لهذه الأسباب.. دخول القوات التركية في ليبيا غير ممكن

الثلاثاء 07/يناير/2020 - 01:34 م
طباعة لهذه الأسباب.. دخول سارة رشاد
 
أثار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بانتشار قوات بلاده داخل ليبيا، بموجب الضوء الأخضر الذي منحه له البرلمان التركي، الخميس 2 يناير، في إضفاء مزيد من التصعيد على المشهد الليبي.


ووفقًا للقاء أردوغان مع «C.N.N» الأحد 5 يناير، حدد الرئيس التركي مهام قوات بلاده في ليبيا قائلًا: إن قواته تنتشر بشكل تدريجي وسيلحق بها كبار قادة الجيش التركي، على حد قوله.

ورغم ما أكده الرئيس التركي من تنفيذ تهديداته بالوجود في ليبيا، فإن ثمة تحديات ربما تكون عائق أمام تحقيق وجود قواته بالشكل الكامل الذي يتحدث عنه.

وأول هذه التحديات هو البحر الأبيض المتوسط والمسافة المقطوعة بين تركيا وليبيا، بحسب تقديرات اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إذ قال في تصريحات إعلامية إن البديهيات العسكرية تقول إن أردوغان حتى يتمكن من الوجود في ليبيا بالشكل الذي يلوح به يحتاج لبنية أساسية تساعده في نقل قواته، معتبرًا أن ذلك غير متوفر.



وأضاف أن ما يقبل عليه أردوغان ليست رحلة، ومن ثم فالأمر يحتاج لمعدات وكفاءة لنقل قوات عسكرية لمسافة تبلغ حوالي 1300 كيلو بحري، معتبرًا أن تركيا لا تملك الكفاءة الكافية لنقل قواتها لكل هذه المسافة.



ولفت إلى أن كل ما تمتلكه أنقرة هو عمليات نقل المرتزقة عبر شركات جوية مؤجرة، مشيرًا إلى أن أردوغان سيجازف حال ما دفع بقواته النظامية إلى البحر.

وقال الباحث السياسي، محمد فرّاج أبو النور، لـه إنه رغم التصريحات التي يلوح بها أردوغان فيما يخص وجوده في ليبيا فإن الحرب التي يتصور الرئيس التركي خوضها في ليبيا ليست حربًا تقليدية سيقف فيها الجيش أمام قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، ولكنها بحسب تقديره، حرب سيعتمد فيها على المرتزقة، والغارات الجوية.



وبرر ذلك بتحديات قال إنها تعوق تحقيق تهديدات تركيا بشكل دقيق، ملخصًا تلك التحديات في الحالة المعنوية غير المستقرة التي يمر بها الجيش التركي، بحسب قوله.



ولفت إلى أن أول أسباب هذه الحالة هو الهزة التي مر بها الجيش التركي على خلفية انقلاب 2016 المزعوم، وما أعقبه من استبعاد وتخوين لقطاع كبير من ضباط الجيش، الأمر الذي أفقد الجيش التركي عددًا عن عناصره.



وتابع أن البعد الجغرافي بين ليبيا وتركيا وحاجة القوات للإبحار لمسافات كبيرة، لاسيما عدم الإدراك الكامل بالجغرافيا الليبية التي تبلغ نحو مليون و700 ألف كم، كل ذلك يؤثر أيضًا على نفسية الجنود واستعدادهم لخوض حرب نظامية.



وتابع أن أردوغان يدرك ذلك، لذا سيعتمد على التفوق التكنولوجي لإحداث خسائر في صفوف الطرف المقابل دون الدخول في مواجهات تقليدية.



وأشار إلى أن أردوغان يفكر في أن تكون ليبيا فرصة مناسبة لتصدير فائض الإرهاب الموجود لديه بعد شبه التصفية للأزمة السورية، موضحًا أنه يراهن على أن المجتمع الدولي في هذه الحالة لن يسأله عن عمليات نقل الإرهابيين، ومن ثم يمكن التخلص منهم دون الدخول في جدال مع الدول الأوروبية حول استعادة إرهابيها من عدمه.



وعدد هذا الموقف في فرنسا وإيطاليا اللتين اتفقتا على خطورة الوجود التركي في ليبيا على مصالحهما، لاسيما الموقف المصري والسعودي والإماراتي الذي يرى في تدخل تركيا في ليبيا خطر على أمنهم القومي.

شارك