ثمار التدخل التركي... الانشقاقات الدبلوماسية تعصف بحكومة "الوفاق"

الثلاثاء 04/فبراير/2020 - 12:17 م
طباعة ثمار التدخل التركي... فاطمة عبدالغني
 
جنت حكومة الوفاق الليبية، ثمار تبعيتها المعلنة للنظام التركي وتعديها على سيادة وطنها، بظهور بوادر الانشقاق عنها من قِبل بعثاتها الدبلوماسية في الخارج، والتي كان أولها خروج القائم بأعمال السفارة الليبية في أفريقيا الوسطى حسين محمود بدر في 3 أغسطس الماضي بإعلانه عن انشقاقه وانحيازه بكامل البعثة الدبلوماسية إلى ما تقوم به القوات المسلحة بتطهير البلاد من الإرهاب والميليشيات.
وعلى خطى محمود بدر أعلن القائم بأعمال سفارة دولة ليبيا لدى النيجر عبدالله بشير أمس الاثنين 3 فبراير، انشقاقه عن حكومة الوفاق وانحيازه الكامل لشرعية الشعب الليبي المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه ودعمه للجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب والميليشيات المسلحة. 
وقال الدبلوماسي الليبي، في مقطع فيديو نشر على صفحة وزارة الخارجية الليبية في فيسبوك، إنه اتخذ القرار نظراً للمرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وفي ظل "محاولة شرعنة الغزو الأجنبي" في إشارة إلى طلب حكومة السراج التدخل العسكري التركي.
وأضاف بشير أن حكومة السراج صارت مرتهنة لقوة تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار ليبيا، فضلاً عن سلب القرار الوطني للبلاد.
وشدّد بشير على انحيازه لشرعية الشعب الليبي ممثلة بمجلس النواب والحكومة التي انبثقت عنه، مضيفاً: "هنا يتوجب القول والتأكيد على أنني ممثل الدولة الليبية بكافة مناطقها".
وتابع قائلاً: "أعلن دعمي لجيشنا الوطني في حربه ضد الإرهاب والميليشيات والخارجين عن القانون، على أن يؤدي ذلك إلى قيام انتخابات حرة ونزيهة، تفسح المجال لقيام دولة القانون والمؤسسات واستعادة هيبة الدولة وسيادتها والدخول في مرحلة ازدهار واستقرار دائم".
ويعد بشير هو ثالث دبلوماسي ليبي يعلن عن انشقاقه عن مليشيات حكومة الوفاق لارتهانها للمرتزقة خلال شهر واحد، حيث سبق أن أعلن صبري بركة، القائم بالأعمال في السفارة التابعة لحكومة فايز السراج الليبية في غينيا، الخميس 9 يناير الماضي انشقاقه عن حكومة الوفاق كونها "التي استدعت الاستعمار التركي"، مؤكدا دعمه للحكومة المؤقتة والبرلمان والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. 
وقال بركة في مقطع فيديو نشرته وزارة الخارجية التابعة للحكومة المؤقتة، على صفحتها في موقع فيسبوك: "الوطن هو المكان الذي تنكسر فيه محاولات الفتنة والخيانة، وكلمة الوطن ليست كلمة عابرة أو سلعة تباع وتشترى، وها نحن نرى ما يسمى بحكومة الصخيرات تستدعي الاستعمار التركي، اعتقادا منها أنه ينقذها من غضب الشعب الحر الرافض للتبعية والاستعمار".
وأضاف: "أعلن أنا القائم بالأعمال لدى جمهورية غينيا كوناكري صبري بركة، انشقاقي من منصبي التابع لحكومة الصخيرات، وأنحاز انحيازا تاما للحكومة الليبية المؤقتة، المنبثقة من البرلمان الليبي، المنتخب من الشعب الليبي".
وأكد بركة أن الشعب الليبي وضع ثقته في الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ومنحه الثقة لإعادة تنظيم الوطن وحمايته من الإرهاب والإخوان والدواعش، بحسب ما أوردته سكاي نيوز عربية.
