للخروج من مأزق «العديد».. وساطة قطرية للتهدئة بين الولايات المتحدة وإيران

الأحد 05/يناير/2020 - 01:58 م
طباعة للخروج من مأزق «العديد».. نورا بنداري
 
لم تكتف قطر بإصدار بيان عقب مقتل «قاسم سليمانى» قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني فجر الجمعة 3 يناير 2020، يحذر من مظاهر التصعيد في العراق، بل سارع وزير خارجيتها «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، بالتوجه إلى طهران، في اليوم التالي، للقاء نظيره «محمد جواد ظریف»، دون الإفصاح عن أسباب تلك الزيارة، التي رجح محللون أن تكون بغرض الوساطة والتهدئة بين الولايات المتحدة وإيران.



ووفقًا لما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «عباس موسوي» عبر موقع «تويتر»، فإن الوزيرين القطري والإيراني تباحثا حول العلاقات بين البلدين؛ دون أن يوضح أية تفاصيل عن أسباب الزيارة، بينما أشارت وكالة الأنباء القطرية إلى أن «آل ثاني» ناقش مع «ظريف» آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، لا سيما الأحداث الأخيرة في العراق، كما تناولا سبل التهدئة للحفاظ على الأمن للمنطقة.



وتثير الزيارة في هذا التوقيت تحديدًا؛ تساؤلات بشأن الأهداف الكامنة خلفها، كما تسلط الضوء على قوة العلاقة والتحالف القائم بين الدوحة وطهران، ومن ثم  يمكن الإشارة إلى أن هذه الزيارة تحمل العديد من الأهداف؛ أبرزها أن قوة العلاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية بين البلدين توجب على الدوحة مؤازرة حليفتها بعد مقتل «سليماني».

علاقة متطورة

تطورت العلاقة بين كل من قطر وإيران بشكل كبير عقب المقاطعة العربية للدوحة من (السعودية والإمارات العربية، والبحرين ومصر) في يونيو 2017، نتيجة ممارساتها فى دعم الأنشطة والجماعات الإرهابية، الأمر الذي حدا بنظام الدوحة إلى طرق البوابة الإيرانية، نظرًا لتقارب الأهداف الرامية لمد أذرع التطرف في المنطقة.


والهدف الآخر هو رغبة الدوحة فى تبرير موقفها لدي النظام الإيراني، خاصة بعد الإعلان عن أن الطائرة المسيرة التي قصفت موكب «سليماني» خرجت من قاعدة «العديد» الأمريكية في قطر، الأمر الذي يضع الدوحة في مأزق سياسي؛ ومن ثم تنكر الدوحة علمها بهذه العملية.



أما السبب الآخر المتوقع، فهو الوساطة القطرية للتهدئة بين واشنطن وطهران؛ ولمعرفة حدود الرد الإيراني بعد مقتل «سليماني»؛ كون قطر تمتلك علاقات مع كلا الطرفين، مع الوضع فى الاعتبار أن الدوحة تحاول منذ فترة إبرام وساطة بين الجانبين؛ إذ توجه وزير خارجيتها في يونيو 2019 إلى طهران وأجرى مباحثات ركزت بشكل أساسي على التوتر الجاري بين طهران وواشنطن، وأعلن الوزير حينها أن الدوحة بذلت جهودًا لإنهاء الأزمة بين إيران والولايات المتحدة.

محاولة للوساطة 


من جانبه، يوضح «أسامة الهتيمي» الكاتب المختص في الشأن الإيراني؛ أن تلك الزيارة التي تأتي عقب اغتيال «سليماني» بأيدي أمريكية هي محاولة للوساطة ببين واشنطن وطهران تستهدف تهدئة الأوضاع.



وأضاف فى تصريح لـه أن الزيارة لا تنفصل عن تحركات أمريكية أعقبت عملية الاغتيال بساعات قليلة، كان منها سلسلة تصريحات لمسؤولين أمريكيين قدمت العديد من التبريرات والمسوغات للعملية، ومنها أيضًا تلك الرسالة التي بعثت بها الولايات المتحدة لإيران عبر السفارة السويسرية في طهران، والتي حاولت وفق ما تم تسريبه من الجانب الإيراني ألا يتجاوز الرد الإيراني على العملية سقفًا محددًا، ثم تأتي زيارة وزير الخارجية القطري ولقائه بنظيره الإيراني واعتزام لقاء الرئيس الإيرانى حسن روحاني، ربما لنقل رسالة أمريكية إلي المسؤولين الإيرانيين.



ولفت إلى أنه ربما تم اختيار قطر بالذات لأسباب عديدة منها علاقتها الجيدة مع الولايات المتحدة من جهة ومع إيران من جهة أخرى، وهو ما لا يتوافر لدى أطراف أخرى، فضلًا عن القرب الجغرافي بين قطر وإيران وهو عامل مهم، كون واشنطن تدرك أهمية الوقت في التخفيف من حدة الاحتقان قبل أن تصدر مواقف متهورة من الجانب الإيراني. 



كما تعتقد واشنطن أن الدوحة ستكون مخلصة بشدة في إسداء النصح للطرف الإيراني وتذكيره بان إشعال حرب واسعة ستكون تداعياتها كارثية على المنطقة برمتها

شارك