتمبر الماضي وظهر بصفة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، التي تضم نحو 70 ألف مقاتل، كلاً من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، التي وصفها بالممول والداعم لتنظيم داعش الإرهابي.

شارك