وفي 11 يناير أعلن سفير ليبيا لدى دولة ساوتومي وبرينسيب الديمقراطية صلاح الدين بالحاج انشقاقه عن حكومة الوفاق وانحيازه لشرعية مجلس النواب والحكومة الليبية، كما أعلن مباركته لانتصارات الجيش الوطني الليبي.
وقال بالحاج: "الشعب الليبي كلف القوات المسلحة العربية الليبية وأعطاها الثقة، وطلب منها بقيادة المشير حفتر تنظيم نفسها وحماية الوطن من الإرهاب وتنظيم الإخوان".
وبحسب مصدر مطلع بوزارة خارجية الحكومة الليبية المنبثقة عن البرلمان والتي تتخذ من شرق البلاد مقراً لها، أن الأيام المقبلة ستشهد عدداً مهماً من الانشقاقات الدبلوماسية عن حكومة السراج، وهو ما أعرب عنه سفراء ليبيون في عواصم أفريقية وأوروبية وعربية وآخرون من بقية دول العالم، أكدوا رفضهم الاستمرار في العمل تحت لواء حكومة تابعة للنظام التركي.
وقال المصدر إن وزارة الخارجية على تواصل مع البعثات الدبلوماسية بعد أن كانت وجهت لهم رسائل عاجلة تدعوهم فيها إلى الانضمام إلى شرعية مجلس النواب عوضاً عن حكومة السراج التي فقدت شرعيتها الشرعية والدستورية والقانونية وفق قرارات البرلمان المنتخب.
ولا تقتصر عملية الانشقاقات عن حكومة الوفاق على الدبلوماسيين فقط، بل امتدت إلى عدة كتائب وقوى أمنية أعلنت دعمها للحكومة المؤقتة والجيش الوطني الليبي.
كان أخرها إعلان الكتيبة 604 مشاة في سرت الخميس 9 يناير الانشقاق عن ميليشيات مصراته، على إثر اتهامات بالخيانة وتسهيل دخول الجيش الوطني إلى سرت وتمكينه من السيطرة على المدينة، لتنضم هذه الكتيبة إلى قوات الجيش الليبي.
وقررت الكتيبة جاهزيتها للقتال ضمن قوات الجيش الليبى، واستعدادها للتصدي لقوات حكومة الوفاق، حتى تنجو البلاد والعباد، وقالت: "نحن قبلنا التحدي وسنكون أمامهم في الميدان وسيعلم الجبناء أن الذى كان يمنعنا من قتالهم هو عدم الرغبة فى مواجهة أهلنا بمصراتة، لكن فات الآوان ولابد من مواجهة هؤلاء المفسدين بكل حزم"
وأكدت الكتيبة في بيان رسمي أن ما وجه لها من اتهامات كذب وتزوير، وأشار البيان إلى أن دخول الجيش لم يكن مفاجأ ولكن تم التمهيد له منذ أيام عدة.
ودعت الكتيبة، في بيان بصفحتها على موقع فيسبوك أهالي مدينة مصراتة عدم تسليم مصير المدينة وأهلها إلى "الحمقى الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية تحت ستار العصبية القبلية".
 وأشار البيان إلى أن "صراتة من أكثر المدن خسارة في الأرواح والتجارة والعلاقات بسبب استخدام هؤلاء العملاء لطاقات المدينة في تحقيق أهدافهم الوضيعة تحت الستار القبلي بحجه أنهم لا يريدون لأحد أن يحكم البلاد من غير أهل مصراتة وهم في الحقيقة يقودون المدينة لموت بطيء يوماً بعد يوم".
وأضاف البيان "هم عملاء لدول أجنبية لن يرضوا أن يحكم البلاد أحد إلا من زمرتهم أو أن يجلبوا المستعمر إلى بلادهم، ولهذا كل من وجدوا فيه الكفاءة والقوة لحكم البلاد همشوه أو حاربوه أو شوهوه أوقتلوه، كما فعلوا بعميد بلدية مصراتة".
وقال البيان الشديد اللهجة "هؤلاء الزمرة لم ولن يرضوا عن أي رئيس يحكم البلاد منذ عهد مصطفى عبدالجليل إلى يوم الناس هذا، بدليل أنهم أرادوا نزع السراج بالقوة، واليوم يدعون الناس للقتال معه بحجة أنه ولي أمر".

شارك