التصدي للتطرف ومد جسور التعاون بين الأديان أبرز توصيات مؤتمر للعلماء الأفارقة في موريتانيا

الجمعة 24/يناير/2020 - 10:46 ص
طباعة التصدي للتطرف ومد علي رجب
 

أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي حول دور الإسلام في : التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال بجملة من التوصيات خلال اختتام أعماله مساء الخميس 23 يناير 2020،،بقصر المؤتمرات المرابطون في العاصمة الموريتانية نواكشوط، إعادة خطة متكاملة وفاعلة ومندمج ومستوعبة للتراث الإنساني الإفريقي للتصدي للتطرف والاحتراب والجريمة العابرة للحدود وتطوير مناهج التفكير واليات العمل وفق وسائل مبتكرة سليمة ومشروعة لمواجهة التطرف وإعادة الاعتبار لفكر التسامح الديني والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب.
نظم  مؤتمر للعلماء الأفارقة، حول ”دور الإسلام في إفريقيا: التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال“ بشراكة بين الحكومة الموريتانية، ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي مقرّه في أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
المؤتمر شاركت فيه أكثر من 500 شخصية مرجعية من علماء المسلمين، ومفكرين ووزراء، وممثلي الهيئات والمنظمات الإسلامية والدولية.
وكذلك أوصى المجتمعون بتطوير مناهج التفكير، وآليات العمل وفق وسائل مبتكرة: سلمية ومشروعة لمواجهة العنف والتطرف فكرا وممارسة، ومد مزيد من جسور التعاون بين الأديان والثقافات، أو بين رجال الدين والفاعلين في المجالات الإنسانية والحقوقية على ضوء مبدأ ”تحالف القيم“ و“الجوار الإنساني“.
وشملت التوصيات إعادة الاعتبار لفكر التسامح الديني، والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب استلهاماً للمبادئ الإنسانية العالمية، وقيم القارة السمراء، وتجسيدا للرسالة السامية التي أرستها صحيفة ”المدينة المنورة“.
وتفعيل ميثاق حلف الفضول الجديد وإبراز خصوصيته وما يحتويه من القيم والفضائل، ويفتحه من آفاق واعدة للتعايش وتوحيد الناس على أساس ”التعارف“ و“التعاون“ و“الإخوة الإنسانية“.
كما طالب مؤتمر العلماء الأفارقة باستلهام التقاليد والممارسات الاجتماعية النبيلة، التي يزخر بها التراث الثقافي والفني الإفريقي، في مجال تعزيز قيم السلم والتسامح والتعايش، وفض النزاعات بطرق سلمية، كما تجسّده جلسات الحكمة تحت ظل شجر الدوم الباوباب الإفريقية لتدبير الاختلاف بين المزارعين والرّعاة.
وأوضح وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب لدى اختتام فعاليات المؤتمر أن معضلة الغلو والتطرف مشكل فكري بالأساس ومعالجته تحتاج لعمل مستمر ونفس طويل مما يتطلب تكرار هذه التجربة المفيدة لتلاقح العقول وتحاور العلماء ليميز الله الخبيث من الطيب.
وثمن المشاركون عاليا رؤية الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني المبنية على احترام التنوع وروح الجوار واستبشروا بمقاربته الناجعة التي تزاوج بين التصدي الأمني والمواجهة الثقافية في مكافحة التطرف العنيف.

وأكد أن الوزارة ستولي أهمية قصوى لتنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر، مشيدا بدور منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في نشر ثقافة السلم والتعايش ونبذ الغلو والتطرف.
وأكد الشيخ محمد الماحي عالي سيسى، المتحدث باسم الخليفة العام شيخ الإسلام الحاج ابراهيم انياص ضرورة تضافر جهود العلماء والدعاة والوعاظ من اجل توعية الجماهير على ثقافة تسيير الخلاف على أساس قيم الوسطية والاعتدال التي يرتكز عليها الدين الإسلامي.
وبحث المؤتمر على مدى ثلاثة أيام ، السبل الكفيلة بالتعاون بين كبار علماء الدين الإسلامي في القارة الإفريقية كما يسعى المؤتمر إلى إصدار بيان علمي مؤصل وإعلان تاريخي موحد يعبر عن موقف العلماء ورؤيتهم الشرعية لهذا التحدي الذي يهدد وحدة الأمة ومصالحها الدينية والدنيوية.

شارك