«إخوان تركيا».. توظيف المال الإيراني بالدفاع عن «حماس» لصالح طهران

الجمعة 10/يناير/2020 - 12:18 م
طباعة «إخوان تركيا».. توظيف مصطفى كامل
 
رغم ما يبدو ظاهريًّا من تضاد واختلاف عقائدي بين جماعة الإخوان وبين إيران، فإن الجانبين يرفعان دائما شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة»، وخاصة عقب اللقاء السري الذي جمع بين قيادات من الجانبين فى تركيا عام 2014، وكشف النقاب عن وجود تناغم وتواصل منذ سنوات طويلة. 

صمت ودفع الأذرع
لم تخرج جماعة الإخوان بأي بيان حول مقتل «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس الإيراني في غارة أمريكية ببغداد في 3 يناير2020، كما لم تعلق رسميًّا، ولم تعلن عن أي موقف من جانبها إزاء مقتل الرجل، عكس حركة حماس في قطاع غزة الفلسطينى، التى نعته وتلقت فيه العزاء، بل دفعت أذرعها الموجودة في تركيا -تحديدًا- إلى الدفاع عن «حماس» وتسليط الضوء على أن ما قامت به جزء هام من استراتيجية التعاون مع طهران.
«ما أخطأت حماس».. كان هذا شعار عناصر جماعة الإخوان في تركيا للدفاع عن الحركة عقب قيامها بتلقي العزاء في مقتل «سليماني» قائلين: «إيران هي الدولة الوحيدة التي ساعدت في تسليح الحركة وتدريب كوادرها في صناعة الصواريخ ولولا هذه المساهمة لسقطت غزة من سنوات، فلم يكن من المطلوب أن تفرح لمقتله ومن المروءة ما أقدمت عليه بتقديم العزاء فيمن وقف معها وساعدها»، زاعمين أن –حماس- تفصل في مواقفها ولا تريد أن تدخل في تحالفات خاسرة ولا تهتم بمشاعر الجموع الذين لم يقدموا لها شيئًا سوى الهتاف فقط.

علاقات وثيقة
دعمت «طهران» حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» اللتين حظيتا برعاية لوجيستية ومالية وتسليحية وعقائدية، إذ قدّم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحماس في يناير 2016 الشكر لإيران على دعمها، مؤكدًا في تصريح نقله التلفزيون الإيراني الرسمي، أن «شعب غزة لطالما قدّر الدعم السياسي والروحي الذي تقدمه له إيران زعماء وشعبًا».
وعكفت اللجان الإخوانية الإلكترونية للدفاع المستميت عن حركة حماس لصالح طهران، قائلين: إن «قاسم سليماني» قدم الكثير للفلسطينيين، منها مشروع صاروخي ومضادات الدروع وصواريخ الكورنيت، وتدريب القوات الخاصة والقيادات العسكرية داخل قطاع غزة، إضافة إلى تقديم الدعم المالي، وأضافت تلك اللجان أن حماس كانت ستصبح مثل تنظيم «داعش» لولا الدعم الإيراني عبر «سليماني» الذي قام بتحويله لمشروع سياسي ومسلح في آن واحد.

موقف متناقض
وفى اتجاه آخر علق إخوان سوريا على مقتل «سليماني» في بيان لهم الجمعة 3 يناير 2020، تحت عنوان «ويشف صدور قوم مؤمنين»، أعلنوا  من خلاله دعم العملية الأمريكية، موجهين خطابًا للقوات الإيرانية في سوريا: «أما أنتم يا فيلق قاسم سليماني والحرس الثوري إن الطريق إلى فلسطين لا يستدعي تدمير معرة النعمان وسراقب وخان شيخون وأطفال الغوطة الذين تواطؤوا على قتلهم بالكيماوي لم يكونوا من قتلة الحسين رضي الله عنه».

بينما انتقد الإخواني المصرى أحمد المغير، الهارب خارج البلاد، ما قامت به حركة حماس، وأوضح عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل «فيس بوك» أنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الحركة العزاء لإيران؛ لكنها خرجت ببيانات تعزية في جميع قتلى إيران الذين قتلوا في سوريا والعراق؛ لافتًا إلى أن الحركة تعطي غطاء سياسيًّا وإعلاميًّا ما تقوم به طهران في سوريا، وشريك رسمي لطهران فيما تفعله في سوريا والعراق.
وقال «المغير»: إن إيران قدمت دعمها للحركة لحين توفر بديل شيعي ليها في غزة، والحركة متمسكة بإيران لأنها تقدم لها دعمًا غير مشروط ومتوقفًا على وجود البديل الشيعي، قائلًا: «إن ايران بالفعل تبذل مجهودات ضخمة لنشر التشيع في غزة».
يذكر أن القيادي بالحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، قتل أيضا فى الهجوم الذي أمر به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

شارك