التسلح «القطري ــ التركي».. مآلات التأثير على الأمن القومي العربي

الأحد 09/فبراير/2020 - 02:05 م
طباعة التسلح «القطري ــ أحمد عادل
 
تحاول قطر جاهدةً من خلال عقد صفقات تسلح كبيرة، توسيع نطاق تدخلاتها الخبيثة في شؤون الدول المجاورة؛ إذ ذكرت مجلة «فوربس» الأمريكية، أن الدوحة ستصبح أول دولة خليجية تقوم بتشغيل غواصات وحاملة طائرات، بعد أن وقعت صفقة قيمتها 5 مليارات يورو، مع شركة الدفاع الإيطالية «فينكانتيري»؛ لبناء سفن حربية وغواصات متطورة، وإنشاء قاعدة بحرية خارجية، في البحر المتوسط، التي أصبحت في الفترة الأخيرة الملاذ التركي للبحث عن الغاز؛ ما يفتح باب التساؤلات عن أهداف الصفقة.


وأوضحت المجلة، أن الغواصات القطرية، قد تكون جزءًا من صفقة أكبر مع الشركة الإيطاليا، والتي تم الاتفاق عليها، في عام 2017، والتي تضم حاملة طائرات عمودية كبيرة، وأربع سفن حربية وقاربي دورية.

قطر وتركيا وغاز شرق المتوسط

في عام 2012، تمكن جهاز قطر للاستثمار، من الحصول على فرعين من أحواض «فينكانتيري» الثمانية، والمتواجدة في منطقتي «أنكون ومونفلاكون»، المطلين على البحر الأدرياتيكي، وهو أحد فروع البحر المتوسط، الذي يفصل شبه الجزيرة الإيطالية، عن شبه جزيرة البلقان، والذي يوجد فيه خط أنابيب «تاب» التركي،  والذي أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من قبل، أنه مشروع إقليمي؛ حيث يعتبر ممر طاقة متميز، من أذربيجان إلى أوروبا، بطول 3 آلاف و500 كيلومترًا.

وفي هذا السياق، أتى اتفاق فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق في ليبيا، و«أردوغان» في 27 نوفمبر 2019، متسقًا مع السياسة التركية، تجاه شرق المتوسط؛ إذ تسعى تركيا من خلال هذا الاتفاق، إلى تحقيق عديد من الأهداف؛ لإثبات دورها في المنطقة، في وجه محاولات عزلها الإقليمي، والاستعانة بقطر؛ حتى يتم التغطية عن أعمال السطوة، التي تمارسها في منطقة شرق البحر المتوسط.

كما تحاول قطر على الجانب الآخر، مساعدة حكومة أردوغان، في إيجاد حل لأزمتها الاقتصادية، ومساعدتها في التنقيب عن الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط.


في يونيو 2016، أعلنت شركة «فينكانتييري» الإيطالية، أنها وقعت اتفاقًا قيمته أربعة مليارات يورو؛ لبناء سفن لقطر، مضيفةً أنها ستمدها بأربع سفن حربية وسفينتي دعم، إضافةً إلى خدمات دعم لمدة 15 عامًا بعد التسليم، متابعةً، أن السفن ستبنى في إيطاليا، وأن عملية البناء ستبدأ عام 2018.

وكشفت مجلة «فوربس» الأمريكية، أن كلًا من دولتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عبَّرا سابقًا عن حاجتهما إلى الحصول على غواصات من الشركة الإيطالية؛ لذا يمكن اعتبار الصفقة القطرية في إطار البحث عن مكانة .

أردوغان وذراعه تميم 

يري المحلل السياسي المصري، ناصر مأمون عيسى، أن «أردوغان» وجد نفسه بعد إعلان مصر وقبرص واليونان، عن عقد منتدى غاز شرق المتوسط، يقف منفردًا خالي الوفاض، فحاول عن طريق ذراعه الداعم تميم بن حمد أمير قطر، الضغط على دول شرق المتوسط، بتلك الاتفاقية.



وأكد ناصر في تصريح له، أن الدور «القطري ــ التركي»، في الأزمة الليبية، لن ينتهي عند ذلك الحد، وسنجد في الفترة المُقبلة، عقد الدوحة صفقات تسليح لصالح تركيا، ومن ثم دعم للميليشيات المُسلحة في ليبيا بصورة أكبر.



وأضاف المحلل السياسي، أن قطر وقعت مذكرة تفاهم؛ لشراء عدد من الزوارق الاعتراضية السريعة، من شركة «يونجا أونيك» التركية، بمبلغ 41 مليون يورو، وفي 2018، أبرمت الدوحة اتفاقًا مع شركة «الأناضول» التركية، ينصّ على بناء 4 سفن تدريب، إضافةً إلى توقيعها عقد مع جامعة «بيريريز» التركية؛ لتشغيل وإدارة الكلية البحرية، التي ستتبع القوات البحرية الأميرية القطرية، وفي عام 2017، تسلمت قطر سفينة تركية جديدة، ضمن 17 تركية الصنع؛ للانضمام إلى البحرية القطرية، كما وقعت الدوحة اتفاقية مع شركة تركية؛ لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية شمال البلاد.

شارك