القواعد الأمريكية.. هدف أعداء واشنطن في الشرق الأوسط

الخميس 09/يناير/2020 - 02:42 م
طباعة القواعد الأمريكية.. نهلة عبدالمنعم
 
تعد الولايات المتحدة الأمريكية من أبرز الكيانات الدولية الحريصة على نشر قواعدها العسكرية خارج حدودها وبالأخص في المنطقة الملتهبة عالميًّا (الشرق الأوسط)، وفي ظل التصعيد المستمر بين واشنطن وطهران تبرز هذه القواعد كهدف إستراتيجي مزدوج التهديد تستغله القوى المعادية وتستغله أيضًا الدولة المالكة.


فمنذ استهداف الجيش الأمريكي لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد ميليشيا الحشد الشعبي العراقية الموالية لإيران، أبومهدي المهندس في 2 يناير 2020، تصاعدت الضربات ضد القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، ولما كانت هذه القواعد متراصة على الأغلب إلى جوار النطاقات الجغرافية المحتدمة ضد واشنطن فإن عملية الحفاظ عليها سالمة بجميع جنودها وتمركزاتها بات أمرًا صعبًا.

في 5 يناير 2020، شكلت حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة هجومًا ضد القاعدة العسكرية الأمريكية في كينيا «سيمبا» ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم أحد الجنود الأمريكيين، إلى جانب خمسة من المهاجمين، في إشارة استغلها البعض لإعادة إنتاج سيناريو التعاون بين طهران والقاعدة للانتصار على واشنطن التي يعتبرونها عدوًا رئيسيًّا.

ومع هجوم حركة الشباب في كينيا سارعت طالبان بالتهليل لهذا الاستهداف؛ واصفة إياه بانتصار ضد واشنطن وهو ما يبدو ترابط قوي بين حليفين تسعى الولايات المتحدة لتفريقهما، وبالتوازي تتشابك الجماعتين بعلاقات مع طهران أساسها المصالح والتفاهمات السياسية.


إلى جانب ذلك، نشرت الأداة الإعلامية الرسمية لحركة طالبان «صوت الجهاد» أن عناصر الحركة استهدفت مجددًا قاعدة باجرام العسكرية الأمريكية بصواريخ بعد استهدافها في ديسمبر 2019 بعملية انتحارية في محيطها أثناء الجولة الأولى للمفاوضات العائدة ثانية بين الحركة وواشنطن، ولكن هذا الخبر لم يحظ بتعليق إعلامي أمريكي أو حتى سياسي إذ أعلنته الحركة فقط.

ومع فجر الأربعاء 8 يناير 2020، أعلنت إيران استهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق بعشرات الصواريخ الباليستية منها ما لم ينفجر بالأساس مدعية وقوع قتلى بين صفوف الجنود وهو ما لم يتضح بعد إذ لا توجد أي صورة أو إعلان من جانب أي منشأة صحية بقدوم أي جثة، كما نفت السلطات الأمريكية سقوط أيًّا من ضحاياها.

ويبدو المشهد معقدًا وبالأخص مع انتشار قواعد واشنطن في أفغانستان والصومال والعراق وسوريا وغيرهم من المناطق الموجود بها ميليشيات مسلحة مرتبطة مباشرة بإيران أو بعلاقات مصالح معها أو حتى ميليشيات أخرى قد تجد في هذا الصراع ملاذ لأهدافها ضد واشنطن، إلى جانب حلفاء لأمريكا أصبحوا متخوفين من ردود فعل عنيفة ضد قواتهم.

وفي هذا الصدد تقول صحيفة ذا ويك الأمريكية في 7 يناير 2020: إن حلفاء واشنطن في المنطقة أبدوا الكثير من القلق على سلامة جنودهم في ظل التصعيد المستمر بين واشنط وطهران واستغلال القواعد العسكرية في هذه الحرب، إذ أعلنت كندا نقل قواتها بشكل مؤقت من قواعد العراق للحفاظ على حياتهم، ورجحت الصحيفة بأن المملكة المتحدة ستنتهج نفس الإطار قريبًا.

ولكن فيما يخص الإجراءات الأمريكية لمجابهة التصعيد ضد قواعدها العسكرية، أبدى السياسيون والإعلاميون بواشنطن قلقهم إزاء الأمر متهمين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعريض حياة الجنود في القواعد العسكرية للخطر مقابل الحصول على فترة ولاية ثانية في رئاسة البلاد، إذ قال المقدم السياسي الساخر، ستيفن كوليبر في برنامجه ذا ليت شو إن صواريخ إيران وواشنطن المتبادلة ستؤدي إلى نشوب حرب لا يبالي بها دونالد ترامب الذي يهتم بأمور ترشحه للرئاسة بشكل أكبر.

بينما قال جيرالدوا ريفيرا المحلل الأمريكي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن الأمر يتصاعد بشكل خطير، مطالبًا ترامب بالحفاظ على التوازن ومنع تصعيد المشاكل أو احتمالية نشوب حرب في الشرق الأوسط.

شارك