انتخابات إيران.. قوائم متنافسة ونهج واحد في خدمة النظام

الخميس 20/فبراير/2020 - 06:42 م
طباعة انتخابات إيران.. إسلام محمد
 
تسببت الانتخابات البرلمانية الإيرانية في إشعال الصراع بين أجنحة المحافظين، وأضحى التيار الأكثر تشددًا في حالة تشظٍ لم يسبق لها مثيل، ورغم الاتفاق الأيديولوجي والتماهي في التوجهات العامة، لكن الترتيبات الانتخابية والنزاع على صدارة القوائم أفرزت تصاعد الصراعات بين أقطابه.



قوائم متنافسة والنهج واحد
وقد تسبب اشتعال الخلافات بين رموز التيار المحافظ في تشكيل عدد من القوائم المتنافسة كلها تتشارك النهج ذاته في الوقت الذي أحجم فيه المجلس الأعلى لسياسات التيار الإصلاحي عن تقديم قائمة واحدة في العاصمة طهران، والتي كانت في الانتخابات السابقة معقلًا للإصلاحيين.
وسعيًا لتلافي تلك الشقاقات اتفق زعماء تلك القوائم الإصلاحية على التوحد للترشح تحت قائمة مشتركة ليكون نجاحها مقطوعًا به في الانتخابات المقرر لها الجمعة 21 فبراير 2020.
وكشفت وكالة أنباء "فارس"، الثلاثاء 18 فبراير 2020، عن أن المباحثات بين قائمتَي «مجلس تحالف قوى الثورة» و«جبهة الصمود»، الإثنين 17 فبراير 2020، أفضت إلى هذا الاتفاق، مشيرة إلى حلّ الخلافات التي كانت تحول دونه، من دون الكشف عن طبيعتها.

فشل المحافظين وتراجع الإصلاحيين
وأشارت تقارير إعلامية، إلى أنّ الخلافات كانت بسبب معارضة "جبهة الصمود" ترؤس القيادي السابق بالحرس، رئيس بلدية طهران السابق محمد باقر قاليباف، قائمة المحافظين في الانتخابات، لكن بعد الحديث عن الاتفاق بين المعسكرين المحافظين، لم يعد واضحًا ما إذا كان مجلس «تحالف قوى الثورة» قد قَبِل بالإطاحة بقاليباف؟  أم تم التوصل إلى حلّ آخر بشأن هذه القضية؟
وقد أعلنت وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني، بأنه سيُعلَن عن القائمة الموحدة في وقت لاحق ويأتي هذا التطور بعد فشل جهود زعماء المحافظين، طيلة الفترة الماضية، في التفاهم مع بعضهم البعض بعد خلو الساحة أمامهم وانفرادهم بالمشهد الانتخابي، في غياب المنافسين الإصلاحيين في معظم الدوائر الانتخابية.
وجاء التراجع الحاد في حظوظ الإصلاحيين بعد قرار مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المتشددون برفض أهلية الآلاف من المترشحين ممن يختلفون معهم سياسيًّا، فقد بلغ عدد المرفوضين أكثر من نصف العدد الكلي للمتقدمين.

تفاهمات سياسية
وتم فتح الباب على مصراعيه أمام منتسبي التيار المحافظ، سواء كمستقلين أو حتى كقوائم على غرار قائمة «إيران الشامخة»، التي شكلها مجلس «تحالف قوى الثورة» بزعامة المرشح الرئاسي السابق محمد باقر قاليباف، القيادي السابق في ميليشيات الحرس الثوري، والذي تولى رئاسة بلدية طهران السابق وهي ترفع شعار إنقاذ الاقتصاد، وقائمة «المجلس القوي الثوري» التي تمثل ما يسمى بجبهة الصمود المقربة من رجل الدين المحافظ مصباح يزدي، ويترأسها مرتضى آقا طهراني، وهناك قائمتان أخريان إحداهما بزعامة شيخ الدين محمود نبويان، كما أعلن جليل محبي، أمين ما تسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في تغريدة له تكوين قائمة سماها تيار الثورة.
وتوصل المحافظون إلى تفاهم قبل يوم واحد من انتهاء أجل الحملة الانتخابية، إذ من المفترض أن يتوجه نحو 58 مليونًا، ويتنافس فيها 7157 مرشحًا، من أصل 16000 قدموا طلباتهم.
وأظهر استطلاع أجراه معهد تابع لجامعة طهران، أن 93 % من المواطنين غير راضين عن الوضع السياسي، وأن أقل من ربعهم سيشارك في الانتخابات، وأن بعد مظاهرات الشهور الماضية، دعا عدد كبير من الإيرانيين إلى مقاطعة الانتخابات  والعصيان المدني.

شارك