الرصاص يرتد إلى طهران.. 3 سيناريوهات في مأزق «الطائرة الأوكرانية»

السبت 11/يناير/2020 - 01:00 م
طباعة الرصاص يرتد إلى طهران.. محمد شعت
 
ورطة جديدة تواجه النظام الإيراني، وذلك إثر سقوط طائرة أوكرانية من طراز بوينج 737، وعلى متنها 176 شخصًا، من بينهم 83 مواطنًا إيرانيا بعد إقلاعها من مطار الإمام الخميني في إيران.



وجاء توقيت سقوط الطائرة وتحطمها ومصرع جميع من كانوا على متنها، بالتزامن مع الضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدتين أمريكيتين في العراق.

فرضيات الحادث



1- عطل فني



فرضية أن العطل الفني هو المتسبب في سقوط الطائرة الأوكرانية هي التي سارعت طهران بالإعلان عنها  فور وقوع الحادث، وذلك لإبعاد الشبهة عن نفسها، وقبل إجراء أي تحقيقات، وبالتالي فإن الفرضية المطروحة من الجانب الإيراني لم تعززها أية شواهد سوى رغبة إيرانية في التملص من المسؤولية عن الحادث.



2- صاروخ طائش



الفرضية الثانية أسندت حادث سقوط الطائرة الأوكرانية إلى صاروخ طائش أصابها بالخطأ، وأيدتها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، وهي الفرضية التي عززها الموقف الإيراني الرافض لتسليم الصندوقين الأسودين لفحصهما وتبين السبب الحقيقي؛ ما أثار الشكوك حول تورط طهران في الحادث، وأن لديها شيئًا تخفيه، ومع تزايد الضغوط على إيران أبدت مرونة بعض الشيء في تسليم الصندوقين الأسودين، لكنها أيضًا فرضت إمكانية حدوث تلف فيهما، وأن فترة فك شفرات الصندوقين قد تصل إلى شهرين، إضافة إلى أن فترة التحقيق في الحادث قد تصل إلى عامين.



الاستثمار الأمريكي



بدأ الموقف الأمريكي هادئًا بعد الضربة الصاروخية الإيرانية، وكانت أول التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «أن كل شيء على ما يرام»؛ ما يؤشر أن الضربة لم تزعج بلاده من الأساس رغم كل السيناريوهات والاحتمالات التي تمت الضربة على أساسها، إضافة إلى يقين لدى واشنطن بأن إيران ورطت نفسها بنفسها في هذا الحادث، وبذلك تستطيع أمريكا أن تستثمر الموقف ليرتد رصاص طهران إلى صدرها.



وفي خطوة استباقية أعلنت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية أنها تحظر على شركات الطيران المدني الأمريكية التحليق في المجال الجوي للعراق وإيران والخليج وخليج عمان، إضافة إلى تأكيد ترامب على أن لديه شكوكًا في حادث سقوط الطائرة، وترديده عبارة «هناك شيء فظيع قد حدث».



ويدعم الموقف الأمريكي تصريحات رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، التي قال فيها: إن هناك أدلة على أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران أُسقطت بصاروخ أرض جو، ربما أُطلق بدون قصد، داعيًا إلى تحقيق شامل وشفاف في الحادث الذي قتل 176 شخصًا، بينهم أربعة بريطانيين.

المأزق الإيراني



تشابك الأطراف المتضررة من الحادث يمثل مأزقًا حقيقيًّا للنظام الإيراني؛ خاصة أنه في ظل وجود الطرف الأمريكي الذي يريد أن يستفيد من الحادث قدر الإمكان، ويعتبرها فرصة جيدة للحشد الدولي ضد طهران التي باتت تهدد الملاحة المائية والجوية والمصالح الدولية، وهو الأمر الذي استشعرته إيران لتحاول التشكيك في التصريحات الأمريكية؛ ما دفع رئيس هيئة الطيران المدني إلى القول بأنه إذا كان لدى الأمريكيين وثائق تخصصية تفيد بضرب صاروخ للطائرة عليهم نشرها، وما أدلوا به مجرد تصريحات سياسية وليست اختصاصية.



وما يزيد المأزق الإيراني أن حادث سقوط الطائرة جاء ليلة الضربة الصاروخية التي من المفترض أن إيران مهدت لها جيدًا، ودرست كل السيناريوهات المتاحة، وبالتالي كان من باب أولى أن تهيئ الأجواء، وتتجنب وقوع أي خسائر لأي دولة ليست طرفًا في الصراع، إضافة إلى أن الضربة الجوية موثقة ولا تستطيع إيران أن تنكر إطلاقها صواريخ.



الأمر الآخر الذي يضيق الخناق على إيران، ويفوت عليها أي فرصة للمراوغة، هو إعلان أطراف دولية مشاركتها في التحقيق إلى جانب أوكرانيا؛ حيث  أبدت فرنسا استعدادها للمساهمة في التحقيقات، إضافة إلى إعلان المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل تعيين أحد ممثليه المعتمدين للتحقيق في الحادث، إضافة إلى كندا التي أعلن رئيس وزرائها أن بلاده تمتلك معلومات استخبارية تشير إلى أن الطائرة تم إسقاطها فوق طهران عن طريق الخطأ بواسطة صاروخ إيراني، ويبقى كل ذلك مرهونًا بما ستكشفه التحقيقات.

سيناريوهات الأزمة



تبقى إيران محصورة في عدة سيناريوهات مريرة، السيناريو الأول حال محاولة إيران تمييع القضية، اعتمادًا على عنصر الوقت، وإعطاء التحقيقات فترة زمنية بعيدة، قد يعرض طهران إلى عقوبات أمريكية جديدة، ويأتي السيناريو الثاني حال اعتراف إيران بتورطها في الحادث ما قد يكلفها دفع تعويضات ضخمة، وسط اقتصاد منهك بالأساس، أما السيناريو الثالث فسيتحقق حال توجه الدول المعنية بالقضية إلى مجلس الأمن قد يؤدي إلى فرض عقوبات دولية على إيران على غرار سيناريو ليبيا وحادث «طائرة لوكيربي».

شارك