قطر.. حمامة «السلام الزائف» بالسودان

الإثنين 10/فبراير/2020 - 02:04 م
طباعة قطر.. حمامة «السلام منة عبد الرازق
 
تسعى قطر بكل ما أوتيت من قوة  للعب دور وسيط «السلام» في دول أفريقيا وخصوصًا السودان، ورغم أن مساعي السلام تبدو حسنة النية إلا أن بواطنها ربما تكون زائفة، هادفة إما كسب تأييدها أو للضغط على تبني موقف سياسي معين.
وعاد حديث وسائل الإعلام القطرية مجددا عن استفادة السودان من «وثيقة الدوحة للسلام»،  إذ لم تكتف بالتوغل في كل مفاصل الدولة السودانية سواء الاقتصادية أو المصرفية أو الأثرية، بل تريد أن يكون لها دور سياسي جديد، إحلالًا لدورها القديم في دولة البشير، سواء باتخاذها دور الوسيط للسلام أو الدعم الخفي للتيارات الإسلامية والإخوانية.



فبعد مفاوضات قطرية دامت لثلاثين شهرًا بين السودان والفصائل المتمردة في دارفور، وقعت قطر في 2011 وثيقة سلام بين الحكومة السودانية وأحد الفصائل المغمورة بالإقليم التي لا تتمتع بالثقل السياسي ولا العسكري الكبير، الأمر الذي أثار غضب بعض الفصائل مثل حركة العدل والمساواة، ووصفها محللون سودانيون بأنها حبر على ورق، وتجدد الحديث عن الوثيقة مرة أخرى في 2018، وأشارت إلى أن المفاوضات لن تعود للصفر مرة أخرى، بعد دوامها عشر سنوات كاملة.


ويشير المرصد المصري للفكر والدراسات في ورقة بحثية له إلى موقف قطر «متضارب» تجاه الثورة السودانية، فبرغم عدائها في البداية إلا أنها لم ترد خسارة منطقة جغرافية مهمة لدعمها في المنطقة، ولذلك أعلنت دعمها للاستقرار السوداني.



ومن جهة أخرى، تحاول إبراز حزب إخواني جديد تحت رعاية المؤتمر الشعبي، وحزب حركة الإصلاح الآن، ومنبر السلام العادل، كمحاولة قطرية لإفشال خطوات التوافق السياسي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، لعودة جماعة الإخوان إلى المشهد مرة أخرى.



مواقف السودان الجديدة

وتؤكد أبحاث غربية أن دور الوساطة المخادع لقطر في السودان والصومال، علاوة على الدعم الاستثماري والسياسي والمشاريع الأثرية والمساعدات الإنسانية وغيره، يهدف للتأثير على موقف السودان الجديد المحايد من أزمة قطر مع دول المقاطعة الرباعية (السعودية ـــ الإمارات ــ البحرين ـ مصر).


وأكدت ورقة بحثية صادرة عن مركز أبحاث تركي بعنوان «القرن الأفريقي يقع بين أزمة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي»، للباحث أبدينور داهير، أن وساطة قطر للسلام الزائف بين السودان وإريتريا على سبيل المثال بعد قطع العلاقات بينهما في 1994، عملت على تحديد لقاء بين الرئيسين السوداني عمر البشير والإريتري أسياس أفورقي في الدوحة في عام 1999، ورغم ذلك اتهمت إريتريا قطر بتأجيج الصراع من خلال دعم بعض الفصائل وجماعات معارضة متخذة السودان نقطة انطلاق لها، بجانب إعادة قادة عناصر المعارضة، وتشجيعهم للتمرد على الحكومة الإريترية.

شارك