«رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية».. أداة إيرانية لغزو عقول الشعوب

الأحد 05/يناير/2020 - 02:00 م
طباعة «رابطة الثقافة والعلاقات محمد عبد الغفار
 
سعى النظام الإيراني منذ اندلاع الثورة الإسلامية في البلاد عام 1979، إلى نشر أفكار الثورة، وتدويل مبادئها، خصوصًا في دول الجوار ثم بصورة إقليمية، وذلك حماية له وترسيخًا لقواعده.



واستغلت طهران في سبيل تحقيق ذلك، أدوات عدة منها ما هو سياسي أو اقتصادي، مع التركيز على العوامل الدينية، التي تجذب الشعوب في الدول العربية خصوصًا، نظرًا لارتباطهم الوثيق بالدين.

رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية

تعد «رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية» من أبرز المؤسسات الدينية التي يعتمد عليها نظام الملالي في اختراق دول الجوار بصورة ثقافية، معتمدًا في ذلك على بعد ديني عقائدي لها.

وترجع فكرة إنشاء الرابطة إلى العالم الديني آية الله التسخيري، وهو من العلماء البارزين في البلاد، والذى طلب من المرشد الأعلى على خامنئي فى عام 1994، ضرورة جمع الأنشطة الدولية الإسلامية كافة تحت إشراف رابطة واحدة، ومن هنا برزت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية.


ويرأس المجلس الأعلى للرابطة، علي جنتي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي فى حكومة الرئيس حسن روحانى، ويتكون من 15 عضوًا من كبار رجال الدبلوماسية والدين في طهران.

ويدير الرابطة منذ 23 أكتوبر 2019 الدكتور أبو ذر إبراهيم تركماني، وهو المستشار الثقافى السابق في روسيا، وحاصل على درجة الدكتوراه في القانون الخاص، كما عمل ملحقًا ثقافيًّا في العاصمة التركية أنقرة وعشق آباد عاصمة تركمانستان، ونائب الدائرة العامة الثقافية لمنطقة آسيا وأوقيانوسيا داخل الرابطة.

ووفقًا للموقع الرسمي لرابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية على شبكة الإنترنت، فإنها تهدف إلى «تقديم الصورة الكاملة واللائقة للثقافة والحضارة الإيرانية والإسلامية، والتعريف بمذهب أهل البيت، وإقامة جسر يصل بين المثقفين وعلماء الدين والجامعيين والفنانين الإيرانيين وبين نظرائهم في العالم لإيجاد لغة مشتركة لعالم قابل للتعايش من خلال الفهم المتبادل».

جولات دولية

وتطبيقًا لهذا الهدف، عمدت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في إيران إلى التجول حول العالم عبر المؤتمرات والندوات والمسابقات المختلفة، التي غالبًا ما تتخذ طابعًا دينيًّا أو ثقافيًّا، لكن هدفها الأساسي هو نشر الفكر الشيعي ومبادئ الثورة الإيرانية.

لعل آخر أنشطة الرابطة، زيارة المستشار الثقافي الإيراني في عمان، علي موسوي، جامعة السلطان قابوس الدولية، في 31 ديسمبر 2019، والاتفاق على ضرورة إجراء تعاون أكاديمي بين مراكز التعليم العالي في طهران والجامعة العمانية.

وشمل الاتفاق تبادل أعضاء هيئة التدريس وعقد المؤتمرات الأكاديمية والعلمية، إضافة إلى إنشاء مقر تحت عنوان «غرفة إيران»، وزيادة نسبة الطلاب الإيرانيين المقبولين في جامعة السلطان قابوس الدولية.

وفي التوقيت نفسه، أجرت الرابطة بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية في الجزائر لقاءً مع رئيس قسم الفلسفة في جامعة "وهران" الدكتور كبير محمد، ودار اللقاء حول الفكر الفلسفي الإسلامي خصوصًا الموجود في إيران.


وفي 17 ديسمبر 2019، زار رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية تونس، يرافقه نائب الرئيس للتعاون العلمي والثقافي، وهدفت الزيارة إلى المشاركة في الاجتماع الحادي عشر لوزراء الثقافة في الدول الأعضاء في منظمة الإيسيسكو.

وفي جمهورية جورجيا، أقامت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية الإيرانية في 18 ديسمبر 2019، بمقر مؤسسة آل البيت بالعاصمة تبليسي ، مؤتمرًا دوليًّا بعنوان «دور التعاليم الدينية في مواجهة التيارات التكفيرية»، شارك به عدد من العلماء والمفكرين من إيران وتركيا وأذربيجان وداجستان وروسيا وجورجيا.

وعمد نظام المالى على تقديم تعاليمه الدينية في المؤتمر على أنها المرجعية الجيدة والمناسبة لمواجهة التيارات التكفيرية، والتي انتشرت حول العالم خلال الفترة الأخيرة.

إضافة إلى عقد لقاء مع وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين، وتناول اللقاء سبل توسيع نشاطات تعليم اللغة الفارسية، ونشر الكتب الفقهية والعلمية الإيرانية بصورة ملائمة، وإقامة المعارض الثقافية في العاصمة التونسية، إضافة إلى تدشين صفحات تابعة للرابطة على مواقع التواصل الاجتماعي موجهة إلى الجمهور التونسي.

وفي أفريقيا، نقلت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية «راية العتبة الرضوية المقدسة» في أوغندا، بداخل مسجد الخوجة بالعاصمة كمبالا، 22 ديسمبر 2019، بحضور المستشارية الثقافية الإيرانية وأكاديميين من طهران.


وهناك الزيارة التي قام بها رئيس الرابطة «أبو ذر إبراهيمي تركمان» إلى تركيا، في 26 ديسمبر 2019، والتقى خلالها رئيس منظمة الشؤون الدينية التركية على أرباش، واتفقا على السماح للأساتذة الإيرانيين بالتدريس داخل الجامعات التركية، وكذلك نشر تفسير الخميني لآيات القرآن الكريم.

ويتضح أن «رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية» فى إيران عملت على الانتشار في مختلف قارات العالم، متخذة هدفًا واضحًا وهو الغزو الثقافي والفكري لشعوب هذه الدول، وهو ما يخدم في النهاية أهداف نظام الملالي في نشر مبادئ ثورة 1979.

شارك