من ماي ماي إلى داعش.. ميليشيات الكونغو الديمقراطية تحرق الساحل الأفريقي

الثلاثاء 04/فبراير/2020 - 07:42 م
طباعة من ماي ماي إلى داعش.. أحمد عادل
 
أصبحت منطقة الساحل والصحراء، مسرحًا ضخمًا للتنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة والانفصاليين، في عدد من دول تلك المنطقة، فبعد نيجيريا ومالي وبوركينافاسو، وعدد من دول غرب أفريقيا، جاءت الكونغو؛ لتشهد فصلًا جديدًا من مسرحية تمدد الإرهاب في البلاد.
وتعاني الكونغو- الواقعة وسط قارة أفريقيا- من العنف؛ نتيجة حالة الصدام بين الجماعات المتمردة، التي تسعى إلى الانفصال والاستقلال، وبين حكومة الكونغو، ومن جهة أخرى، جراء تفشي فيروس إيبولا، الذي أودى بحياة الكثيرين، والتنظيمات الإرهابية، ولعل أبرزها:

ماي ماي:
تشكلت ميليشيا «ماي ماي» في الكونغو الديمقراطية؛ للدفاع عن أراضيها المحلية، ضد الجماعات المسلحة الأخرى، تم تشكيل معظمهم؛ لمقاومة غزو القوات الرواندية والجماعات المتمردة، المنتسبة إلى رواندا، لكن البعض قد يكونون قد استغلوا الحرب؛ من أجل مصلحتهم، عن طريق السلب والنهب وسرقة الماشية، أو اللصوصية.
تحالفت ميليشيا «ماي ماي» المختلفة، مع مجموعات حرب العصابات، في أوقات مختلفة، وليس لها أي انتماء، أو هدف سياسي معين، ولكن إلى مجموعة واسعة من المجموعات.
تنشط ميليشيا «ماي ماي»، في المقاطعات الشرقية الكونغولية، المتاخمة لرواندا وكيفو الشمالية وكيفو الجنوبية «كيفو»، والتي كانت تحت سيطرة فصيل المتمردين، الذي يهيمن عليه «البانيامولنجي»، المتحالف مع رواندا، التجمع من أجل الديمقراطية الكونغولية - غوما «التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية - غوما»، خلال حرب الكونغو الثانية. 
في أكتوبر 2010، ألقي القبض على قائد ميليشيا «ماي ماي»، العقيد مايل، على أيدي قوات الأمم المتحدة، وذلك بسبب الاشتباه في عمليات الاغتصاب الجماعي، في منطقة واليكالي، بمقاطعة شمال كيفو، خلال نفس العام.
وفي 2 فبراير 2020، شنت ميليشيا «ماي ماي»، هجومًا مُسلحًا على مدينة «بيني»،  شرقي الكونغو الديمقراطية؛ حيث تمركز مواقع للشرطة الكونغولية؛ ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة 7 آخرين، وكذلك القيام بعدد من العمليات الإرهابية، في مقاطعة «إيتوري»، الواقعة في شمال شرق البلاد.

القوات الديمقراطية المتحالفة:
تأسست في 1995، من جماعات أوغندية مسلمة، معادية للرئيس الأوغندي، يويري موسيفيني، الذي يحكم البلاد منذ 1986، وأخذوا على عاتقهم الإطاحة بالحكومة، والدفاع عن حقوق جماعة التبليغ، وإقامة دولة إسلامية هناك.
وكان مقرهم في الأصل، غرب أوغندا، لكنهم بدأوا ينشطون في المناطق الحدودية، بين أوغندا والكونغو، ثم توسعوا في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة.
على الجانب الفكري، انتمى كثير من مؤسسي القوات الديمقراطية المتحالفة، إلى جماعة التبليغ والدعوة، التي لا تعتمد العنف، في بدايات نشاطهم، قبل أن يتبنوا السلفية الجهادية.
وفي يونيو 2016، قتل جيش الكونغو «هود لوكواجو»، القائد العسكري للجماعة، والذي كان يعتبر الرجل الثاني فيها، بعد الزعيم السياسي سيكا موسى، والذي تولى منصبه، بعد إلقاء القبض على سلفه، جميل موكولو، في تنزانيا عام 2015.
أدرجت الولايات المتحدة الجماعة على لائحتها للمنظمات الإرهابية، منذ 2001، وبات جميل موكولو يخضع لعقوبات الأمم المتحدة، منذ 2001، والاتحاد  الأوروبي منذ 2012، وهو يخضع حاليًّا للمحاكمة؛ بتهمة ارتكاب جرائم حرب.


داعش:
في تقرير لها، نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، قالت: إن تنظيم داعش بعد الخسائر الفادحة له في سوريا والعراق، رصدت الأجهزة الاستخباراتية تحركات ميدانية مريبة، في كل من الكونغو وموزمبيق؛ حيث التعاون مع جماعة أهل السنة والجماعة، في موزمبيق، إضافةً إلى تعاون التنظيم الإرهابي، مع عناصر من المتمردين في الكونغو الديمقراطية.
وفي أبريل 2019، قال الرئيس الكونغولي «فيليكس تشيسيكيد»: إنه من المتوقع، أن يحاول تنظيم داعش تعزيز وجوده في القارة الأفريقية، بعد دحره عسكريًّا في سوريا والعراق.
وفي أبريل 2019، نفذ تنظيم داعش الإرهابي «بواسطة ما تسمى ولاية وسط أفريقيا»، أول هجوم له في الكونغو؛ ما أسفر عن مقتل جنديين من الكونغو، ومدني، في تبادل لإطلاق النار، كما نفذ هجومًا إرهابيًّا في قرية كمانجو الكونغولية، قرب الحدود مع أوغندا، أسفرت عن مقتل ثمانية عسكريين، وفي يوليو 2019، أعلن تنظيم داعش في موزمبيق، مسؤوليته عن الهجوم، الذي أدى إلى مقتل 7 أشخاص، بينهم شرطي في شمال البلاد.
ويستغل تنظيم داعش الإرهابي، حالة الفوضى التي تعيش فيها الكونغو الديمقراطية، والعناد بين الجماعات المتمردة، والتي تسعى للانفصال والاستقلال وحكومة الكونغو، وذلك عن طريق ممولين، تابعين لتنظيم داعش الإرهابي، يقيمون في دولة كينيا المجاورة.

شارك