إيران ونقل عائلات داعش من سوريا إلى العراق

الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 11:47 ص
طباعة إيران ونقل عائلات حسام الحداد
 
العبث الإيراني في المنطقة ما زال مستمرا، فعلى طريقة أردوغان بنقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، كشف مسؤول عسكري عراقي أن الحكومة العراقية توصلت إلى اتفاق مع الحكومة السورية ومليشيا حزب الله اللبنانية بإشراف من فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني لنقل عائلات إرهابيي تنظيم داعش من مخيم الهول شمال شرقي سوريا إلى مخيم "العملا" ومخيمات أخرى غرب الموصل.
وحاولت الحكومة العراقية خلال الصيف الماضي نقل عائلات التنظيم الموجودين في مخيم الهول الذين يبلغ أعدادهم أكثر من ٤ آلاف شخص ويشكل الأطفال نحو ٢٠٠٠ منهم إلى العراق، خصوصا إلى مخيم الجدعة جنوب الموصل ومخيمات أخرى تقع بين ناحيتي زمار والربيعة.
وفشلت هذه المحاولة نتيجة للضغوطات الشعبية والسياسية من قبل عدد من الأطراف السياسية والحالة الأمنية الهشة التي تعاني منها المناطق المحررة، خصوصا الواقعة في غرب الموصل والمحاذية للحدود السورية، ما دفع الحكومة إلى التراجع خشية وقوع كارثة أمنية بسبب هذا العدد الهائل من عائلات التنظيم الذين يعتبرهم سكان المنطقة قنبلة موقوتة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع العراقية لـ"العين الإخبارية": "جرت خلال الأشهر الماضية عدة اجتماعات بين الحكومتين العراقية والسورية على مستوى قادة أمنيين وعسكريين، وبحضور قيادات من الحشد الشعبي وحزب الله اللبنانية وضباط من فيلق القدس لنقل هذه العائلات إلى العراق وتوزيعها في مخيمات تقع بين زمار والربيعة، ومن ضمنها مخيم العملا كون غالبيتهم من عوائل إرهابيي داعش العراقيين". 
وقال: "سوريا غير قادرة على إيوائهم لديها وهناك مخاوف من هروبهم في سوريا بسبب استمرار تدهور الوضع فيها، لذلك ستكون هذه العائلات تحت مراقبة مشددة من قبل القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي لحين إعادة تأهيلهم".
وتشكل نساء قادة التنظيم الجزء الأكبر من عائلات داعش في مخيم الهول، فمنهن من قُتل أزواجهن خلال المعارك في العراق وسوريا، وأخريات ما زال أزواجهن معتقلين في العراق وسوريا، أما الباقيات فهن زوجات المسلحين والقادة البارزين في التنظيم الذين تمكنوا من الهرب.
واعتبر الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان والعراق، نقل عائلات التنظيم إلى العراق وإنشاء مخيمات لهم في غرب الموصل بين سكان المنطقة الأكثر تضررا من إرهاب داعش "إهانة بحق أبناء المنطقة". 
وقال الحويت، في تصريحات صحفية: "الحكومة العراقية ستنفذ عملية نقل عائلات داعش بالتنسيق مع بعض المنظمات الدولية، لكن سكان المنطقة وعوائل ضحايا التنظيم من الإيزيديين والمسيحيين والكاكائيين والشبك الذين تعرضوا للإبادة الجماعية على يد التنظيم يرفضون هذه العملية ولن يسمحوا للحكومة أن تخطو هذه الخطوة". 
وحذر من أن هذه العملية إذا مضت بغداد بتنفيذها حينها ستعرض الأمن الاجتماعي والتعايش السلمي الذي تعيشه المنطقة حاليا للخطر.
ولا يخفي الحويت وجود طرف إقليمي يسعى إلى تنفيذ عملية نقل عائلات الإرهابيين إلى هذه المناطق عبر الضغط على الحكومة العراقية بهدف خلق فتنة طائفية في المنطقة. 
وتابع الحويت: "هذه العائلات هي عائلات قادة التنظيم ومسلحيهم البارزين وغالبية نساء قادة التنظيم كن وما زلن من عناصر داعش ويشكلن خلاياه النائمة، لذلك هن خطر كبير على أي منطقة يوجدن فيها فيما إذا تمكن من تنظيم الصفوف والحصول على السلاح". 
في غضون ذلك، استنكر الأمير جهور علي بك وكيل أمير الإيزيديين في العراق والعالم تنفيذ أى خطوة لنقل عائلات مسلحي داعش إلى العراق، معربا عن إدانته لهذه العملية التي تخطط الحكومة العراقية لتنفيذها. 
وقال الأمير جهور: "نقل عائلات إرهابيي داعش إلى زمار القريبة من سنجار ومن مناطق الإيزيديين يشكل خطرا علينا، فتنظيم داعش الإرهابي شن حملة إبادة جماعية ضدنا نحن الإيزيديين وسبى نسائنا وأطفالنا ونهب أموالنا ودمر مدننا، نحن نريد أن نعيش كمواطنين عراقيين في مناطقنا بأمان وألا نتعرض مجددا لأي حملات إبادة".
وبحسب معلومات متداولة، ستباشر الحكومة العراقية مع بداية مارس 2020، بنقل عائلات تنظيم داعش إلى مخيم "العملا" في ناحية زمار ومخيمات أخرى في ناحية ربيعة القريبة من زمار، حيث تقع الناحيتان قرب الحدود العراقية - السورية.

شارك