لا تحالف ولا استغلال.. دول شمال أفريقيا تغلق أبوابها في وجه أردوغان الأربعاء

الخميس 09/يناير/2020 - 02:25 م
طباعة لا تحالف ولا استغلال.. محمود البتاكوشي
 
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشتى الطرق، لاستقطاب حلفاء جدد في عدوانه على الأراضي الليبية، بعد الرفض الدولي لسياساته ورغبته في احتلال ليبيا لسرقة خيراتها.

وصل الأمر بالرئيس التركي للتوسل والاستجداء على أبواب رؤساء دول الشمال الإفريقي تونس والجزائر والمغرب، لمساعدته في تنفيذ مخططه الدامي في المنطقة، مستغلًا موقفهم الرافض للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، لذا يعمل على محاولة إقناعهم بتأييد مواقف حكومة الوفاق.
لا تحالف ولا استغلال..
تعد زيارة وزير الخارجية التركي، تشاووش أوغلو، إلى الجزائر، للقاء نظيره الجزائري صبري بوقادوم، لتبادل محادثات العلاقات الثنائية بين البلدين، حسب بيان لوزارة الخارجية التركية، محاولة بائسة لتوريط الجزائر في عداونه على أراضي المختار.

يعتمد أردوغان في استراتيجية على رفض الجزائر الواضح لخليفة حفتر، وخاصة أنه عند بزوغ نجمه في مواجهة حكومة الوفاق، زار وزير جزائري مناطق في الجنوب التقى خلالها قيادات عسكرية غير موالية لحفتر، ما دفع قائد الجيش الوطني الليبي إلى انتقاد هذه الزيارة واعتبارها انتهاكًا لسيادة بلاده، وهو ما يحاول أردوغان استغلاله.

مطامع أردوغان

 ما لم يضعه أردوغان في حسبانه، أن أطماعه ستصطدم بعقيدة الجيش الجزائري الواضحة في رفض المشاركة العسكرية خارج الحدود، لكنه قد يحاول خلال مفاوضاته المكثفة معهم على دعمهم السياسي لحكومة السراج، أو على الأقل عدم معارضة التدخل التركي في الأراضي الليبية، وخاصة أن أي تصرف غير محسوب قد يسبب رد فعل من الجزائر التي ترى في ليبيا إحدى حدائقها الخلفية، وبالتالي فأي وجود عسكري أجنبي في ليبيا ستراه الجزائر موجهًا ضدها. 

الموقف الجزائري الواضح حتى الآن هو رفض الجزائر للحل العسكري في ليبيا، إذ أكد صبري بوقادوم، رئيس الحكومة الجزائرية، أن "لغة المدفعية ليست هي الحل وإنما الحل يمكن في التشاور بين كافة الليبيين وبمساعدة جميع الجيران وبالأخص الجزائر، مؤكدا أن بلاده ستقوم في الأيام القليلة القادمة بالعديد من المبادرات في اتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية ما بين الليبيين فقط.


أردوغان يعلم جيدًا أنه دون الحصول على الدعم من تونس والجزائر، لن يستطيع النجاح في تحقيق مبتغاه، خاصة أنه تلقى تحذيرات من أن التورط العسكري في العمق الليبي، لن يكون في صالحه، لذا دعا الدولتين إلى جانب قطر، للمشاركة في مؤتمر برلين المزمع في الأيام المقبلة والذي دعت إليه ألمانيا عددا من القوى الدولية والإقليمية المعنية بالمشكل الليبي، والهدف منع حرب بالوكالة حسب تعبير ميركل التي تحاول أن تجعل نفسها وسيطًا دوليًّا محايدًا في النزاع الليبي.

في رسالة طمأنة من أردوغان لدولتي تونس والجزائر، أكد أردوغان أن عناصر القوات العسكرية التركية التي شقت طريقها الى ليبيا، أقرب الى قوات استشارية ولن تعمل في الميدان وعلى الأرض لكنها ستعمل مع الحكومة الشرعية في ليبيا لدعم وحماية اتفاقية التعاون والدفاع الموقعة مع حكومة الوفاق الليبية التي يدعمها المجتمع الدولي. 

يرجع قرار لإرسال مستشارين عسكريين تحت يافطة عدم العمل في الميدان هو محصلة لمعادلة وسطية ما بين رغبة الرئيس أردوغان في التورط العسكري الكامل واقامة منشآت وما بين توصية مجلس الامن التركي الذي لم يعارض اردوغان عندما طلب- حسب مصادر الحزب الحاكم في انقرة- تواجد عناصر عسكرية تركية ولو في جانب الردع حتى لا تخسر بلاده الاتفاقية الدفاعية الموقعة لمدة عام مع حكومة الوفاق، لأن ذلك ينطوي على قيمة استراتيجية .

كما روج أردوغان أيضا أن الوجود العسكري هدفه حماية استثمارات تركية في ليبيا تحتاج لبعد عسكري لحمايتها وتزيد قيمتها عن 14 مليون دولار بما فيها منشآت على الأرض ومصانع كلفت قطاع الأعمال التركي نحو أربعة مليارات دولار.

في الحجج والذرائع التي يحاول أردوغان تسويقها لدول الجوار أكد أن دائرة الخيارات أمام تركيا ضيقة ووعد بان يتعامل بحذر وبالتدريج والقطعة مع كل هذه المحاذير، ولن يضر بمصالح أى من حلفائه.

شارك