معركة «سراقب».. نهاية أحلام «أردوغان» في سوريا

السبت 15/فبراير/2020 - 07:13 م
طباعة معركة «سراقب».. نهاية
 
تشكل معركة الجيش العربي السوري لتحرير مدينة «سراقب» في محافظة إدلب بالشمال أهميةً إستراتيجيةً قصوى؛ لما تشكله تلك المدينة كـ«قلب اقتصادي» للدولة السورية، ومركز للصناعات، ومحور طرق دولية.
ويؤكد الكاتب المصري مصطفى السعيد في مقاله المنشور في جريدة «الاهرام» المسائي، الأربعاء 12 فبراير، أن قوات الجيش العربي السوري، تمكنت من تحرير عشرات المدن والبلدات، خلال أقل من أسبوعين، غير عابئة بوجود مراكز المراقبة التركية، التي كان من المفترض أن تتولى تنفيذ الاتفاق بين كل من روسيا وتركيا وإيران على نزع أسلحة الفصائل المسلحة في إدلب، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تباطأ في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وأشار الكاتب إلى أن «أردوغان»، يريد ضمان ولاء الجماعات الإرهابية، ويؤكد لها، أن الاتفاقيات المبرمة في «أستانة» و«سوتشي»، ليست إلا كسبًا للوقت، ولضمان تحقيق مكاسب للجماعات المسلحة الموالية لتركيا، ونجح «أردوغان» في استهلاك الوقت، إلا أن الصبر بدأ ينفذ لدى روسيا وإيران وسوريا، وجرى الاتفاق على شن الهجوم على «سراقب»، بدون الالتفات إلى الموقف التركي.
وأدى هذا القرار، يقول «مصطفى»، إلى انهيار سريع للفصائل الموالية لأردوغان، رغم تزودها بأحدث الأسلحة وتعزيز دفاعاتها بشبكات للأنفاق وحقول ألغام، وتقدم الجيش العربي السوري بسرعة تسبقه ضربات الطائرات الروسية والسورية، في الوقت الذي تأزم فيه موقف حكومة فايز السراج في العاصمة الليبية طرابلس؛ ما اضطر أردوغان لسحب مجموعاته المسلحة من إدلب، وإرسالها إلى طرابلس، وبالتالى أصبح يحارب على جبهتين. 
ويختم الكاتب المصرى مقاله، بأن «أردوغان»، يعيش حاليًّا مأزقًا خطيرًا، فإما أن يدفع بقوات إضافية إلى القتال ضد سوريا وحلفائها، وقد تؤدي هذا إلى الصدام المباشر مع روسيا وإيران، وهو سيناريو كارثي بالنسبة له، سيكون له تداعيات خطيرة على مستقبله وعلى جيشه، وإما أن يذعن للهزيمة، ويحاول التوصل إلى اتفاق ويسحب قواته، وبذلك يحرق ما تبقى له من أوراق في سوريا؛ لتكون الهزيمة الكاملة، التي تقضي على كل أحلامه في سوريا.

شارك