«التفاوض الممتنع».. مستقبل وقف إطلاق النار في أفغانستان

الخميس 23/يناير/2020 - 10:47 م
طباعة «التفاوض الممتنع».. نهلة عبدالمنعم
 
في إطار اهتمام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمعالجة الوجود العسكري لقوات بلاده في أفغانستان دون ضرر بمصالحها، أكد أنه لا يمكن إتمام مفاوضات جدية مع حركة «طالبان» الأفغانية، دون وقف دائم لإطلاق النار.
في 22 يناير 2020، أصدر البيت الأبيض بيانًا حول حوار تم بين ترامب ونظيره الأفغاني «أشرف غني» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، جاء خلاله أن وقف إطلاق النار بشكل كامل ونهائي شرط أساسي لإتمام عملية التفاوض بشأن بناء دولة أفغانية مستقرة.
كما التقى ترامب رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الذي أكد أن الحديث بينهما ركز على قضية أفغانستان وطالبان، متوقعًا أن ينتهي الحل سلميًّا للقضية في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا سعيه لبذل الجهود من أجل توفيق الاتجاهات بين المتنازعين دون الدخول كطرف في الأزمة، إلا أن المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحركة في الدوحة، سهيل شاهين قال وفقًا لشبكة «طلوع نيوز» الأفغانية: إن وقف إطلاق النار هو خطوة تالية للتوقيع على اتفاق سلام مع واشنطن يقضي بانسحابها العسكري كاملا من البلاد.

سيناريوهات وقف النار ومستقبل المفاوضات
وفي ضوء ما سبق، يتضح أن وقف إطلاق النار شرط للطرفين، فبالنسبة لواشنطن شرط للتفاوض، وبالنسبة لطالبان أداة ضغط حتى إتمام الاتفاق وفقًا لشروطها حول الانسحاب العسكري، والإفراج عن معتقليها، وإخلاء أسمائهم من قوائم الإرهاب الدولية.

باكستان وسيط ضعيف
يتضح أن الرئيس الأمريكي لا يزال يعول على باكستان كطرف يمكنه لعب دور إيجابي لحل الأزمة، والسيطرة على الحركة، وتعليقًا على ذلك يقول الباحث السياسي محمد فراج أبو النور في تصريحه إن الرابط بين باكستان والحركة هو المتغير الجغرافي والعشائري بين فرع باكستان وأفغانستان، فضلا عن انتشار عناصر الحركة على الحدود بين الدولتين مع شبهات بدعم متواصل.
ولكن الاعتماد على باكستان عبر الضغط عليها اقتصاديًّا للتدخل لحل أزمة طالبان لصالح واشنطن هو أمر غير وارد بسهولة؛ لأنها ضعيفة التأثير على الحركة، ولا تمتلك أدوات ضغط حقيقي عليها، فـطالبان من وجهة نظر أبو النور تسيطر على أجزاء كبيرة من الجانب الأفغاني لصالح سيطرة محدودة لحكومة البلاد.

النار أداة ضغط لطالبان القوية
ومن جهة أخرى، يعتقد علي بكر، الباحث في شؤون الحركات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن العمليات العسكرية لحركة طالبان وسيلة ضغط للتكسب السياسي، ولذلك لن تتوقف آلة الحرب إلا بعد التوصل لاتفاق مرضٍ، لافتًا في تصريحه إلى أن طالبان هي الطرف الأكثر قوة على الأرض ولذلك تستبد بشروطها.
وأكد بكر أن التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين هو إشكالية في غاية الصعوبة والتعقيد؛ لأن صلات «طالبان» وثيقة بالمجموعات الإرهابية بالمنطقة، ولا توجد ضمانات كافية لإنهائها.

إشكالية توازنات دولية
الحرب الدائرة في أفغانستان ما هي إلا لعبة توازنات قوى إقليمية ومصالح اقتصادية تنهك أمن البلاد، وهو ما قالته نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصصة في الشأن الآسيوي، في حديثها، مؤكدة أن واشنطن لديها ما يكفي من القوة العسكرية والدولية لتصفية طالبان بأكملها، ولكنها لا تملك إرادة سياسية حقيقية لذلك، لافتة إلى أن المفاوضات الحالية مع الحركة هدفها الوحيد داخلي أمريكي يستند على رغبات «ترامب» في تحقيق وعوده الانتخابية حول إنهاء وجود القوات العسكرية خارجيًّا، أما مستقبل المنطقة فالتوتر يفيد مصلحة واشنطن على قدر أعلى للربحية الاقتصادية والسياسية، فمن جهة يدعم مبيعات الأسلحة والمعدات الحربية لوزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» ومن جهة أخرى يمنع تفرد الحركة بالحكم، وانخراطها في مصالح دولية أخرى.

شارك