«طيران بلحاج».. وسيلة تركيا لنقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا

الأحد 05/يناير/2020 - 05:10 م
طباعة «طيران بلحاج».. وسيلة نورا بنداري
 
بعد أن صوت البرلمان التركي في 2 يناير 2020 على إرسال قوات غير قتالية إلى ليبيا، بدت أنقرة فى دراسة إرسال مقاتلين ومرتزقة سوريين للقتال إلى جانب ميليشيات حكومة «السراج»، وبالفعل شرعت في ذلك عبر شركة طيران الأجنحة الليبية «Ajniha»، التي يمتلكها «عبد الحكيم بلحاج»، الإرهابي الليبي المقيم في تركيا.
وكشفت إذاعة فرنسا الدولية «إر إف إيه»  في الأول من يناير الجاري أن شركة الخطوط الجوية الليبية «Afriqiyah Airlines» وشركة طيران الأجنحة الليبية التي يملكها «بلحاج»؛ قامتا بنقل مقاتلين من تركيا إلى طرابلس؛ بهدف مد يد العون للميليشيات التابعة لحكومة «السراج»؛ موضحة أنه في الفترة ما بين ٢٧ و٢٩ ديسمبر ٢٠١٩ هبطت أربع طائرات في مطار «معيتيقة» بطرابلس، تحمل مقاتلين سوريين من الألوية الموالية لأنقرة، وكانت رحلات الطيران غير مسجلة.
ونفت حكومة «السراج» الأمر مدعية أن أنقرة لم تنقل مرتزقة تابعين لها إلى طرابلس، إلا أن مسؤولين أتراك كشفوا في تصريحات لهم نشرتها وكالة «رويترز» أواخر ديسمبر 2019؛ أن أنقرة تدرس إرسال مقاتلين من الفصائل السورية المتحالفة معها إلى ليبيا، ويجري إعداد اجتماعات في هذا الصدد.
وجدير بالذكر، أن «عبد الحكيم بلحاج»، دشن في 27 ديسمبر 2014 شركة طيران «الأجنحة الليبية»، وساعده في ذلك ميليشيات «فجر ليبيا» التي أنشأها «بلحاج» وحكومة الانقلاب التابعة للإخوان برئاسة «عمر الحاسي» بعد سيطرتهم على طرابلس، إذ منحوا «بلحاج» إجراءات التراخيص من مصلحة الطيران المدني الليبية لتشغيل الشركة، بعد أن أقرضته قطر عن طريق سفيرها في طرابلس مبلغ 750 مليون يورو.
ومنذ تدشين الشركة، يعمل «بلحاج» على استخدامها في خدمة مصالح تركيا وقطر؛ إذ كشف «رامي عبد الرحمن» مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في تصريحات له على موقع التواصل «فيس بوك» في 27 ديسمبر 2019؛ أن «بلحاج» ساهم في أوقات سابقة، عبر المخابرات التركية وعبر حكومة «أردوغان» في نقل آلاف الجهاديين من ليبيا إلى داخل الأراضي السورية.
وبعد ذلك أعلن المرصد السوري أن العناصر التي وصلت إلى ليبيا عبر الأراضي التركية، وهم حوالي 300 مقاتل، ليسوا إلا مجموعة من المرتزقة تم تجنيدهم من قبل الحكومة التركية، من العنصر التركماني المعارضين للنظام السوري والموالين لأنقرة، والذين وعدوهم بالحصول على الجنسية التركية بمجرد عودتهم من القتال في ليبيا.

مراكز استقطاب
إضافة إلى ذلك؛ فإن «عبد حامد المهباش» الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (المنطقة الخاضعة لسلطة الأكراد)؛ أوضح في بيان 27 ديسمبر 2019، أن تركيا تستغل المرتزقة من أجل إرسالهم إلى ليبيا وغيرها من المناطق تنفيذًا لأجندتها التوسعية، وذلك بعد أن تم افتتاح 4 مراكز ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا لاستقطاب المقاتلين منطقة عفرين السورية، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، مبينًا أن الفصائل السورية الموالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين في الذهاب للقتال في ليبيا.



علاقة وثيقة
ويوضح «إياد المجالي» الباحث المختص في العلاقات الدولية؛ أن «بلحاج» هو أبرز قيادي في تنظيم الإخوان بليبيا وداعم لمسار عمليات الجيش التركي والنظام السياسي في أنقرة، ولذلك فإن شركة الطيران المملوكة له تعمدت من خلال تنفيذ رحلات غير مسجلة قادمة من تركيا نقل مقاتلين سوريين، وعناصر من التنظيمات المسلحة الموالية لأنقرة  إلى الأراضي الليبية عبر مطار معيتيقة.
ولفت «المجالي» في تصريح له، إلى أن عدم قدرة الدولة الليبية على السيطرة بشكل كامل على حركة الطيران، أسهم في ذلك؛ خاصة «مطار معيتيقة» الذي يقع في أقصى البلاد، ويخضع لسلطة حكومة الوفاق بقيادة «السراج»، ولذلك يتم الادعاء أن الموجودين على متن الطائرة مدنيون؛ لغايات التمويه.

شارك