داخل إيران وخارجها.. حناجر العمال ومظاهرات المعارضة تزلزل عرش الملالي

الجمعة 24/يناير/2020 - 10:25 ص
طباعة داخل إيران وخارجها.. محمد عبد الغفار
 
يواجه نظام الملالي تحديات مختلفة وجديدة من نوعها في الفترة الأخيرة، ومن أبرزها المظاهرات الشعبية المطالبة برحيله عن السلطة، والتي تتواصل منذ عدة شهور.

مظاهرات بالداخل
تتخذ مظاهرات الداخل الإيراني شكلًا تصاعديًا منذ رفع أسعار الوقود بنسبة 300%، ثم زادت حدة الاحتجاجات الشعبية مع استهداف معسكر لقوات الحرس الثوري الإيراني لطائرة أوكرانية، معتقدين أنها صاروخ أمريكي موجه ضدهم.
ووفقًا للتقارير التي أعلنتها منظمة مجاهدي خلق عن حالة التظاهرات في الداخل، الخميس 23 يناير 2020، فإن الإضرابات ما زالت تضرب مختلف المن الإيرانية، رغم القمع الأمني من قبل نظام الملالي.
وأشارت تقارير المنظمة إلى أن هناك العديد من المؤسسات التي شهدت إضرابات عمالية، مثل إضراب موظفي البتروكيماويات في ميناء خميني، بسبب عدم رفع رواتبهم على الرغم من حالة التضخم التي تشهدها البلاد.
كما نظم مواطنون مظاهرة أمام مؤسسة كاسبين التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، على خلفية نهب أموالهم من قبل المؤسسة بحجة المشاركة بمشروعات اقتصادية، وعدم إعادتها لهم حتى الآن.
إضافة إلى مظاهرات في مدينة إسلام آباد غرب، حيث خرج العاملين في هيئة السكك الحديدية للتظاهر أمام مبنى القائمقامية المعين مؤخرًا من قبل المرشد الإيراني، احتجاجًا على تأخر رواتبهم لمدة 5 شهور، على خلفية العقوبات الأمريكية التي تضرب الاقتصاد الإيراني.
كما شهدت محافظة بوشهر احتجاجًا لأهالي قضاء كاكي، بعد قطع المياه والوقود عن المنازل السكنية، على خلفية فساد في تصميم وإنتاج المؤسسات الخاصة بهذه المشروعات، وتظاهر الأهالي أمام مبنى المجلس البلدي.

مظاهرات بالخارج
لم تتوقف المظاهرات المعارضة لنظام الملالي على الساحة الداخلية للبلاد، ولكنها امتدت إلى الخارج، حيث انضمت الجاليات الإيرانية في العواصم الأوروبية إلى إخوانهم في الداخل، مطالبين برحيل نظام الملالي.
ووفقًا لما نشره المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والذي رصد مظاهرات الإيرانيين في الخارج طوال شهر يناير 2020، فقد شهدت العاصمة السويدية تجمعًا لأنصار منظمة مجاهدي خلق والمواطنين الإيرانيين للتظاهر أمام البرلمان السويدي.
وطالب المتظاهرون من أعضاء البرلمان اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه قمع الشرطة الإيرانية للمواطنين في الداخل، إضافة إلى احتفالهم بموت قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وقائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
كما تظاهر إيرانيون في العاصمة الألمانية برلين، احتجاجًا على قمع السلطات الأمنية بالداخل للمظاهرات المعترضة على إسقاط الطائرة الأوكرانية.
ووفقًا لبيان منظمة مجاهدي خلق، الأربعاء 22 يناير 2020، فإن المظاهرات الإيرانية تم رصدها في عدد من المدن الغربية مثل باريس ولاهاي وواشنطن ومالمو وهامبورج وغيرها.
وأضاف البيان أن المتظاهرين هتفوا بموت ورحيل نظام الملالي، مرددين «الموت للظالم.. سواء كان الشاه أو خامنئي»، و«نحن رجال ونساء الحرب.. نتحداك».
وبناءً على هذه التظاهرات، عقد البرلمان الأوروبي اجتماعًا لدراسة الأوضاع في إيران، 14 يناير 2020، ودعم أعضاء البرلمان مطالب الشعب الإيراني، داعيًا نظام الملالي إلى التوقف عن قمع المتظاهرين.
وعبرت وزيرة الخارجية البولندية السابقة آنا فوتيجا خلال كلمتها أن نظام الملالي تعامل مع المصادر المالية لبلاده بطرق يشوبها الفساد، مما ساهم في زيادة صعوبة الأوضاع المعيشية، وهو ما قاد إلى وقوع احتجاجات واسعة النطاق، وهو ما واجهته طهران بصورة قمعية وهمجية.

أكثر من ألف مسيرة احتجاجية
وفقًا لإحصائية أظهرتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، الخميس 23 يناير 2020، فإن ارتفاع الأسعار المستمر بعد رفع سعر البنزين في نوفمبر 2019، ساهم في ظهور المظاهرات والاحتجاجات الشعبية بالبلاد.
وأضافت الإحصائية أن المظاهرات العمالية وصلت إلى 1411 مسيرة احتجاجية، في 151 مدينة بواقع 30 محافظة، وذلك على مدار العام الماضي 2019.
ويعني ذلك أن المدن الإيرانية شهدت متوسط 118 حركة احتجاجية شهريًّا، و4 تجمعات احتجاجية يوميًا، وسجل شهر يناير 120 احتجاجًا بمتوسط 9 مظاهرات يوميًّا، وهو العدد الأكبر على مدار شهور العام الماضي، وهو ما يتكرر مع يناير 2020.

شارك