على رأسها الجزيرة.. أبواق الفتنة القطرية في السودان تشوه الثورة لإعادة الإخوان

الأحد 02/فبراير/2020 - 01:40 م
طباعة على رأسها الجزيرة.. شيماء يحيى
 
كان الدور القطري فيما آلت إليه الأوضاع في الداخل السوداني كبيرًا؛ إذ ساعد هذا التدخل على إفشال المرحلة الانتقالية، وتغيير النظرة تجاه المجلس الانتقالي، وذلك عن طريق أذرع قطر التي تحركها لتحقيق أهداف الدوحة برجوع حكم الإخوان مرة أخرى للسلطة في السودان، بعد الأحداث التي أدت لتحول ديمقراطي كبير في داخل البلاد.
أدوات الدوحة

وكان لقطر العديد من الأدوات داخل السودان لدعم الجماعات الموالية لها بشكل مباشر وغير مباشر، سواء كانت هذه الأذرع على الصعيد السياسي كتأسيس أحزاب جديدة أو دعم أحزاب قائمة قريبة من الإخوان، في مقدمتها حركة الإصلاح الآن بقيادة غازي صلاح الدين، وذلك للسيطرة على المشهد السياسي من جديد في السودان.

واستعانت قطر بمواردها المالية لدعم شبكتها الإعلامية التحريضية؛ إذ وفرت ملاذًا آمنًا لقائمة من الإرهابيين على شاشتها «الجزيرة»، وسمحت لهم ببث سمومهم، وساعد على ذلك انعدام الرقابة القبلية، فهناك بعض الشخصيات وبعض الأقلام والأصوات التي كانت تحرض النظام على إثارة الفتن بين صفوف الشعب السوداني، وأصوات مضادة للثورة التي أراد بها الشعب التصدي للقمع والفساد الذي عانى منه سنوات في ظل الحكم الجائر، حكم نظام البشير ذي الطبيعة العقائدية التي كانت تتماشى مع الإخوان أصدقاء دولة قطر المقربين.

أجهزة الإعلام الرسمية
المؤسسات الإخوانية (القطرية) التي كانت منبرًا لكثير من الإعلاميين لبث السموم والفساد في الدولة، فهي لم تخضع لرقابة محددة، وتيسرت لها الكثير من التسهيلات؛ حيث لم يكن هناك لجان مراقبة لها، ومراجعة لأساليب الفساد التي مارستها، ومن جانب آخر فإن المتحكم الأساسي في الإعلام هو الحزب الحاكم، المتسلط بقهره وقمعه على الأجهزة الإعلامية، فهي تفتقر إلى الكوادر والخطاب المقنع الذي توجهه للمتلقي، والموارد التي تؤهلها لتكون منصة إعلامية.

ومن أول هذه الشخصيات، الهندي عز الدين، من أبناء النظام المدلل، صحفي ورئيس تحرير، إضافةً للطيب مصطفى، الذي على علاقة وثيقة مع الرئيس السابق البشير، الذي بدوره كان يروج أفكارًا كثيرة للكراهية والإسلاموية، وكان من أحد الأسباب في انفصال الجنوب السوداني، أما الشخصية الثالثة، حسين خوجلي، كان أحد داعمي النظام العسكري الجائر، وأصر على استمراره في البلاد السودانية.

وكالة «السودان للأنباء» كانت واحدة من أهم منصة إخبارية في القارة السمراء، وشهدت هذه الوكالة حالة من التدهور المريع خلال العقود الثلاثة الأخيرة، لعدم امتلاكها التقنيات الحديثة ولا الكوادر التي تحمل مستويات من اللغة والتحرير والمعلومة، فهي تفتقر إلى تقديم صورة صحيحة واضحة للأحداث، فاعتمدت هذه المؤسسات على تعيينات خاضعة وفق التعيين السياسي، والولاء للنظام والأيديولوجية السياسية، وليس وفق القدرات والكفاءات.
الخطاب الإعلامي القطري في السودان

يقول الباحث السوداني، محمد جميل أحمد فى تصريحات صحفية: إن الآلة الإعلامية القطرية في البداية كانت تطمس وقائع الثورة السودانية، وتقلل من شأنها، لكن بازدياد وتيرة الثورة، واتساع مجالها العام، أسقط في يد قناة الجزيرة القطرية أمام هذا المتغير الجديد في السودان، وهو متغير لم تستطع قطر هضمه؛ لأنه سياق مختلف، ولعل ذلك كان من حظ الثورة السودانية التي نشأت يتيمة من أي دعم قطري.

وأضاف أحمد أنه بنجاح الثورة السودانية بدأنا نلحظ لهجة أخرى في قناة الجزيرة، باستضافتها لسودانيين محسوبين على نظام البشير، إلى جانب أخبار عن تحركات دبلوماسية قطرية مريبة، وأنباء متضاربة عن زيارة لبعض المسؤولين السياسيين، وشهدنا منظرًا عروبيًّا كبيرًا أصبح مشغولًا أكثر في برنامجها السياسي الأسبوعي بثورة الجزائريين، فيما الثورة السودانية كانت تقتلع نظام البشير باعتصامها الجسور، واليوم تستضيف قطر محمد عبد الحي، وهو شيخ من شيوخ الإسلام السياسي، ومقرب من البشير، وتعده ليكون معارضًا عبر قناة الجزيرة.

وبدأت الحملة التخريبية القطرية في السودان تزامنًا مع سقوط الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل 2019، وتولى المجلس العسكري بعد ذلك بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وكان هذا التدخل في الشؤون السودانية بدايةً للتصعيد في الداخل السوداني.

شارك