إسقاط الطائرة الأوكرانية.. التهمة الحائرة بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري

الأربعاء 15/يناير/2020 - 10:18 م
طباعة إسقاط الطائرة الأوكرانية.. نورا بنداري
 
أدى حادث سقوط الطائرة الأوكرانية بإيران، في 8 يناير 2020، والذي أسفر عن مقتل 176 شخصًا من جنسيات مختلفة نتيجة صاروخ تم إطلاقه عن طريق الخطأ من إحدى قواعد الحرس الثوري الإيراني؛ إلى تصاعد حدة التوترات بين الرئيس الإيراني حسن روحاني، وبين الحرس الثوري، ما دفع «روحاني» للتشديد على ضرورة معاقبة المسؤولين عن هذا الحادث.

غضب الحرس الثوري
وكشفت صحيفة «ديلي تلجراف» البريطانية في تقرير لها في 13 يناير 2020 عن تسجيل مسرب لضابط بالحرس الثوري (لم يذكر اسمه) نشره موقع المعارضة الإيرانية «Pynk Net»، سجل غضب الضابط بسبب تخلي إدارة «روحاني» عنهم، وتركهم لمواجهة الغضب الشعبي واسع النطاق حيال إسقاط الطائرة، وجاء في هذا التسريب مطالبة الضابط، قيادات الحرس بالصمود أمام العاصفة السياسية المشتعلة ضدهم.
وذكر ضابط الحرس الثوري أن اعتراف حكومة «روحاني» بأسباب تحطم الطائرة مخز ومؤسف، ولم يكن يتوجب أن تلقي باللوم على الحرس الثوري بأكمله، وكان يمكن القول إنه خطأ من شخص واحد، مضيفًا أنه كان يمكن للحكومة الانتظار لمدة شهرين أو ثلاثة قبل الإعلان عن السبب الحقيقي؛ من أجل إتاحة مزيد من الوقت أمام الحرس للتمتع بالدعم الشعبي بعد مقتل قائد فيلق القدس «قاسم سليماني» (قتل فى استهداف أمريكي لسيارته بالقرب من مطار بغداد في 3 يناير 2020).
 
دور «روحاني»
وقد أدى الاعتراف بإسقاط الطائرة الأوكرانية لاندلاع احتجاجات عارمة في الشارع الإيراني مطالبة بسقوط النظام وتنحي المرشد «علي خامنئي»، وحمل «روحاني» وأنصاره، الحرس الثوري المسؤولية عن تصاعد غضبة الشعب ضد النظام.

أسباب توتر العلاقة 
يوضح محمد عبادي، الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن الحرس الثوري ورطَ النظام في أزمة دولية كبرى، عقب إسقاطه الطائرة الأوكرانية، لافتًا في تصريح خاص له، إلى أن غضب «روحاني» من الحرس مبرر؛ لأنّ قادته أهملوا عمدًا التنسيق بين القطاعات المعنيّة بالطيران، وفرضوا سريّة على موعد الهجوم، وتغاضوا عن التنسيق، الذي كان يقتضي إغلاق المجال الجوي من البداية، وفرض حظر على عمليات الطيران التجاري حتى ينتهي الهجوم على القواعد الأمريكية في العراق؛ لكن ما حدث أنّ الهجوم تم تزامنًا مع فتح المجال الجوي للطائرات المدنيّة، ما تسبب في كارثة إسقاط الطائرة.
وأضاف أن طهران لم تكن ترغب في الاعتراف، أو تحمل المسؤولية، إلا أنها اضطرت لذلك، تحت وطأة الضغوط الدولية، والتهديدات الأمريكية، والأدلة الغربية الموثّقة التي تبين تورطها، ما أجبرها مكرهة على الاعتراف، كآخر الحلول؛ مشيرًا إلى أن «روحاني» يستغل غضب الجماهير لصالحه؛ نظرًا لاقتراب موعد الانتخابات البرلمانية فبراير المقبل، بمحاولة إظهار نفسه فى مظهر الضحيّة، وإلصاق المسئولية التامة عن الحادث بالحرس الثوري.
وبين «عبادي» أن المعركة بين الحرس الثوري والحكومة؛ مشتعلة منذ أشهر، وليس أمام «روحاني» أو النظام، إلاّ تقديم كبش فداء، سواء كان شخصًا أو عدة أشخاص، المهم فقط أنّ المسؤولين الكبار لن يُحاكموا أو يتحملوا المسؤولية.
وعن تأثير هذه العلاقة المتوترة على ملفات طهران الخارجية؛ يوضح الباحث أن التوتر لن يؤثر على تلك الملفات؛ لأن العلاقات الخارجية يديرها المرشد، وما يحدث من ازدواجية الخطاب بين معسكرات الداخل فيما يخص الخارج، هي حروب كلامية لا وزن لها، وفي النهاية ما يريده المرشد هو ما سيتم إقراره، إضافة إلى أن الرئيس الايرانى لا يملك الكثير من أوراق المناورة في الداخل بالمقارنة بالمرشد والحرس الثوري. 

شارك