الدور التركي في سوريا.. عمليات عسكرية ودعم للميليشيات المسلحة

الأحد 12/يناير/2020 - 02:13 م
طباعة الدور التركي في سوريا.. معاذ محمد
 
على مدار السنوات السابقة، تسببت تركيا في العديد من الأزمات في سوريا، نظرًا لدعمها العديد من الجماعات المسلحة في الحرب داخل البلاد، وعلى رأسها جبهة النصرة الإرهابية، بالإضافة إلى فتح حدودها لمرور مقاتلي «داعش» الأجانب إلى دمشق وبغداد والعكس، بجانب شنها بعض العمليات العسكرية في المدن.

تمدد «داعش»



كشفت العديد من التقارير الاستخباراتية، أن تركيا كانت بوابة عناصر داعش الأجانب، للوصول إلى سوريا والعراق، والانضمام إلى صفوف التنظيم، بالإضافة إلى وجود ثلاثة معسكرات له تدار من داخل أنقرة وعند الحدود السورية.



كما أنه في 30 أغسطس 2014، كشف التلفزيون الرسمي الألماني (ARD) خلال تقرير له، امتلاك «داعش» مكتبًا غير رسمي في مدينة إسطنبول بشمال غربي تركيا، تنظم من خلاله عمليات دعم وإمداد التنظيم في سوريا والعراق بالعناصر الأجنبية، الأمر الذي ساعد بالتأكيد على تصاعد وتيرة الأحداث في البلدين.



واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باحتضان التنظيمات المتشددة ورعايتها، وعلى رأسها «جبهة النصرة»، التي كانت فرعًا لتنظيم القاعدة في سوريا، ودخل عدد من القوات التركية برفقة مقاتليها إلى منطقة الصرمان شرق ريف مدينة إدلب السورية، بهدف نشر الدبابات العسكرية وتمركز نقطة مراقبة.



وبحسب تقرير أصدره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، تحت عنوان: «كيف تورطت تركيا مع تنظيم داعش؟»، 13 أكتوبر 2019، فإن تركيا تدعم التنظيمات الإرهابية من خلال التمويل وعقد صفقات شراء النفط المسروق من مصافي نفط بسوريا والعراق، بالإضافة إلى تسهيل حصولها على مواد خطرة تستخدم في صناعة المتفجرات.

قتل المدنيين



في مطلع أكتوبر 2019، شنت أنقرة عملية عسكرية «نبع السلام» في الشمال السوري، لمحاربة قوات حماية الشعب الكردية وإجلائهم من المنطقة، ما تسبب في قتل الكثير من المدنيين، إضافة إلى هروب عناصر تنظيم داعش من السجون التي كانت تحت حراسة «الأكراد»، ما ساعد في تهديدهم للمنطقة وللدول الأوروبية التي تخشى عودتهم إليها مرة أخرى.



وقبل «نبع السلام»، غزت تركيا منطقة عفرين السورية، في عملية غصن الزيتون عام 2018، وبررت أنقرة ذلك بأنها تهدف إلى إرساء الأمن والاستقرار على حدودها، والقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش في المنطقة، على الرغم من تأكيد العديد من التحقيقات الاستقصائية والتقارير الاستخباراتية التي تثبت تورط «أردوغان» في دعم التنظيم.



بدوره أكد ستانيسلاف خروسبيتش، رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سوريا، 14 نوفمبر 2019، أن القوات التركية ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دمشق، مشددًا على أن سياسات «أردوغان» الخاطئة هي سبب جميع مشكلات بلاده على الصعيدين الخارجي والداخلي.

تدفق اللاجئين إلى أوروبا



في مارس 2019، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقًا مع تركيا، يقضي بمنع عبور المهاجرين من أراضيها «تقول إن عددهم 3.6 مليون لاجئ» إلى القارة العجوز مقابل مساعدات مالية بالمليارات، وكان الهدف من الاتفاق هي هجرة الملايين من طالبي اللجوء من الدول التي تشهد اضطرابات، خصوصًا أنها كانت من أكثر المشكلات التي تتؤرق القارة العجوز.



وبالفعل انخفض عدد طالبي اللجوء عبر «بحر إيجه» إلا أن هذا الأمر أصبح ورقة ضغط بيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد دول القارة، يستخدمها كثيرًا في ابتزازهم وإرضاخهم على قبول سياساته.



إلا أنه بحسب موقع «أحوال تركية» المعارض لسياسات أردوغان، يونيو 2018، فإن أنقرة لجأت إلى نوع من الابتزاز، فسمحت بين الحين والآخر بتسرب اللاجئين إلى أوروبا وغضت الطرف عنهم من أجل عودة الاتحاد الأوروبي إليها وإملاء شروطها في آية مفاوضات أو محادثات تجرى بين الطرفين.



من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية، إن 15 ألفًا و457 شخصًا وصلوا عبر تركيا إلى الشواطئ اليونانية والحدود البرية خلال مارس 2018، وهو تسعة أضعاف عددهم في نفس الفترة عام 2017.

شارك