تونس.. «النهضة» تضغط على «الفخفاخ» من أجل «الحزام السياسي»

السبت 15/فبراير/2020 - 02:34 م
طباعة تونس.. «النهضة» تضغط أسماء البتاكوشي
 
فيما يعد مناورة من حركة النهضة التونسية ـ  ذراع الإخوان في البلاد، للضغط على رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ؛ ليقدم للحركة مزيدًا من التنازلات، أكد الناطق الرسمي باسم الحركة «عماد الخميري» في 11 فبراير الحالي أن الحركة عبّرت عن إمكانية مساندتها حكومة «الفخفاخ» دون المشاركة فيها، إذا تعطل الحوار فعلًا ولم يتم التوصل إلى الخيارات الأمثل للنهضة والمتمثلة في حكومة «حزام سياسي» واسع تمثل فيه الحركة بحجم تمثيليتها داخل البرلمان، حسب وصفه.


وأوضح «الخميري» في تصريح لإذاعة «موزاييك» التونسية، أنه أعلم «الفخفاخ» بأن «النهضة» حريصة على شرط الحزام السياسي الواسع وتعتبره من شروط نجاح الحكومة، مضيفًا أن حكومة الوحدة الوطنية هي أفضل نوع للحكومات، ويمكن أن تستجيب لطبيعة المرحلة المقبلة وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، مشددًا على ضرورة أن تكون تمثيلية الحركة في الحكومة بحجم تمثيليتها في البرلمان.

وتحاول الحركة الإخوانية بشتى الطرق الضغط على «إلياس الفخفاخ» من أجل مصلحتها؛ إذ ألمحت إلى استعدادها للاحتمالات كافة بما فيها انتخابات برلمانية مبكرة.

وقال اجتماع مجلس الشورى من أجل التشاور التابع للنهضة في مسألة المشاورات التي شرع فيها الفخفاخ، أنها مستعدة لكل الاحتمالات بما في ذلك خوض الاستحقاق الانتخابي المبكر في محاولة منها للخروج من المأزق الذي وقعت فيه.

وتسعى النهضة جاهدة للسيطرة على المشهد التونسي من جديد، خاصة بعدما خرج أمر تشكيل الحكومة من بين يديها.
وبعد ذلك أصرت على حكومة وحدة وطنية تشرك فيها حزب قلب تونس الذي يتزعمه نبيل القروي.

وبحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية، فإن تمسك حركة النهضة بحزب قلب تونس لن يدوم طويلًا في حال ضمنت الحركة ما تخطط له منذ البداية، وهو الحصول على أكثر ما يمكن من الوزارات وضمان وزيري العدل والداخلية واستبعاد حزب التيار الديمقراطي، خاصة عن الوزارات  التي تمكنه من فتح الملفات التي تهدد الحركة.

وتابعت الصحيفة أن النهضة تبقي على حزب قلب تونس في قاعة الانتظار حال تراجع أي حزب من أحزاب الائتلاف عن  المشاركة في الحكومة.

ومن جانبه يرى الصحفي التونسي محمد كريشان فى مقال له أن حركة النهضة أرهقت الشعب التونسي بتقلباتها الكثيرة ونزقها المفرط، متابعًا أنها أجهضت عمليًا تطلعات الكثيرين في حياة ديمقراطية حقيقية؛ لأنها لم تضع نصب عينيها سوى سلامتها هي واستفادتها من أجهزة الحكم بعيدًا عن أي شيء له علاقة بمصالح الناس الحقيقية.

وبدوره قال المحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي، أنه بات من الصعب الحديث في الشأن السياسي التونسي، فالأمر تجاوز المصالح الحزبية، والجماعات السياسية، لأن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي سرعان ما اتخذ من الرئيس التونسي قيس سعيد خصمًا له.

وتابع اليحياوي في تصريحات صحفية، أن «إلياس الفخفاخ» وقع فريسة لحركة النهضة؛ حينما صعدت الحركة من وتيرة خطابها، مهددة بأن هذه الحكومة آيلة للسقوط لا محالة في حال عدم إشراك قلب تونس؛ ما يعني أنه يفتح الأبواب أمام صناديق انتخابات مبكرة، وهو أمر صعب جدًا في هذه المرحلة.

شارك